في ذكرى ميلاده.. نادر جلال ممثل فاشل تحول لأشهر مخرجي التشويق بمصر

لم يكن نادر جلال مخرجًا اعتياديًا في تاريخ السينما والدراما المصرية، إذ ترك بصمة مميزة بأعماله التي لا تزال تعيش بين وجدان الكثير من أجيال السبعينيات والثمانينيات.

وتحل اليوم ذكرى ميلاد المخرج الراحل نادر جلال، حيث ولد في مثل هذا اليوم، عام 1941، ورحل عن عالمنا في 16 ديسمبر 2014 ، عن عمر ناهز 73 عامًا.

ينتمي نادر جلال إلى عائلة فنية، والده المخرج الراحل أحمد جلال ووالدته الفنانة الراحلة ماري كويني، كما قدّم خلال مسيرته الفنية مجموعة متنوعة من الأفلام التي حققت نجاحًا وشهرة واسعة، سواء كانت كوميدية أو رومانسية أو في مجال الأكشن.

وُلد نادر جلال في القاهرة، وكان له اهتمام مبكر بالفن والسينما وحصل على درجة البكالوريوس في الإخراج السينمائي من المعهد العالي للسينما، ومنذ دراسته في المعهد، كان يملك شغفًا بتقديم أعمال تحمل طابعًا مختلفًا وتمزج بين الدراما والحركة والإثارة.

مسيرته نادر جلال الفنية

الإخراج لم يكن موهبته الوحيدة، ولكنه بدأ حياته بالتمثيل منذ الطفولة، حيث اشترك في عددًا من الأفلام، منها "ابن النيل" الذي عرض عام 1951 ليوسف شاهين، و"ضحيت غرامي" الذي عرض 1951 لإبراهيم عمارة، و"أميرة الأحلام" 1945 لأبيه أحمد جلال.

ورغم أنه لم يحقق أي نجاح خلال التجارب التمثيلية التي خاضها، لكنه صار بعد ذلك من أعظم مخرجي التشويق والأكشن على مدار تاريخ السينما والدراما المصرية، بسبب أعماله التي لاقت نجاحًا باهرًا.

رحلته مع الإخراج بدأت كمساعد مخرج مع المخرج حسن الصيفي وصلاح أبو سيف ويوسف شاهين وتوفيق صالح، ثم قدّم أول فيلم من إخراجه، وهو الفيلم الروائي القصير "هاشم وروحية"، قبل أن تنتج له والدته فيلمه الأول "غدًا يعود الحب"، لنور الشريف ونيللي، عام 1971.

إدراج اسم نادر جلال بمشروع عاش هنا

أدرج الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، اسم  المخرج نادر جلال في "مشروع عاش هنا"، لتعريف المارة وتخليدًا لاسمه عبر الأجيال المقبلة.

إذ تم وضع لافتة على باب منزله في حي مصر الجديدة، لتحمل اسمه وتفاصيل مختصرة عنه، ويمكنك الاطلاع على جميع المعلومات عنه باستخدام الهواتف الذكية وقت تفعيل تطبيق "QR".

سيرة عطرة لـ نادر جلال وأراء أحد جيرانه

قال أحد جيرانه في برنامج "يوم سعيد" على قناة المحور: “نادر جلال، رحمه اللَّه، كان إنسانًا خلوقًا وطيبًا، وكان نعم الجار هو ووالدته، المنتجة ماري كويني، التي كانت تتمتع بنفس الصفات”.

وأضاف: “فوجئت عندما رأيت لافتة من وزارة الآثار مُعلقة على باب العمارة، وسعدت جدًا لأنها تخليد لذكراهم، لأنهم عاشوا في تلك العمارة، وأشعر بالفخر لأنني كنت جاره”.

وأكمل لقد مرت السنوات العشر الأخيرة بسرعة، ونحن جيران منذ عام 1964، حيث انتقلت إلى تلك العمارة كطفل، وكان هو قد سكن فيها في نفس العام، نحن جيران منذ 60 عامًا.

أبرز أعمال نادر جلال

يمثل فيلم "بدور" نقطة تحول في حياة المخرج نادر جلال، والذي جمع بين محمود ياسين ونجلاء فتحي، وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا بعد مجموعة من التجارب السابقة، وقد توالت أعماله بعد ذلك ليصبح الفيلم أحد أبرز محطات مسيرته الفنية.

كما اشتهر الراحل نادر جلال بتعاونه مع الزعيم عادل إمام، حيث عملا معًا في 11 فيلمًا، وهي: "ولا من شاف ولا من دري، سلام يا صاحبي، خمسة باب، واحدة بواحدة، جزيرة الشيطان، الواد محروس بتاع الوزير، رسالة إلى الوالي، الإرهابي، بخيت وعديلةّ، الجردل والكنكة".

إسهامات نادر جلال مع نادية الجندي

لعب المخرج الراحل دورًا مهمًا في نجاح وشهرة الفنانة نادية الجندي، من خلال تعاونهما في عدد من الأفلام، مثل "مهمة في تل أبيب، 48 ساعة في إسرائيل، الإرهاب، اغتيال، وشبكة الموت".

أخر أفلام نادر جلال السينمائية

كانت آخر أفلامه السينمائية "جحيم تحت الأرض"، عام 2001، ثم اتجه إلى الدراما التلفزيونية منذ عام 2003، وكان أشهرها "الناس في كفر عسكر، درب الطيب، أماكن في القلب، حرب الجواسيس، وعابد كرمان"، كما تعاون مع سمير خفاجي، ويوسف معاطي في "عباس الأبيض في اليوم الأسود".