الخميس، 13 فبراير 2025

10:07 م

في ذكرى ميلاد الضيف أحمد.. موهبة استثنائية أضاءت المسرح ورحلت مبكرًا

بحل اليوم 12 فبراير، الذكرى السنوية لميلاد واحد من أبرز الفنانين الكوميدين في تاريخ الفن المصري، وهو الضيف أحمد الذي رغم قصر مسيرته الفنية، إلا أنه استطاع ترك بصمة لا تُمحى في عالم الفن، سواء من خلال أعماله التمثيلية أو إبداعاته الإخراجية مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح.

وتظل أعماله تُعرض حتى يومنا هذا، ليبقى اسمه أحد أبرز رموز الكوميديا المصرية، بعدما نجح في حفر مكانة فريدة بين نجوم جيله بموهبته الفريدة وروحه المرحة.

الضيف أحمد 

نشأة الضيف أحمد وبداياته

وُلِد الضيف أحمد الضيف في 12 فبراير 1936 بقرية تمي الأمديد بمحافظة الدقهلية، وسط أسرة عريقة، حيث كان والده عمدة القرية، وجده قاضيًا عرفيًا لسبع قرى.

الضيف أحمد 

بدأت موهبته الفنية في الظهور خلال دراسته الثانوية، لكنه صقلها أثناء دراسته بكلية الآداب بجامعة القاهرة، حيث انضم لفريق التمثيل وتخرج عام 1960 من قسم الفلسفة وعلم الاجتماع.

بداية الانطلاق نحو النجومية

بدأت رحلته الفنية من المسرح الجامعي، حيث لفت أنظار الفنان فؤاد المهندس أثناء أدائه دورًا مميزًا في مسرحية الإخوة كرامازوف، مما دفع المهندس إلى منحه فرصة ذهبية في مسرحية أنا وهو وهي عام 1964، ليكون ذلك بوابته الحقيقية إلى الشهرة والنجاح.

الضيف أحمد 

تأسيس ثلاثي أضواء المسرح

في عام 1967، قرر المخرج محمد سالم تأسيس فرقة غنائية كوميدية، واختار الضيف أحمد ليكون الضلع الثالث إلى جانب سمير غانم وجورج سيدهم.

حققت الفرقة نجاحًا ساحقًا وقدمت العديد من المسرحيات الناجحة مثل طبيخ الملائكة والرجل اللي جوز مراته. ولم يقتصر دوره على التمثيل، بل كان أيضًا المخرج والعقل المدبر للفرقة، حيث تولى إخراج عدد من أعمالهم المسرحية والاستعراضية.

إسهامات سينمائية وتلفزيونية مميزة

إلى جانب المسرح، تألق الضيف أحمد في السينما بعدد من الأفلام الناجحة، منها:

  • 30 يوم في السجن
  • الزواج على الطريقة الحديثة
  • شاطئ المرح

كما كتب سيناريو فيلم ربع دستة أشرار، وكانت فرقته من أوائل من قدموا الفوازير الرمضانية التي لاقت نجاحًا كبيرًا آنذاك.

رؤية فنية متعمقة للكوميديا

في أحد اللقاءات التلفزيونية مع الكاتب الكبير ثروت أباظة، عبّر الضيف أحمد عن رؤيته العميقة للكوميديا قائلاً:

"الثقافة الحقيقية تظهر في الأعمال بشكل غير مباشر، والكوميديا ليست مجرد تهريج، بل تحمل بداخلها بعدًا فكريًا وإنسانيًا".

وقد جسدت أعماله هذا المفهوم، حيث كانت كوميديته قائمة على الذكاء والمواقف الإنسانية، وليس فقط على الإفيهات العشوائية.

رحيل مبكر ومشهد أشبه بالقدر

في 16 أبريل 1970، وأثناء تحضيره لمسرحية الرجل اللي جوز مراته، كان الضيف أحمد يؤدي مشهد وفاته على المسرح، وكأنها نبوءة لمصيره الحقيقي، حيث فارق الحياة بعد ساعات قليلة إثر أزمة قلبية مفاجئة، عن عمر ناهز 34 عامًا.

مصير ثلاثي أضواء المسرح بعد رحيله

برحيله المفاجئ، تفككت فرقة ثلاثي أضواء المسرح:

  • جورج سيدهم اتجه للعمل المسرحي منفردًا.
  • سمير غانم صنع نجوميته في السينما والتلفزيون، وحقق نجاحًا كبيرًا من خلال فوازير رمضان، التي قدم فيها شخصية فطوطة، ليصبح أحد أبرز نجوم الكوميديا في العالم العربي.

ورغم رحيله المبكر، ظل الضيف أحمد حاضرًا في ذاكرة الفن المصري، بأعماله التي ما زالت تُعرض، وبروح الكوميديا الراقية التي تميز بها، ليبقى اسمه خالدًا في سجل عمالقة الفن.

search