الثلاثاء، 18 مارس 2025

08:01 م

دراسة إسبانية: كل شخص له شبيه في مكان ما بالعالم

صورة تعبيرية

صورة تعبيرية

خاطر عبادة

A .A

قد تمشي في الشارع وتصادف شخصًا غريبًا يذكرك بشخص آخر، إن التعبير الشائع حينها "أنت تذكرني بشخص ما"، ولكن العلم يؤكد أن السبب في ذلك يتجاوز الصدفة.

فقد اكتشف فريق من العلماء الإسبان أن كل شخص لديه شبيه في مكان ما في العالم، والمثير للدهشة أنهما قد يشتركان في أكثر من مجرد تشابه جسدي عابر، وفقا لصحيفة لا راثون الإسبانية.

دراسة تؤكد نظرية الازدواج

وفقا لبحث نُشر في مجلة Cell Reports، فإن الأفراد الذين لديهم تشابه جسدي يتشاركون أيضًا في الجينات وأنماط الحياة والعادات.

ولإثبات النظرية، استخدم الباحثون تقنية التعرف على الوجه وقواعد البيانات الجينية، وفي الدراسة التي قادها الدكتور مانيل إستيلر من معهد جوزيب كاريراس لأبحاث سرطان الدم في برشلونة، تم تحليل الهياكل الجينية لأفراد مختلفين لديهم سمات متشابهة.

وشملت التجربة تجنيد المشاركين وإخضاعهم لاختبارات الحمض النووي واستبيان حول حياتهم اليومية، وتم بعد ذلك تقييم وجوههم باستخدام ثلاثة أنظمة مختلفة للتعرف على الوجه.


وكانت النتائج مفاجئة: حيث كان لدى 16 زوجًا من الأشخاص درجات تشابه شكلية عالية جدًا لدرجة أنهم يشبهون التوائم المتطابقة، وعلاوة على ذلك، وجد الباحثون من خلال تحليل الحمض النووي أن هذه الأزواج تشترك في جينات مرتبطة بشكل أنوفهم، وأعينهم، وشفتيهم، وحتى بنية العظام.


ما وراء التشابه الجسدي

ومن المثير للاهتمام أن المتشابهين أظهروا أيضًا تشابهًا في وزنهم وأسلوب حياتهم وعاداتهم، كما تداخلت عوامل مثل تعاطي التبغ والمستوى التعليمي بين المشاركين الذين يتشاركون في تشابهات جينية.

ويشير هذا إلى أن التنوع الجيني لا يؤثر على المظهر الجسدي فحسب، بل يؤثر أيضًا على بعض السلوكيات واختيارات نمط الحياة.


ومع ذلك، حدد الباحثون أيضًا اختلافات رئيسية في الجينومات، وهي العناصر التي تنظم كيفية تعبير الجينات عن نفسها استجابة للبيئة، وهكذا، على الرغم من أن شخصين قد يبدوان متشابهين جسديًا، فإن أجسادهما قد تعمل بشكل مختلف جدًا على المستوى البيولوجي.

ويثير هذا الاكتشاف تساؤلات مهمة، خاصة في مجال الأمن، إذا كان من الممكن الخلط بين التوائم بشكل متكرر، فقد تتأثر موثوقية أنظمة التعرف على الوجه في المطارات، وتحقيقات الشرطة، وأنظمة الوصول البيومترية.

وحذرت طبيبة الأطفال وخبيرة علم الوراثة كارين غريب، التي شاركت أيضًا في الدراسة، من أنه إذا فكرنا في برامج التعرف على الوجه التي تفتح الأجهزة أو تتحكم في الوصول إليها، فقد يكون هناك خطأ في التعرف.

ومن ناحية أخرى، ينبغي التعامل مع النتائج بحذر، لأن البحث كان يعتمد على عينة محدودة، معظمها من أصول أوروبية وساكسونية، ويبقى أن نحدد ما إذا كان النمط نفسه يتكرر لدى السكان في مناطق أخرى من العالم.

وعلى الرغم من القيود التي فرضتها الدراسة، هناك أمر واحد واضح: لا يوجد أحد فريد تمامًا في مظهره.

 وكما استنتج الدكتور إستيلر، "هناك عدد كبير جدًا من الناس في العالم الآن لدرجة أنه من المحتم وجود أفراد لديهم تسلسلات حمض نووي متشابهة، وقد سهّلت التكنولوجيا علينا العثور عليهم".

لذلك في المرة القادمة عندما يقول لك شخص ما، "أنت تذكرني بشخص ما"، قد يكون أكثر صوابًا مما تعتقد.

search