الأربعاء، 30 أكتوبر 2024

06:15 ص

من مؤلفة أغاني كبار النجوم لسائقة.. حمدية التيتي: اشتغلت بدل ما أمد إيدي

الشاعرة حمدية التيتي

الشاعرة حمدية التيتي

داليا أشرف

A A

تمسك هاتفك وتضع سماعتك في أذنيك، وتفتح قائمة الأغاني التي تُفضلها، فيكون من بينها واحدة أو اثنان على الأقل تأليف وألحان حمدية التيتي، بعد ذلك تستقل سيارة من شركة “إندرايف” للنقل الذكي لتوصيلك لوجهتك الخاصة، فتتفاجأ أن السائقة الماكثة بجانبك هي من تستمع إلى ألحانها أو كلماتها، الفنانة حمدية التيتي التي تألقت بأغاني أحمد سعد ومدحت صالح ثم لضيق الحال قررت أن تعمل سائقة.

حمدية التيتي

"اشتغلت سواقة عشان معنديش شغل تاني وبدل ما أمد إيدي".. هذا ما قالته حمدية التيتي الشاعرة التي كتبت ولحّنت لـ ايهاب توفيق وأحمد سعد ومدحت صالح وغيرهم من ألمع المطربين، وحاليًا تعمل سائقة بشركة النقل الذكي "إن درايف" وقبلها عملت لفترة في "أوبر"، هكذا روت قصتها لـ "تليجراف مصر".

الشاعرة حمدية التيتي

تقول "التيتي" إن الفن أصبح في ركود واختلف الذوق العام عما مضى، بالأول، مضيفة “كنا جميعًا متألقين لكن الصناعة اختلفت وانطفأ توهجها وسادت أغاني المهرجانات، مشيرة إلى أن الكثيرون طلبوا منها أن تكتب هذا النوع من الأغاني إلا أنها رفضت بامتعاض”.

من أغاني حمدية التيتي: “ده حب”، “قلبي قلبك”، “روح قلبي”، “أحلى منهم”، “الحبيب الغالي” و"جرب بقى".

الشاعرة حمدية التيتي

"ضعفت وكتبت مهرجانات بالفعل من كتر انتشارها لكن منفذتش لإن ضميري وجعني.. كنت ماشية في الشارع بعيط وبسأل نفسي إزاي يوصل بيا الحال لكدة؟!"..عبارة وصفت بها حمدية التيتي مدى الصراع النفسي الذي عاشت به خلال سيطرة هذا الذوق من الأغاني، ووقوفها بالمنتصف بين ضرورة حفاظ وجودها على الساحة أو يتم نسيانها من بين الشعراء.

الشاعرة حمدية التيتي

تحكي حمدية عن بعض المطربين الذين أتوا إلى بابها لتكتب لهم أغنية "مهرجان" وخاصة مطرب يدعى "مصري" في بداية طريقه، إذ منعته أن ينحدر بصوته العذب لهذا الطريق، وكتبت له أغنية مزجت فيها بين اللون الشعبي والطرب الأصيل حتى لا ينساق وراء الذوق العام حاليًا، قائلة: "حسيت إني بنقذه بالفن".

علاقة التيتي بالفنانين مستمرة حتى اليوم، وحينما فكرت أن تعمل كسائقة لم تسعى في تخبئة ذلك، بينما حرصت على وضع اسمها وصورتها على شركة النقل الذكي، موضحة أنها من أجمل التجارب التي تعيشها حاليًا ولم تخجل منها أبدًا".

الشاعرة حمدية التيتي

تابعت: "في ناس عرفوني لما ركبوا معايا..وكمان في فنانين ركبوا وكانوا مكسوفين يدوني الحساب في إيدي.. بس أنا بقولهم أنت بتتعامل معايا دلوقتي على إني السواق يعني تحاسبني عادي".

سائقة بدرجة طبيبة نفسية

ترى التيتي أن كونها سائقة فعملها رسالة، فلن تصل بالركاب إلى وجهتهم الخاصة فحسب بل لـ بر الأمان أيضًا –حسبما وصفت- وذلك روته في مواقف جمعتها بالركاب، فهناك من كان يعاني اكتئاب حاد وأخرى تترك بيتها ليلًا وتذهب وحيدة إلى مكان آخر وهي باكية، ولكنها تجلس وتستمع إليهم وتتحدث معهم وتحاول أن تكون بمثابة طبيب نفسي يجد حلولًا لمشاكلهم.

حمدية التيتي كانت سابقًا تملك سيارة بسائق، وحاليًا أدركت صعوبة مهنة القيادة الجسدية، وبالرغم من ذلك فهي فخورة بنفسها ولم تُخفي ذلك على الآخرين، بل تشجع فتيات أخريات أن يكن سائقات يعملن على سيارتهن كما فعلت هي.

الشاعرة حمدية التيتي

ولكن رغم كل ذلك الفخر، فهناك ما يُحزن حمدية التيتي، مردفة: "أنا فنانة في صفوف الشعراء اتمنيت إنه يتم تقديري كقيمة فنية مينفعش لا تتهان ولا تتبهدل، لإن الفنان ثروة فنية".

طلبت التيتي في نهاية حديثها من المسؤولين فقط سيارة جديدة تكون في حالة جيدة، قائلة: "العربية اللي معايا بهدلتني وأنا بلف بيها كتير ومحتاجة بس عربية كويسة عشان أكمل انا مش عايزة أوقف شغل ومعنديش دخل".

search