الجمعة، 20 سبتمبر 2024

01:11 ص

تحرير سعر الصرف.. هل انتهت "لعبة القط والفأر" مع السوق السوداء؟

عملات نقدية أمريكية

عملات نقدية أمريكية

مصطفى العيسوي

A A

تساؤلات كثيرة تدور في الأذهان حول فعالية قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف في القضاء على السوق السوداء، التي توحشت خلال الفترة الماضي، بسبب أزمة نقص السيولة الدولارية في القطاع المصرفي الرسمي.

 اتسعت فجوة سعر صرف الدولار أمام الجنيه بين السوق الرسمي والسوداء، لتصل لأعلى ارتفاع لها في نهاية شهر يناير الماضي، مسجلًا فوق 72 جنيهًا، بينما كان في البنوك عند مستوى 30.90 جنيهًا.

خروج لاعبين 

الخبير المصرفي، محمد بدرة، أكد أن قرار تحرير سعر الصرف سيساعد بشكل كبير على إنهاء على ظاهرة السوق السوداء في مصر، موضحًا أن هناك عدد من اللاعبين في هذا السوق سيختفون خلال الفترة القليلة القادمة، وفي مقدمتهم المستوردين، بعد تعهد الحكومة بتوفير لهم السيولة الدولارية اللازمة لشراء المستلزمات والمواد الخام من الخارج.

أضاف بدرة، أن اللاعب الثاني الذي سيساهم في اختفاء السوق الموازي، هو عودة تحويلات المصريين بالخارج إلى القطاع المصرفي الرسمي، بعد تحرير سعر الصرف وتلاشي الفارق السعري بين الرسمي والموازي، موضحًا أن وجود سعرين صرف تسبب في ضرر كبير على الاقتصاد المصري.

في فبراير الماضي، وصفت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جوريفا، وجود أكثر من سعر صرف بـ"الكارثي"، مطالبة مصر بالتحرك في اتجاه يجعل السوق تحدد سعر الصرف.

ذخيرة مالية ضخمة 

وفي سياق متصل، أكد رئيس وحدة الاقتصاد والطاقة بمركز الحبتور للأبحاث، محمد شادي، أنه السوق السوداء ستنتهي للأبد، في حالة تمكن البنك المركزي من توفير كل الاحتياجات الدولارية المطلوبة في السوق خلال هذه الأيام.

أوضح شادي، أن الدولة خلال الشهر الماضي وفرت ذخيرة مالية ضخمة اللازمة لتوجيه ضربة قاضية للسوق السوداء، مشيرًا إلي تسلم مصر الدفعة الأولى من صفقة رأس الحكمة وهي أكبر صفقة استثمار مباشر، أهم مصدر لجلب السيولة الدولارية للقطاع المصرفي المصرفي.

وأضاف إن حرب الدولة ضد السوق الموازي، بدأت بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي بالإفراج التدريجي عن البضائع المُتراكمة في الموانئ، حيث أدي هذا القرار إلى إنهاء المضاربات في السوق السوداء، ليتراجع إلي مستويات 40 جنيهًا بعدما كان وصل إلي 70 جنيهًا في نهاية شهر يناير الماضي.

السيولة الدولارية 

في السياق، تقول نائب رئيس بنك مصر سابقًا، سهر الدماطي، إن الفيصل في إنهاء السوق السوداء هو مقدار السيولة الدولارية التي سيقوم البنك المركزي بضخها خلال الأيام القادمة.

أضافت الدماطي، أن عبارة “انتهاء السوق السوداء”، يمكن قولها عندما يتوجه المواطن أو المستثمر إلى البنك للحصول على أي سيولة دولارية، فيحصل عليها بسهولة ويسر ودون أي قيود.

بدوره، قال رئيس اتحاد البنوك، محمد الإتربي، إن السوق السوداء أصيبت في مقتل بعد قرار تحرير سعر الصرف، موضحًا أن البنوك قادرة على توفير الدولار للعملاء.

أضاف الإتربي، أن قرار المركزي يؤكد الثقة في الاقتصاد المصري لتخطي الأزمات التي تعرض لها خلال الفترة الماضية.

search