السبت، 05 أكتوبر 2024

06:23 م

هل تصل 100 دولار؟.. توقعات أسعار النفط في 2024

تراجعت أسعار النفط 10% خلال 2023 متأثرة بالمخاوف الجيوسياسية

تراجعت أسعار النفط 10% خلال 2023 متأثرة بالمخاوف الجيوسياسية

حسن راشد

A A

سيطرت حالة من الضبابية على توقعات أسعار النفط خلال 2024، حيث تباينت آراء مؤسسات الاستثمار والبنوك الدولية.

بالرغم من تراجع أسعار النفط بنسبة 10% خلال 2023، متأثرة بالمخاوف الجيوسياسية ورفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم، فإن محللي السلع أكثر تفاؤلا في 2024، في ظل محفزات محتملة لارتفاعها.

تأتي التوقعات المتفائلة في ظل استمرار خفض إنتاج "أوبك بلس" لحجم الإنتاج، وانخفاض إنتاج النفط عموما بسبب تراجع الاستثمار لتطوير حقول جديدة.

الطلب العالمي

رفعت وكالة الطاقة الدولية، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال 2024، بالرغم من التوقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي، لافتة إلى تحسن التوقعات للولايات المتحدة وتراجع أسعار النفط.

وتتوقع الوكالة ارتفاع الطلب بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا في 2024، حسبما ذكرت في تقريرها الشهري الصادر منتصف ديسمبر.

تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب العالمي على النفط 2024

أوبك

تتوقع أوبك نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا، إلى 104.4 ملايين برميل يوميا في 2024، مرجعة ذلك إلى تقديرات نمو الناتج الإجمالي العالمي، بوتيرة أسرع من 2023، وسط نمو أكبر من المتوقع في الاقتصاد الصيني.

أوبك بلس

 

توقعات الأسعار

تشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن أسعار النفط في 2024 ستدور حول مستوى 84 دولارًا للبرميل في 2024، نتيجة تخفيضات إنتاج (أوبك +).

تتجه تقديرات ستاندرد آند بورز إلى أن أسعار النفط ستدور في نطاق بين 70 و80 دولارًا للبرميل، بسبب ضعف الطلب العالمي على الخام رغم تخفيضات أوبك+. أما جولدمان ساكس فيتوقع تسجيل مستويات بين 70 إلى 90 دولارًا للبرميل.

هدوء نسبيّ للأسعار

قال نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، الدكتور مدحت يوسف، إن عام 2023 شهد ما يسمي بالهدوء النسبي لأسعار النفط عالميا، حيث تراوح سعر خام برنت القياسي خلال على مدار العام بين 73 و93 دولارًا للبرميل، بالرغم من التوترات سياسية والعسكرية.

وأضاف لـ“تليجراف مصر”، أن التذبذبات السعرية لم تشهد انحرافات كبيرة، حيث جاء متوسط سعر خام برنت عند مستوى 82 دولارًا للبرميل، نتيجة سيطرة دول أوبك وحلفاؤها علي حجم المعروض من النفط في السوق العالمي، للوصول إلي أسعار مناسبة لمنتجي النفط دون المرور بنكسات سعرية، مثلما حدث من انهيار سعري مخيف في أبريل 2022 حين انخفضت الأسعار إلي ما دون الصفر في البورصات العالمية.

وأشار يوسف، إلى أن أسعار الغاز المسال تماشت مع رغبات دول الاتحاد الأوروبي (الأكبر استهلاكا)، بعد القرار الأوربي الأمريكي بمقاطعة الغاز الطبيعي الروسي وكسر احتكارها لتوريدات الغاز الطبيعي لدول أوروبا، لذلك تراجعت أسعار الغاز الطبيعي المسال إلي ما دون 20 دولارًا للمليون وحدة حرارية.
وذكر أن أسعار الغاز الطبيعي تراوحت طبقا لمؤشر "تي.تي.إف" الهولندي، الممثل لأسعار توريدات الغاز المسال إلى أوروبا، مابين 7.5 و23 دولارًا خلال عام 2023، وبمتوسط أقل من 15 دولارًا علي مستوي العام بعد أن لامست أسعاره المائة دولار عام 2022.

أوبك تتحكم

وبخصوص توقعات أسعار النفط والغاز المسال عالميًا لعام 2024، أوضح يوسف، أن الأمر يرتبط أساسًا بموقف دول أوبك وحلفائها ومدي إمكانية استمرار التعاون والتوافق فيما يخص خفض المتاح عالميا عند حدوث انخفاضات سعرية، باتخاذ مواقف مضادة بالمزيد من خفض الإنتاج، وهو ما تقوم به المنظمة حاليًا من خلال المتابعة الدورية للأسعار العالمية وكم المتاح، لاتخاذ قرارات حماية سريعة لتهدئة الأوضاع.

وحول خروج أنجولا من تحالف أوبك، قال إن انسحاب الدولة العضو من التحالف النفطي ونظام الحصص التصديرية المخصصة لكل دولة من الدول المنتجة قد يأخذ مسار أخر لتوقعات الأسعار إذا تبعتها دول أخرى، وسيحدث منحنى سعري منخفض للنفط لعام 2024.

ومن جهة أخري، لو استمرت دول أوبك وحلفاؤها في التعاون والتوافق المستمر بما يحقق مصالح الدول المنتجة للنفط فإن الاسعار المتداولة لعام 2024 ستأخذ نفس مسار أسعار عام 2023، بحسب نائب رئيس هيئة البترول الأسبق.

توقعات محللي السلع

من جانبه، قال أستاذ هندسة البترول والطاقة، الدكتور ثروت راغب، إنه يتوقع أن يصل سعر البرميل في 2024 عند مستوى 90 دولارًا.

وأوضح راغب أن النفط سيتأثر بمدى تعافي الاقتصاد العالمي خلال العام المقبل، بالإضافة إلى استقرار الأوضاع السياسية.

وأضاف أن النفط سيواصل الصعود خلال السنوات المقبلة، وتشير التوقعات إلى أنه من الممكن أن يسجل البرميل 200 دولار، موضحًا أن المخزونات الطبيعية التي يتم استخراجها بالطرق البسيطة بدأت في الانخفاض، وهو ما سيدفع العالم للاتجاه إلى استخراج النفط بالطرق غير التقليدية، وهي عالية التكلفة لاستخراجها.

خسائر النفط في 2023

أرجع راغب خسائر النفط في 2023 إلى الأحداث الجيوسياسية وانخفاض الطلب بالرغم من تقليل أوبك لحجم الإنتاج للسيطرة على الأسعار.

وأثبتت تخفيضات الإنتاج من قبل (أوبك بلس) أنها غير كافية لدعم الأسعار، مع انخفاض الخامات القياسية بنحو 20% عن أعلى مستوياتها هذا العام؛ وتخفض المنظمة حاليا الإنتاج بنحو ستة ملايين برميل يوميا، وهو ما يمثل نحو 6% من حجم المعروض العالمي.

إنتاج النفط

تظل توقعات أسعار النفط في 2024 غير مؤكدة، وتعتمد على عوامل عدة، أبرزها تعافي الاقتصاد العالمي وتطورات الأوضاع الجيوسياسية.

search