الدولار يمارس هوايته أمام الجنيه.. كم سيصل بنهاية 2024؟

يواصل سعر الدولار مقابل الجنيه، ارتفاعه خلال الفترة الحالية بالقطاع المصرفى المصري، ليتجاوز حاجز الـ 49 جنيهًا خلال تعاملات أمس، ليثار التساؤل حول مستقبل سعر العملة الأمريكية في نهاية العام الجاري 2024.

سعر الدولار اليوم

وقفز سعر الدولار أمام الجنيه منذ 1 أكتوبر الماضي حتى منتصف تعاملات اليوم قرابة الجنيه، حيث تحرك من مستوى 48.26 جنيهًا إلى نحو 49.15 جنيهًا بالبنوك اليوم، مرتفعًا بين 10 و16 قرشًا خلال الأسبوع الرابع من الشهر الماضي.

ورجح الخبير المصرفي عز الدين حسانين، أن يستمر ارتفاع سعر الدولار في البنوك المصرية خلال الفترة المقبلة، حيث من المتوقع أن يصل إلى 50 جنيهًا بنهاية العام. وأرجع ذلك إلى زيادة الطلب من الحكومة لسداد ما عليها من التزامات بالإضافة إلى تراجع إيرادات قناة السويس والفجوة التمويلية، فضلًا عن ارتفاع الطلب من المستوردين بعد الحديث عن توجيه البنك المركزي لاستيراد السلع الاستفزازية.

أسباب ارتفاع الدولار

تواجه الحكومة المصرية تحديًا كبيرًا في السنة المالية الحالية 2024-2025، حيث تقدر الفجوة التمويلية بنحو 10 مليارات دولار، فيما فقدت قناة السويس تقريبا من 50 – 60% ما يعادل أكثر من 6 مليارات دولارات خلال الشهور الماضية، خلال تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وكان البنك المركزي وجه الأسبوع الماضي، البنوك بتدبير الدولار لعمليات استيراد كافة السلع الاستفزازية التي تتطلب إذن مسبق منه، وفقًا لمركز الدولار لدى كل بنك ودون الرجوع إليه، وذلك بعد أن وجه في أغسطس الماضي بحصر طلبات الاستيراد الخاصة بهذه الفئة من السلع.

وأوضح حسانين لـ"تليجراف مصر" أن هناك مرونة في سعر الصرف منذ مارس الماضي، والتي ساهمت في تعزيز مستويات السيولة الدولارية داخل القطاع المصرفي ورفع احتياطي النقد الأجنبي إلى مستويات قياسية وارتفاع جاذبية مصر للأموال الساخنة وعودة نشاط تحويلات المصريين العاملين بالخارج.

صندوق النقد الدولي

كانت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا چورچييفا، أكدت أن مصر انتقلت إلى نظام مرن لسعر الصرف وتخلصت من التراكمات، فيما ذكرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، في أحدث تقرير لها، حجم النقد الأجنبي المتداول داخل البنوك المصرية ارتفاع إلى نحو 10 أضعاف مستوياتها قبل التعويم، بالإضافة إلى القضاء على تراكم طلبات الدولار لدى البنوك.

واتفق الخبير الاقتصادي أحمد خطاب، مع حسانين، بشأن أن يسجل سعر الدولار مستوى 50 جنيهًا في نهاية العام مشيرًا إلى أن ذلك لن يمثل أزمة ما دام سيقابله ارتفاع في السيولة الدولارية لدى البنوك واستمرارها في تلبية احتياجات العملاء من العملة الصعبة، علاوة على استمرار النمو القوي للاحتياطي الأجنبي لدى البنك المركزي يمنحه مرونة للتدخل لدعم الجنيه مقابل الدولار متى يقتضي الأمر.

الاحتياطي الأجنبي 

ووفقًا لأحدث تقارير البنك المركزي، فإن مستويات الاحتياطي الأجنبي لديه ارتفعت بواقع 140 مليون دولار في سبتمبر الماضي إلى 46.74 مليار دولار من 35.2 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2023، فيما واصلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج نموها في سبتمبر الماضي لتتجاوز عتبة الـ3 مليارات دولار مسجلة رقما قياسيا، كما استقطبت مصر أموالا ساخنة بنحو 36.7 مليار دولار بنهاية يونيو الماضي.

وأوضح خطاب لـ"تليجراف مصر" أن سعر العملة الأمريكية أمام الجنيه منذ شهور وهو يتحرك داخل نطاق ضيق بين 47 و48 جنيها باستثناء بعض القفزات التي نشاهدها من وقت إلى آخر على غرار ما حدث في أغسطس الماضي عندما تجاوز عتبة الـ49 جنيهًا، بالتزامن مع اضطراب الأسواق العالمية وارتفاع خطر التوترات الجيوسياسية في المنطقة مع الإعلان عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وقال رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدولي هشام عز العرب الأسبوع الماضي، إن سعر الصرف الحالي للدولار تحركه آليات العرض والطلب في السوق، ولا توجد إشارات لتعطيل طلبات على العملة الأجنبية للتجار حاليًا في البنوك، وهذا دليل على الاستقرار لكن أن يبقى الدولار بـ46 أو 50 جنيها، فهذا الأمر متروك للبنك المركزي.

المؤسسات الدولية

وتوقع استطلاع أجرته وكالة “رويترز” خلال الفترة من 9 إلى 23 أكتوبر الماضي، أن يتراجع الجنيه مقابل الدولار ليصل إلى 50.4 جنيه لكل دولار بحلول نهاية يونيو 2025، أي بعد قرابة 8 أشهر من الآن وأن يصل إلى 52 جنيهًا بحلول 2026.

في وقت سابق، توقعت شركة "بي إم آي" التابعة لمؤسسة فيتش، أن يرتفع الدولار إلى 55 جنيها حال اتساع رقعة التصعيد العسكري الراهن في الشرق الأوسط، لكن مع استبعاد هذا الاحتمال رجحت تحرك الدولار خلال العام المالي الذي ينتهي في يونيو 2025 داخل نطاق يتراوح بين 47.9 و49.5 جنيه، فيما تتوقع مؤسسة كابيتال إيكونوميكس أن ينهي الدولار هذا العام عند مستويات 49 جنيها ثم بصعد إلى 50 جنيها في 2025.