السبت، 14 ديسمبر 2024

10:51 ص

سوريا على شفا حرب جديدة على حقول النفط والغاز

إطلاق رصاص على لافتة لبشار الأسد

إطلاق رصاص على لافتة لبشار الأسد

خاطر عبادة

A A

الصراع على باطن سوريا لا يقل خطورة عما يدور فوق أرض سوريا الآن،  والحديث هنا عن حقول النفط والغاز، فما مصيرها؟.

قبل عام 2011، كشف وزير النفط السوري آنذاك سفيان العلاو، أن إنتاج سوريا وصل إلى 141 مليون برميل نفط في عام 2010 أي بمعدل 386 ألف برميل يوميًا، لكن بحلول عام 2014 واستحواذ الأطراف المتصارعة على الموارد والحقول النفطية انخفض الإنتاج إلى 14 ألف برميل يوميًا.

الغاز في سوريا 

كما تهاوى إنتاج الغاز الطبيعي من 8.7 مليار متر مكعب في عام 2011 إلى 3 مليارات متر مكعب في عام 2023 وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
بعد عام 2011،  انتقلت سيطرة حقول النفط التي تدر على داعش نحو 500 مليون دولار سنويا، إلى قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ(قسد) المدعومة أمريكيًا، وتسيطر على حقلي عمر والتنك النفطيين وحقل كونيكو الذي ينتج الغاز والنفط معًا في ريف دير الزور، وفي محافظة الحسكة فهي تسيطر على حقل السويدية، رميلان، جبيسة والهول، فضلا عن عشرات الآبار النفطية داخل الحسكة.

ورغم السيطرة الكبيرة لقسد على تلك الحقول التي تشكل 90% من الثروة النفطية و45% من إنتاج الغاز، إلا أنّ البنية التحتية المتهالكة والحاجة إلى إعادة تأهيلها والضربات التركية التي تلقتها خلال السنوات الماضية قلّصت إنتاجها اليومي إلى أقل من 30 ألف برميل يوميًا.


بعد سقوط النظام تركزت الحقول التي باتت تحت سيطرة قوات المعارضة في وسط وغرب البلاد، وأبرزها حقل ورد وحقل التيم وحقل الشولة وحقل نيشان في دير الزور.

ويقدر إنتاجها بنحو 7 آلاف برميل يوميًا، إضافة إلى حقل الغاز آراك في تدمر، وحقل جزل وشاعر في ريف حمص ومحطتي المهاش والخراطة النفطيتين.

ومع إعلان، سيطرة الفصائل المسلحة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام على كامل مدينة دير الزور وعلى حقل "التيم النفطي"، ذكرت مصادر في قوات سوريا الديمقراطية أن القوات الكردية انسحبت فقط من المنطقة الغربية لنهر الفرات في مدينة دير الزور، حيث تقدمت مؤخرًا بعد انسحاب قوات النظام السوري.

 وهنا تكمن المخاطر حول الخلاف بين قوات (قسد) وهيئة تحرير الشام فيما يتعلق بتقاسم حقول النفط والغاز.


مستقبل قطاع الطاقة السوري

في عام 2018، وقعت روسيا وسوريا اتفاقية تعاون في مجال الطاقة تمنح موسكو حقوقًا حصرية لإعادة بناء قطاع النفط والغاز السوري.

أبرمت شركة "إيفرو بوليس" الروسية عقدا مع الحكومة السورية لحماية حقول النفط مقابل حصة 25% من إنتاج النفط والغاز..


كما أن حقول إيبلا لا تزال تحت سيطرة الجيش الروسي، ولا يمكن تجاوز الوجود الأمريكي في قاعدة حقل العمر النفطي وقاعدة رميلان الواقعة جنوب شرقي مدينة الرميلان النفطية في ريف الحسكة وغيرها من القواعد، ورغم تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا أكثر من مرة إلا أنه تراجع تحت ضغط مستشاريه، بعدما اقتنع بأهميتها لحماية المصالح الأمريكية.

وبهذه التعقيدات أصبحت سوريا على شفا حرب من أجل النفط، وفقا لصحيفة "أوراسيا ديلي"، وسط حاجة الفصائل السورية المسلحة إلى تزويد نفسها والمناطق الخاضعة لسيطرتها بالوقود والكهرباء وجميع أشكال الطاقة.

search