بعد تسجيله قفزات قياسية.. هل يصل الدولار إلى 56 جنيهًا؟

لامس سعر الدولار مقابل الجنيه المصري عتبة الـ51 جنيهًا مع ختام الأسبوع المنقضي، الأمر الذي فتح باب التساؤلات بشأن مصيره خلال العام الجديد الذي تفصلنا عنه أيام قلائل.. فهل يواصل الأخضر صعوده ليستهدف مستويات 56 جنيهًا وفق تقديرات صندوق النقد الدولي؟

من جانبه قال الخبير المصرفي وأستاذ الاستثمار والتمويل الدكتور فهد جاهين إن هذا الصعود لسعر الدولار مقابل الجنيه يعد مبررًا نتيجة لارتفاع الطلب على الدولار بالتزامن مع قرب نهاية العام والتزام البنك المركزي بسياسة سعر الصرف المرن ما يعني تحرك السعر وفق آليات العرض والطلب. 

صعود مؤقت 

وأضاف الدكتور فهد جاهين أن هذا الصعود في سعر الدولار مقابل الجنيه لا يدعو للقلق والأرجح أنه سيكون مؤقتًا لفترة قصيرة، إذ يعود لعوامل موسمية مرتبطة بنهاية العام 2024 واتجاه الشركات في هذه الفترة لإغلاق مراكزها المالية وتوزيع الأرباح وكذلك زيادة تدفقات الأموال الساخنة (الاستثمارات الأجنبية في أدوات الدين والأسهم) الخارجة من السوق المصرية خلال هذا التوقيت من كل عام.  

وأشار في تصريح لـ"تليجراف مصر" إلى أن التوترات الجيوسياسية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط أيضًا ساهمت في تخارج الأموال الساخنة في الوقت الراهن لكن تأثيرها يظل أقل مقارنة بالعوامل المرتبطة بتصفية مراكز مستثمري الأموال الساخنة بغرض إعادة تدوير الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة. 

وأنهى سعر الدولار مقابل الجنيه المصري تعاملات الأسبوع الثاني من ديسمبر الحالي، مسجلا داخل البنك مستوى 50.77 جنيه للشراء، و50.91 جنيه للبيع، ما يعكس زيادة بقرابة 125 قرشًا منذ بداية الشهر، فيما وصل إلى أعلى مستوياته في مصرف أبوظبي الإسلامي عند 50.83 جنيه للشراء و50.92 للبيع، بارتفاع قدره 114 قرشًا منذ بداية ديسمبر. 

توقعات سعر الدولار في 2025

وتوقع الدكتور فهد جاهين أن يعاود الجنيه صعوده مع بداية العام الجديد بدعم أساسي من تراجع العوامل الموسمية الراهنة وعودة تدفقات الأموال الساخنة للسوق المصرية، لافتا إلى أن سعر الدولار من المتوقع أن يرتفع إلى مستويات 52 جنيهًا خلال العام المقبل وأن يتحرك صعودًا بواقع 1 أو 2% لكن ليس أكثر من ذلك. 

واعتبر جاهين أن التسعير الراهن للعقود الآجلة للجنيه لا يعد مؤشرًا مثاليًا يعتمد عليه لمعرفة اتجاه حركة الدولار خلال الفترة المقبلة، لاسيما في ظل عدد من المؤشرات الإيجابية التي من المتوقع أن تسهم في تعزيز قيمة الجنيه خلال 2025. 

وتابع: أبرز هذه المؤشرات استمرار التدفقات النقدية المستقرة وعودة تدفقات الاستثمار الأجنبي غير المباشر مع بداية العام لاسيما مع حقيقة أن أدوات الدين المصرية تقدم عائدا تنافسيًا، فضلًا عن توقعات استمرار ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج وارتفاع الصادرات في ضوء الاتفاقيات الموقعة أخيرًا مع الاتحاد وعدد من الدول. 

يشار إلى أن العقود الآجلة للجنيه المصري لأجل 12 شهرا ارتفعت خلال الأسبوع الأول من ديسمبر إلى مستوى 58.85 جنيه للدولار، في مؤشر على توقعات الأسواق العالمية لسعر الجنيه خلال العام المقبل. 

وتوقعت مؤسسة فيتش سلوشنز في نهاية أغسطس تعافي الجنيه خلال 2025 إلى نطاق بين 46.5 و48.5 جنيه للدولار حال استقرار الأوضاع في المنطقة ووقف إطلاق النار في غزة وعودة الأوضاع لطبيعتها في البحر الأحمر. 

وأوضحت فيتش أنها لا تستبعد أن يتراجع الجنيه خلال 2025 إلى 55 جنيهًا لكل دولار، حال تصاعد التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط واندلاع جولة جديدة من المواجهات في غزة. 

هل يقفز الدولار إلى 56 جنيهًا؟ 

وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي، إلى أن سعر الدولار مقابل الجنيه المصري قد يصل إلى 56.26 جنيه خلال العام المالي الحالي الذي ينتهي في يونيو 2025، فيما تتوقع موازنة العام المالي الحالي سعرا للدولار بحدود 45 جنيها. 

ورأى الدكتور فهد جاهين أن تقديرات صندوق النقد لسعر صرف الدولار تبدو غير منطقية في ظل توقعاته باستمرار تحسن مؤشرات الاقتصاد المصري وتراجع معدلات التضخم بنهاية العام المالي الحالي إلى 16%، الأمر الذي يعني تراجع الضغوط على الجنيه. 

من جانبه قال الخبير الاقتصادي أحمد خطاب في تصريح لـ"تليجراف مصر"، إن احتمالات صعود الدولار إلى نطاق بين 52 و55 جنيهًا خلال العام المقبل غير مستبعدة لكنها لا تدعو للقلق، إذ تعكس مرونة سعر الصرف ومن المتوقع أن تكون مؤقتة في ظل استمرار العوامل الداعمة لأداء الجنيه. 

توقعات بتعافي الجنيه

وأوضح خطاب أن أبرز العوامل الداعمة لأداء الجنيه هي ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي واستمرار قدرة القطاع المصرفي على توفير النقد الأجنبي لعمليات الاستيراد والمستثمرين ونمو تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر وغير المباشر وتحويلات المصريين العاملين بالخارج واستمرار تراجع مستويات الدين الخارجي.   

وتوقع عضو مجلس إدارة البنك المصري الخليجي، محمد عبدالعال، أن وتيرة صعود الدولار ستتباطأ خلال الأيام المقبلة ليتحرك بحلول نهاية العام الحالي داخل نطاق بين 50 و50.75 جنيه للدولار الواحد، مرجحًا أن يتحرك خلال الأشهر الأولى من العام المقبل بين 50 و52 جنيهًا حال عودة نشاط تدفقات الاستثمارات الأجنبية وتنفيذ برنامج الطروحات. 

وتوقع نائب الرئيس للبحوث الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى "جولدمان ساكس"، فاروق سوسة، في تصريح سابق لوكالة بلومبرج، أن يسترد الجنيه جانبًا من خسائره خلال الربع الأول من 2025.