الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:13 م

هواية غريبة في أسوان.. التماسيح تعيش كـ"أصحاب بيت"

التماسيح فى بيوت قرية غرب سهيل النوبية باسوان

التماسيح فى بيوت قرية غرب سهيل النوبية باسوان

عبدالله مشالي

A A

فوق سفح رملي غرب نهر النيل في محافظة أسوان، تقع غرب سهيل بمساكنها الواسعة، وألوانها الزاهية من درجات الأزرق والأصفر والأخضر والأحمر، لترسم لوحة نوبية جميلة لقرية تجاوز عمرها 100 عام، ووصلت شهرتها إلى العالمية وتحولت إلى واحدة من أهم المزارات السياحية.

على الرغم من عدم وجود معالم أثرية، يعتبر سكان القرية أنفسهم “صناع حضارة”، إذ تضم مجموعة فنادق صغيرة، عبارة عن بيوت على الطراز النوبى، والمثير أن معظم سكانها لديهم هواية تربية التماسيح في المنازل، إذ يعتبرونها رمزا للقوة.

                                                        التمساح لوما 

عن قرية غرب سهيل، وهواية تربية التماسيح، تحدث “ناصر” لـ"تليجراف مصر"، من داخل منزله الذي يتوسط ساحته الداخلية حوضين من السيراميك الأول مغطي بقفص من الحديد بداخله تمساح ضخم يدعى "لوما" يتجاوز طوله 175 سم، أما الحوض الثاني فتوجد فيه 7 تماسيح صغيرة.

ناصر قال "التمساح لوما يعيش معنا فى المنزل منذ 22 عاما، ونقدم له الطعام ونغير ماء حوضه بشكل منتظم، وكثير من الزوار طالبوا منا ذبحه والاستفادة من جلده، لكننا رفضنا، فهناك صلة تربطنا بالتماسيح أكثر من الأمور المادية، لذلك عندما يتجاوز التمساح 25 عاما نعيده إلى البيئة الأصلية في بحيرة ناصر خلف السد العالي، ويساعدنا فى هذا متخصصين من المحميات الطبيعية وخبراء وحدة التماسيح بجهاز شئون البيئة.

 

العم ناصر مع التماسح لوما 

الكثير من السياح يحرصون على التقاط الصور التذكارية مع التماسيح سواء الكبيرة داخل القفص الحديدي أو الصغيرة عند زيارة غرب سهيل، ويضيف “العم ناصر”: “تربية التماسيح فى المنازل تذكرنا بالنوبة القديمة قبل بناء السد العالي والتهجير، كنا نشاهدها على ضفاف نهر النيل قبل إنشاء البحيرة، التمساح موروث شعبي في النوبة يدل على القوة ونحن عندما نربيها نتعامل معها باعتبارها من أهل البيت”. 

 

وعن سبب تغطية الأحواض بقفص حديد، قال ناصر “الجو منذ سنوات كان حارا جدا، وخرج تمساح كبير من الحوض ليلا ودخل غرفة نوم الأطفال وظل بداخلها فترة طويلة، لأن الغرفة يوجد بها تكييف صحراوي يخرج بعض رزاز المياه ومروحة توزع الهواء، وظل التماسح نائما أمام التكيف إلى أن عثرنا عليه فى الصباح، وربطناه ثم أعداناه للحوض”. 

 

تغطية أحواض التماسيح الكبيرة بالحديد
search