الأربعاء، 18 ديسمبر 2024

07:08 م

في يوم اللغة العربية.. كيف دعم الأصمعي الشعراء بـ"صوت صفير البلبل"؟

الأصمعي وقصيدة صوت صفير البلبل

الأصمعي وقصيدة صوت صفير البلبل

A A

تعتبر العربية إحدى اللغات الأكثر انتشارًا واستخدامًا حول العالم، إذ يتحدث بها نحو 400 مليون من سكان المعمورة، ودائمًا ما ترتبط لغتنا الجميلة بقصيدة “صوت صفير البلبل” الشهيرة.

وهذه القصيدة يُار حولها جدل بشأن حقيقة نسبتها إلى الشاعر العراقي الأصمعي (741-831م)، رغم أنه لا علاقة له بها.. وفي السطور التالية، نتعرف على حكاية هذه القصيدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر الجاري. 

قصيدة تاريخية

“صوت صفير البلبل” قصيدة تاريخية، انتشرت بسرعة هائلة، ولا تزال تحظى باهتمام عشاق العربية حتى يومنا هذا، وغالبًا ما يتبادل الناس إرسال أبيات منها إلى بعضهم البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا “واتساب”، في صباح اليوم العالمي للغة العربية.

وتبقى هذه القصيدة علامة فارقة في تاريخ الشعر العربي وبلاغته، فهي أعجوبة فنية يندهش الناس من قصتها حتى الآن، لتكون سببًا في خدعة كبيرة قام بها أحد الخلفاء العباسيين.

ما علاقة الأصمعي؟

يقول خبير اللغة العربية بهيئة الأمم المتحدة للمرأة، حسام مصطفى إبراهيم، إن قصة قصيدة “صوت صفير البلبل” تعود إلى حكاية تاريخية، فكان الشعراء قديمًا يقصون القصائد على مؤسس الدولة العباسية، الخليفة أبو جعفر المنصور ، مقابل مبلغ مادي، وهو ما كان يُعرف في ذلك الزمان بـ"ارتزاق الشعراء".

وأضاف إبراهيم لـ"تليجراف مصر"، أن أبو جعفر المنصور، كان في خدمته غلام وجارية، يستطيعان حفظ القصائد سريعًا، فكان الأول يحفظ من المرة الأولى، والثانية بعد تكرار القصيدة مرتين، لذلك استند المنصور على موهبتهما حتى لا يدفع مبالغ مالية للشعراء.

وواصل: “كان المنصور يسمع القصيدة ويجعل الغلام أو الجارية يقصها مرة أخرى أمام الشاعر كنوع من السخرية واعتبار القصيدة قديمة، بالتالي لا يقدم له أي أموال”.

وأكمل، أن الشعراء اشتكوا لكبير الشعراء “الأصمعي”، وكان خبيرًا في اللغة العربية، فدخل على المنصور ملثمًا، وروى أمامه قصيدة صعبة ومعقدة عجز عن حفظها الغلام والجارية، وعلى الفور طلب منه الخليفة إعطاءه القصيدة مقابل الذهب، ليرد عليه قائلًا إن هذه القصيدة مدوّنة على لوح من الرخام ولا يمكن إحضارها، وكشف عن وجهه أمامه.

وأكد إبراهيم أن قصيدة صوت صفير البلبل، لا علاقة لها بالأصمعي، لكنه رغب في رد اعتبار الشعراء، لافتًا نظر الحاكم إلى أن القصائد رزق الشعراء.

أبيات من القصيدة

صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ
هَيَّجَ قَلبِى التَمِلِ
الماءُ وَالزَهرُ مَعًا
مَع زَهرِ لَحظِ المُقَلِ
وَأَنتَ يا سَيِّدَ لِي
وَسَيِّدِى وَمَولى لِي
فَكَم فَكَم تَيَمَّنِي
غُزَيِّلٌ عَقَيقَلي
قَطَّفتَهُ مِن وَجنَةٍ
مِن لَثمِ وَردِ الخَجَلِ

من هو الأصمعي؟

- هو أبو سعيد عبدالملك بن قريب.

- وُلِد الأصمعي في مدينة البصرة بالعراق عام 740م.

- سُمي الأصمعي نسبة إلى جده أصمع، الذي يعني القلب المتيقظ.

- نشأ في ظروف مضطربة.

- ذاع صيته ووصل إلى هارون الرشيد، الذي استدعاه ليكون مؤدّبًا للأمير.

- أبدع الأصمعي في علوم اللغة، والنحو، والشعر، وكتب عدة موضوعات في النحو نافس بها كبار علماء اللغة.

search