ليبيا والملف النووي.. من حلم القوة المدمرة إلى نهاية على يد الناتو

الرئيس الليبي السابق- معمر القذافي
في أواخر عام 2003، أعلنت ليبيا بشكل مفاجئ قرارها التخلي عن برامج أسلحة الدمار الشامل، في خطوة وصفها الغرب بـ"الحدث التاريخي".
ولم يمنع الوضع الصحي وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، الذي كان يتعافى من عملية جراحية لعلاج سرطان البروستاتا، من متابعة التطورات، حيث بادر بالاتصال بنظيره البريطاني من سريره في المستشفى لإبلاغه بالقرار الليبي، وفق تقارير لموقع روسيا اليوم.
التحولات الأولى: العقوبات وضغط الغرب
بدأت ملامح التغيير في السياسة الليبية تظهر على خلفية قضية تفجير طائرة لوكربي، في عام 1992، إذ فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات اقتصادية وعسكرية على ليبيا، وتوسعت هذه العقوبات لاحقًا لتشمل تجميد أصولها جزئيًا ومنع تصدير المعدات النفطية.
وفي عام 1995، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ليبيا أعادت تفعيل أنشطتها النووية بما يشمل تخصيب اليورانيوم، مما زاد الضغوط الدولية.
وفي 2002، وقّع الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن قرارًا بتمديد العقوبات المفروضة على ليبيا وإيران لخمس سنوات إضافية.
نقطة التحول.. فتح قنوات الاتصال السرية
ومع دخول العالم في عام 2003، اتصل مسؤولون ليبيون بنظرائهم البريطانيين لبدء مفاوضات سرية تهدف إلى إنهاء برامج أسلحة الدمار الشامل، وشهدت لقاءات سرية بين مسؤولين غربيين والزعيم الليبي معمر القذافي في طرابلس.
وأوضح لاحقًا رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، توني بلير: "بعد تسوية قضية لوكربي، تواصلت ليبيا معنا لمعرفة إمكانية حل ملف أسلحة الدمار الشامل بطريقة بناءة، ومن هناك بدأت اجتماعات سرية مع ضباط الاستخبارات الأمريكية في طرابلس".
العصا والجزرة.. رسائل التهديد وعروض الانفتاح
ولم تخلُ المرحلة من رسائل التهديد، حيث صرّح وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون مراقبة الأسلحة، جون بولتون، بعد غزو العراق في 2003، بأن دولًا مثل ليبيا وإيران وسوريا تواجه "تكلفة مرتفعة" إذا استمرت في برامج أسلحة الدمار الشامل.
في المقابل، عرض الغرب انفتاحًا دبلوماسيًا واقتصاديًا مقابل تخلي ليبيا عن برامجها النووية والكيميائية.
الإعلان الرسمي.. التزام ليبي شامل
وأعلنت ليبيا في 19 ديسمبر 2003، التزامها بتدمير أسلحة الدمار الشامل، والانضمام إلى اتفاقيات دولية للحد من انتشار الأسلحة النووية والكيميائية، ودعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من التزامها وتفكيك برامجها.
وشملت الإجراءات الليبية التخلص من 24.7 طن متري من غاز الخردل، وآلاف الأطنان من المواد الكيميائية، فضلًا عن ذخائر ومرافق إنتاج أسلحة كيميائية.
كما وافقت ليبيا على الحد من مدى صواريخها بما يتماشى مع المبادئ التوجيهية لنظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ.
تنفيذ الاتفاق.. نقل المعدات والوثائق
وفي يناير 2004، بدأت ليبيا في تسليم معداتها النووية والوثائق ذات الصلة، حيث نقلت طائرتان أمريكيتان شحنتين تحتويان على مواد حساسة تشمل سداسي فلوريد اليورانيوم، وأجزاءً من أجهزة طرد مركزي مصدرها باكستان، بالإضافة إلى منظومات توجيه للصواريخ الباليستية.
النتائج.. وعود الغرب ونهاية النظام الليبي
ووصف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن الخطوة الليبية بأنها بداية "العودة إلى مجتمع الأمم"، بينما اعتبر توني بلير قرار القذافي "شجاعًا".
ورغم تلك الوعود، انتهى نظام القذافي بتدخل عسكري لحلف الناتو عام 2011، الذي أدى إلى مقتله وسقوط النظام بالكامل.
الدرس الليبي.. عبرة للدول الطامحة نوويًا
أصبح "الدرس الليبي" مثالًا بارزًا للدول الطامحة لامتلاك أسلحة نووية مثل كوريا الشمالية وإيران، حيث يرون في تخلي ليبيا عن برامجها النووية مقابل وعود غربية طريقًا محفوفًا بالمخاطر، قد ينتهي بتداعيات كارثية على النظام الحاكم.

أخبار ذات صلة
الشرطة الفرنسية تحقق في تهديدات تلقاها قضاة يعد الحكم على لوبان
01 أبريل 2025 11:17 م
البيت الأبيض: نفذنا أكثر من 200 ضربة ضد الحوثيين
01 أبريل 2025 10:12 م
انفجار لغم وأعطال.. سوريا بلا كهرباء
01 أبريل 2025 09:49 م
قتل في غارة إسرائيلية.. موعد تشييع جثمان القيادي بحزب الله حسن بدير
01 أبريل 2025 09:42 م
لافروف: لسنا بحاجة لوعود فارغة بشأن مبادرة البحر الأسود
01 أبريل 2025 08:33 م
الرئيس الروسي يقدم إقرارًا بدخوله ونفقاته في 2024
01 أبريل 2025 08:28 م
اجتماع مرتقب بين روسيا وأمريكا في إسطنبول لبحث عمل السفارات
01 أبريل 2025 07:58 م
أوكرانيا: اتفاق المعادن يجب ألا يتعارض مع مسار تكاملنا مع أوروبا
01 أبريل 2025 07:50 م
أكثر الكلمات انتشاراً