الأحد، 22 ديسمبر 2024

08:12 م

الموت يغيب مؤسس إمبراطورية الإخوان المالية.. من هو يوسف ندا؟

وفاة يوسف ندا

وفاة يوسف ندا

A A

أعلنت وسائل إعلام تابعة لجماعة الإخوان المحظورة، صباح اليوم، وفاة القيادي البارز ومهندس علاقاتها الدولية ومؤسس امبراطوريتها المالية رجل الأعمال يوسف ندا عن عمر ناهز 93 عامًا.

اسم يوسف ندا جرى إدراجه على قوائم تمويل الإرهاب داخل مصر وخارجه، حتى إن مجلس الأمن الدولي أردج اسمه على القائمة السوداء للأمم المتحدة، كما ادرجته واشنطن على قوائم الإرهاب في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001. 

ومن المفارقات أن محكمة جنايات القاهرة، قررت الأسبوع الماضي، إدراج 76 متهما من الجماعة المحظورة على رأسهم القيادي في التنظيم الدولي للإخوان يوسف ندا، على قائمة الإرهابيين لمدة 5 سنوات، على أن تبدأ من 9 ديسمبر الحالي، وذلك بعد أيام فقط من رفع اسمه من قائمة أشمل تضم 716 متهمًا. 

بدايات يوسف ندا في صفوف الجماعة 

ولد يوسف مصطفى علي ندا في الإسكندرية عام 1931 وتخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، في مطلع خمسينات القرن الماضي، ووقتها كان عضوا بصفوف جماعة الإخوان إذ بدأ رحلته فيها عام 1947. 

وتعرض في شبابه لملاحقة أجهزة الأمن المصرية وجرى اعتقاله مع عدد من قيادات الإخوان في عام 1954 بتهمة محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في القضية المعروفة إعلاميًا بحادثة المنشية، وغادر البلاد متجهًا إلى ليبيا عقب الإفرج عنه في 1956. 

وفي ليبيا، بدأ يوسف ندا مسيرته في عالم الأعمال والمال، وعمل في العديد من الأنشطة التجارية، وتوسعت أعماله لتصل إلى فيينا، ووفقا لتصريحات سابقة له ظل يتحرك بين ليبيا وفيينا خلال الفترة من 1960 إلى 1969، وبعدها انتقل إلى اليونان وأسس أعمالا تجارية هناك، كما توسع إلى اليونان وسويسرا التي يرجح وفاته فيها. 

وأسس ندا، عدة مكاتب تجارية في دول مثل أمريكا ونيجيريا والنمسا، وشملت أعماله عدة قطاعات كمواد البناء والشحن، ولم يتوقف عند هذا الحد، إذ كانت له علاقات جيدة بعدد من الشخصيات المرموقة أمثال الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة الذي منحه الجنسية التونسية في الستينيات. 

كما يحمل يوسف، الجنسية الإيطالية، وفي مطلع السبعينيات من القرن العشرين، تزوج ندا من السورية آمال صلاح الدين الشيشكلي- ابنة أخ أديب الشيشكلي قائد الانقلاب العسكري الذي وقع في سوريا نهاية 1949. 

مؤسس إمبراطورية الإخوان المالية

أسس يوسف ندا "بنك التقوى" عام 1988 في جزر البهاما بالشراكة مع القيادي الإخواني غالب همت، وكان وقتها أول بنك إسلامي يعمل خارج الدول الإسلامية، وحقق البنك مكاسب كبيرة في سنواته الأولى، وأصبح ندا وقتها شخصية بارزة في عالم الاقتصاد والمال في أوروبا، الأمر الذي ساعده في تعزيز علاقات الإخوان بالعديد من المؤسسات والشخصيات المرموقة عالميًا وإقليميًا. 

واختار يوسف ندا، جزر البهاما كونها من الملاذات الضريبية في العالم التي تعمل بنظام الأوفشور الذي يسمح بتأسيس الشركات وإتمام العمليات المصرفية بعيدًا عن أعين حكومات العالم الأمر الذي يفتح الباب لعمليات غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وكان ينظر للبنك الذي أخذ شهرة واسعة قبل افلاسه عام 1998، على أنه بنك جماعة الأخوان وذراعها التمويلي والمالي. 

وعندما سقط بنك التقوى، اتهم عددا من أعضاء الجماعة المحظورة، يوسف ندا بالتسبب في عملية الإفلاس، إلا أنه انكر الأمر برمته، وتشير تقديرات إلى أن ثروة ندا تتجاوز عتبة الـ80 مليون دولار. 

يوسف ندا 

يوسف ندا المطارد من جهات دولية 

في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001، اتهمته واشنطن بالضلوع في دعم وتمويل الإرهاب حول العالم، وصدر قرار بتجميد جميع أمواله وأصول شركاته، وفي العام نفسه أدرج اسمه على القائمة السوداء للأمم المتحدة، ولاحقته أجهزة الأمن الإيطالية والأمريكية والأوروبية. 

ورفعت الولايات المتحدة في 2015، الحظر عن يوسف الذي فرضته على ممتلكاته وشركاتها، وشطب مجلس الأمن اسمه أيضا من قائمة الداعمين للإرهاب، إلا أن اسمه لا يزال مدرجًا على القائمة السوداء بالولايات المتحدة.

search