الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:23 ص

برتقال وموز.. كيف تؤثر صادرات مصر لـ بريكس في أزمة الدولار؟

بريكس

بريكس

مصطفي العيسوي

A A

ارتفعت قيمة الصادرات المصرية لدول “بريكس” خلال الفترة من 2020 إلى 2023، بشكل ملحوظ، في ظل توقعات بزيادتها لمعدلات قياسية الفترة المقبلة، مع انضمام مصر رسميًا للتكتل الاقتصادي الذي يستحوذ على ثلث تجارة العالم. 

وحصلت مصر رسميًا  على عضوية بنك التنمية الجديد خلال مارس 2023 المدار من قبل مجموعة دول بريكس، لدعم المشروعات العامة أو الخاصة، عبر القروض والضمانات والمشاركة في رأس المال والأدوات المالية الأخرى، ويبلغ رأس ماله حوالي 100 مليار دولار أمريكي.

العملة المحلية

وأكد الخبير الاقتصادي، الدكتور مصطفي بدرة، أن مصر تُصدِّر إلى دول “بريكس” بعض المحاصيل الزراعية، خاصةً الموالح، بالإضافة إلي الغاز، والبترول، وبعض الصناعات الخاصة بالبتروكيماويات التي تمثل نحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي، مشيرًا إلى أن التبادل التجاري سيكون في الفترة المقبلة بالعملة المحلية.

وأوضح بدرة لـ"تليجراف مصر"، أن هناك 5 دول مؤسسة لمجموعة “بريكس”، وهي  البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، والتحق بعضويتها بعد ذلك 6 دول جديدة بداية من يناير 2024 وهي الأرجنتين وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، ثم خرجت البرازيل من التحالف نهاية العام الماضي، وذلك بسبب تغيير بعض السياسات الداخلية. 

 

الدول المشاركة في بريكس 

صادرات مصر لـ بريكس

وفي 2022، سجلت الصادرات المصرية لدول بريكس نحو 4.9 مليار دولار، بنسبة تصل إلى 9.1% من إجمالي الصادرات المصرية، حيث جاءت الهند في المركز الأول بقيمة 1.9 مليار دولار والصين بقيمة 1.8 مليار دولار و البرازيل بقيمة 402.1 مليون دولار و جنوب أفريقيا بقيمة 118.1 مليون دولار، فيما كانت تقدر بـ 4.6 مليار دولار خلال عام 2021.

وفقاً لأحدث أرقام صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن الصادرات سجلت خلال الـ11 شهرًا من العام الماضي 2023  إلى روسيا -التي تحتل المركز الثالث في قائمة دول بريكس المستوردة من مصر- 469 مليون دولار، وكانت عبارة عن الخُضر والفواكه بـ 380.3 مليون دولار، ولدائن بـ20.3 مليون دولار، وحبوب وأثمار زيتية بـ 10.3 مليون دولار، وآلات وأجهزة كهربائية بـ8.4 مليون دولار، وألبان بـ7.4 مليون دولار.

وأضاف الخبير الاقتصادي، أن هناك العديد من الشركات بين مصر ودول بريكس وفي مقدمتها الصين، التي لها استثمارات كبيرة في المنطقة اللوجستية بقناة السويس والعديد من المشروعات في العاصمة الإدارية الجديدة، كذلك الأمر بالنسبة إلي روسيا والهند، وجنوب أفريقيا التي تعمل في الفترة الحالية على زيادة النشاط التجاري لها في مصر، مشيراً أن الدولة ترجح زيادة جذب الاستثمارات الصناعية من دول بريكس، وإعادة بيعها في شكل منتجات إلى أسواق التكتل، ما سيعمل على تعزيز الصادرات المصرية.

تخفيف الأسعار 

في سياق متصل، أكد الخبير الاقتصادي، الدكتور عادل عامر، أن 70% من صادرات مصر لدول بريكس خلال العام الماضي 2023، عبارة عن بعض الفواكه مثل البرتقال والموز بالإضافة إلي البصل وبعض الصناعات الأخرى في مجال البتروكيماويات والمتمثلة في صناعة المطاط.

وأشار عامر إلى أنه خلال 2024، سوف يكون هناك زيادة في قيم الصادرات المصرية، لهذا التحالف، وذلك بعد دخولها بشكل رسمي بمطلع العام الجاري، لاسيما أن القاهرة تربطها علاقات اقتصادية قوية مع الدول الأعضاء قبل إنشاء هذا التحالف.

وأوضح عامر لـ"تليجراف مصر"، أن زيادة الصادرات المصرية لدول التكتل، سوف يؤدي إلي تخفيف الضغط على الدولار، حيث إن التعامل بين هذه الدول يكون بالعملة المحلية لكل دولة، ما يعني أن مصر ستتمكن من الاستيراد بالعملات المحلية، ولن تحتاج إلى الدولار في عمليات شراء ما يلزمها من هذه الدول، مضيفًا أن حجم الميزان التجاري مع دول “بريكس”، مثل الصين والهند وجنوب إفريقيا كبير، الأمر الذي قد يسهل بعض الاتفاقيات الجمركية والضريبية بين البلدان، ما يساهم في تخفيف الأسعار داخل مصر.

ثلث حبوب العالم

من جانبه، أكد عضو شعبة المستوردين بالغرفة التجارية  أحمد شيحة، أنه يمكن تنمية الصادرات المصرية لهذه الدول عن طريق عقد اتفاقيات ثنائية طبقًا للنظام الأساسي لـ بريكس، وزيادة التبادل التجاري بالعملات المحلية، لا سيما أنه حتى الآن لم يتم إصدار عملة موحدة بين الدول الأعضاء.

وأشار شيحة لـ"تليجراف مصر"، إلى أن سوق بريكس ينتج ثلث حبوب العالم، ما يساعد في سد احتياجات مصر من سلع عدة لا سيما الحبوب.

search