الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:28 م

محمد الفايد.. "الاستعراضيّ" يصعد على أكتاف زوجته

رجل الأعمال المصري الراحل محمد الفايد

رجل الأعمال المصري الراحل محمد الفايد

ولاء عدلان

A A

“استعراضيّ لدرجة كبيرة، محبّ لحياة الرفاهية”.. هكذا كان رجل الأعمال الراحل محمد الفايد الذي فتح عينيه لأول مرة على الحياة في حي رشدي بمحافظة الإسكندرية، وبدأ حياته المهنية على رصيف مينائها لينطلق منها إلى دول الخليج، قبل أن تجذبه عاصمة الضباب ليصبح اسمه في الأوساط اللندنية في سبيعينيات القرن الماضي أشهر من النار على العلم، كما يقولون. 
ولد الفايد في 27 يناير عام 1929 لأسرة بسيطة تمتد جذورها لصعيد مصر ووالده كان معلما بمدرسة ابتدائية بالإسكندرية، ومنذ نعومة أظافره عمل الفايد في مهن صغيرة متعددة، بدأها بمهنة بيع المشروبات الغازية في شوراع عروس البحر المتوسط، ثم عمل لفترة كعتّال (حمال) في ميناء الإسكندرية، وفي عمر الـ19 عاما كان الفايد مستقلا ماديا، ورغم أنه لم يكمل تعليمه فإنه تمتع بذكاء وقدرة على استغلال الفرص الناجحة جيدا مكنته لاحقا من تكوين ثروة طائلة. 

بداية مشوار المليار 

في العشرينيات من عمره، سافر الفايد للعمل في السعودية حيث عمل في البداية في تجارة ماكينات الخياطة لفترة قصيرة، ثم حصل على وظيفة في شركة للتصدير والاستيراد تعود لصديقه رجل الأعمال السعودي صاحب الجذور التركية عدنان خاشقجي، الذي التقاه للمرة الأولى في العام 1952 عندما كان الأخير يدرس في الإسكندرية. 
توطدت العلاقة بين الرجلين بزواج الفايد من شقيقة عدنان، الكاتبة السعودية سميرة خاشقجي في العام 1954، ورغم أن هذا الزواج لم يدم سوى عامين فإنه أثمر عن ابنهما “عماد”، الشهير بـ “دودي الفايد”، وعن بذرة جيدة لثروة الملياردير الفايد لاحقا، تشكلت من خلال علاقات الخاشقجي مترامية الأطراف وقتها في دول الخليج وعواصم أوروبا.

وبعد طلاقه من سميرة لم يتزوج الفايد، الذي عرف عنه حب النساء، إلا في العام 1985 عندما تزوج من عارضة أزياء تدعى هايني واثن وأنجب منها أربعة أبناء. 
في العام 1964 سافر الفايد للعمل في لندن وبعدها بعامين أصبح مستشارا اقتصاديا لسلطان بروناي، وانطلاقا من حبه للميناء أسس في العام 1968 شركة للخدمات البحرية وتمكن سريعا من توسيع أعمالها في دول الخليج تحديدا في إمارة دبي وشارك وقتها العديد من الشركات الكبرى أمثال شركة كوستين الهندسية، وفق تقرير لصحيفة “تليجراف” في سبتمبر 2023.  

محمد الفايد مع زوجته الثانية هيني واثن وابنائه منها


صفقات فاخرة


في السبيعينات من القرن الماضي أضاف فايد إلى اسمه "ال" التعريف في محاولة لإضفاء طابع الارستقراطية على اسم العائلة، وفي العام 1972 اشترى قلعة أثرية في أسكتلندا تمتد على نحو 65 ألف فدان، وفي 1979 عزز ثروته بالاستحواذ على فندق "ريتز" في باريس بمقابل 30 مليون دولار، وفق تقرير سابق لمجلة “فوربس”. 
ولمزيد من الفخامة اشترى الفايد في العام 1984 نحو 30% من متاجر هارودز للسلع الفاخرة الواقع في حي نايتسبرج بقلب لندن، ليتم استحواذه على كامل ملكية هارودز بمساعدة أسرته في العام 1985، ليظهر اسمه لأول مرة في قائمة أثرياء العالم. 
كان الفايد في العام 1997 أول مصريّ يشتري ناديا إنجليزيا لكرة القدم، هو فولهام مقابل 6.5 مليون جنيه إسترليني، ووقتها تسببت هذه الصفقة في ظهور اسمه لأول مرة في قائمة صحيفة “صنداي تايمز” لأغنى أثرياء بريطانيا، وفي العام 2010 باع الفايد متاجر هارودز لشركة قطر للاستثمار، الذراع السيادي لحكومة قطر، وفي 2013 باع نادي فولهام للملياردير الأمريكي صاحب الأصول الباكستانية شاهد خان مقابل رقم ضخم قدر وقتها بـ150 مليون جنيه إسترليني، الأمر الذي دفع اسمه إلى قائمة فوربس لأثرياء العالم. 

صورة تذكارية لدودي الفايد والأميرة ديانا 


ثنائي دودي وديانا


كان صيف 1997 فاصلا في حياة محمد الفايد عندما فارق نجله المدلل دودي الفايد الحياة بصحبة صديقته وقتها الأميرة ديانا (والذي أشيع ارتباطه بها عاطفيا) في حادث سيارة في باريس، الأمر الذي أثر عليه كثيرا ودفعه لاتهام العائلة المالكة البريطانية بتدبير الحادث وخوض معركة قضائية ضدها لسنوات، حاول خلالها جمع أدلة لإثبات نظريته عن طريق الاستعانة بمحققين خاصين. 
في المقابل، اضطرت لندن إلى فتح تحقيق خاص في الحادث عام 2007، كان الفايد يقول حتى وفاته إن العائلة المالكة كانت تعلم أن ديانا حامل من نجله عند وفاتها وأن التاج البريطاني لم يكن ليسمح بأن تكون والدة ملك إنجلترا المحتمل أما لطفل مسلم ببشرة سمراء قليلا، وقال في إحدى شهاداته أمام هيئات التحقيق إن ديانا أخبرته أن الأمير فليب وزوجها السابق الأمير تشالز يهددانها.

لكن هيئة المحكمة انتهت إلى أن الحادث وقع نتيجة لفقدان السائق توازنه تحت تأثير الخمر، وأن كلام الفايد لا يوجد عليه أي دليل ملموس، حتى أنه لم يثبت أن ديانا كانت حاملا وقت وفاتها أو حتى مخطوبة لدودي.
ورحل الفايد عن عالمنا في ذكرى رحيل نجله دودي في 30 أغسطس 2023، تاركا صافي ثروة بنحو 2 مليار دولار، وكان وقتها في المركز الـ12 بين أثرياء العرب، ونعاه نادي فولهام قائلا عبر تويتر "نشعر ببالغ الحزن لوفاة مالك النادي ورئيس مجلس إدارته السابق محمد الفايد، نحن مدينون له بالامتنان".

search