الخميس، 26 ديسمبر 2024

03:07 ص

اخدع عقلك.. قاوم ميلك للسلبية بتلك الحيلة البسيطة

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A A

إن كونك شخصًا سلبيًا أو إيجابيًا، ليس أمرًا ثابتًا إذا أردت التغيير، فيمكنك استخدام حيلة بسيطة للغاية يستطيع أي شخص تعلمها، وتستطيع تغيير حالتك المزاجية ونظرتك للأمور وحتى حياتك بأكملها.

ونقلت تلك التجربة، إيميلي ليسيز، المُتخصصة في تدريب الدماغ ومعالجة التنويم المغناطيسي، والتي قالت إن هناك خدعة دماغية تساعدها على التوقف عن التفكير السلبي.

وتابعت بأن ذلك يأتي من خلال ترسيخ فكرة ثم إعادة "تثبيتها"، الأمر الذي يُساعد على تشكل التجربة الإيجابية والقضاء على الأفكار السلبية.

ووفقًا لصحيفة نيويورك بوست الأمريكية، أكدت ليسيز أنه يمكن استخدام تلك الحيلة البسيطة للدماغ لمنع العقل من التفكير بشكل سلبي طوال الوقت.

قاوم التحيز السلبي

ولفهم سبب نجاح التجربة، وفقًا للخبيرة الأمريكية، فمن المهم أولًا معرفة أن البشر لديهم تحيز سلبي، وهذا يعني أنهم أكثر ميلا لوضع وزن أكبر والتركيز على الأشياء السلبية عن الأشياء الإيجابية.

وهذا التحيز السلبي يبدو منطقيًا تمامًا لأي شخص يُركز على جزء واحد من النقد في مراجعة إيجابية في العمل، أو لا يستطيع التوقف عن إعادة تشغيل لحظة مُحرجة في رأسه، رغم أن هناك تفاعلات غير سلبية لا تُعد ولا تُحصى منذ ذلك الحين.

وفيما يتعلق بالنفس البشرية، فإن التركيز على السلبيات يبدو منطقيًا، ولكن في العالم الحديث، يعني هذا غالبًا ردود فعل مُبالغ فيها إزاء الانزعاجات الصغيرة، وهو ما قد يؤدي إلى التشاؤم والحزن العام، وفقًا للخبيرة.

كيف نتجنب المخاطر؟

إذا وجدت نفسك تُفكر بشكل سلبي، فهذا ليس خطأك، فعقلك مُصمم على هذا النحو، ، أما الخبر السار هو أنه يمكنك في الواقع مواجهة هذا التحيز السلبي وتغيير الطريقة التي يعمل بها عقلك، كما تقول ليسيز.

وأشارت إلى أن أدمغتنا تميل إلى السلبية، لذا يتعين علينا أن نبذل جهدًا أكبر للتركيز على الإيجابية، وهنا يأتي دور "التثبيت".

تثبيت التجربة الإيجابية

وقالت ليسيز إن خدعتها المُفضلة تسمى "التثبيت"، وقد تم تطويرها من قبل عالم النفس العصبي ريك هانسون، الحاصل على درجة الدكتوراه.

وفقًا للدكتور هانسون، هناك مرحلتان لعملية التعلم: التنشيط والتثبيت، أثناء التنشيط، نختبر شيئًا ما، سواء كان جيدًا أو سيئًا، ثم هناك مرحلة التثبيت، حيث نقوم بتثبيت ذاكرة تلك التجربة في أدمغتنا.

وأوضح هانسون: "بدون هذا التثبيت وبدون نقل التجربة من مخازن الذاكرة قصيرة المدى إلى التخزين طويل المدى، فإن التجارب المفيدة مثل الشعور بالاهتمام تكون مُمتعة مؤقتًا، ولكنها لا تحمل قيمة دائمة، بالتالي فلن يحدث تعلم، ولا نمو، ولا تغيير للأفضل".

وفي الوقت نفسه، يتم "تثبيت" تلك التجارب السلبية تلقائيًا بفضل طبيعة النفس البشرية، لذلك إذا كنت تريد تثبيت التجارب الإيجابية، فعليك العمل على ذلك.

يمكنك القيام بذلك، من خلال تضخيم تلك التجارب الإيجابية، والاستمتاع بها بشكل صحيح عندما تحدث، أولًا، توّقف لحظة لتدوين ما هو جيد في التجربة في تلك اللحظة، سواء كان ذلك مذاق الطعام اللذيذ، أو الشعور الهادئ بالمشي في يوم لطيف، أو متعة الضحك مع صديق.

ويضيف هانسون أنه من الضروري أن تأخذ من5- 10 ثوان - أو أكثر - للبقاء مع المشاعر الجيدة لتلك التجربة.

وقال: "كلما كانت مدة إطلاق هذه الخلايا العصبية وكثافتها أكبر، كلما تمكنت من توصيل تلك القوة الداخلية إلى دماغك".

عندما تفعل ذلك، فأنت لا تكتسب المزيد من الإيجابية في تلك اللحظة فحسب، بل من خلال الممارسة، فأنت تُعلِّم دماغك التركيز أكثر على الإيجابيات في المستقبل.

واختتمت ليسيز، بأن تلك الممارسة تُنمي الاستجابة العاطفية لتلك التجربة الإيجابية، والتي يمكن أن تعمل بمرور الوقت على موازنة هذا التحيز السلبي، كما أنها في الواقع تُهيئ الدماغ لاستيعاب المزيد من التجارب الجيدة عندما تأتي.

search