الخميس، 26 ديسمبر 2024

02:37 ص

أسرار شبكة "كريوس".. كيف تنقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا؟

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A A

ذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية أن حسين شمخاني، قطب النفط الإيراني ذي العلاقات الواسعة مع النظام المالي الغربي، أصبح شخصية محورية في عملية نقل الأسلحة من إيران إلى روسيا عبر بحر قزوين. 

وتدير شبكة شمخاني التجارية العديد من الشركات التي تتولى هذه العمليات، بما في ذلك شركة "كريوس" للشحن، التي يقع مقرها في دبي. 

وتستهدف هذه العمليات دعم روسيا في حربها المستمرة في أوكرانيا، من خلال توفير صواريخ وطائرات بدون طيار ومكونات عسكرية أخرى.

مقايضة الأسلحة بالنفط في إطار العقوبات الغربية

تشير التقارير إلى أن الأسلحة التي يتم شحنها إلى روسيا يتم دفع ثمنها عبر شحنات من النفط، في نظام مقايضة تجاري غير تقليدي، والذي يزداد شيوعًا نتيجة للعقوبات المفروضة على إيران وروسيا من قبل الولايات المتحدة وأوروبا. 

ويعتبر هذا التعاون جزءًا من التنسيق الدفاعي المتزايد بين إيران وروسيا في الفترة الأخيرة، خاصة في إطار حرب أوكرانيا.

شبكة شمخاني

ترتبط علاقة حسين شمخاني الوثيقة مع والده، وزير الدفاع الأسبق في إيران، بتوسيع شبكة أعماله التجارية. ويعتقد أن هذه الشبكة تسيطر على أكثر من ربع شحنات الأسلحة الإيرانية التي يتم إرسالها إلى روسيا. 

وتشمل إمبراطوريته التجارية صندوقًا تحوطيًا يعمل في مدن كبرى مثل لندن وجنيف وسنغافورة، بالإضافة إلى شركة تجارة سلع مقرها دبي، التي تعمل مع شركات نفطية غربية.

التعاون الدفاعي بين إيران وروسيا تحت الطاولة

ورغم تأكيد كل من إيران وروسيا على تعزيز تعاونهما الدفاعي، فإن التفاصيل الكاملة لتجارة الأسلحة بين البلدين لا تزال غير معلنة رسميًا. 

وعلى الرغم من أن هذه التجارة تتم في إطار نظام المقايضة، فإنها تتعارض مع العقوبات الغربية التي تستهدف إيران وروسيا، لكنها لا تُعد غير قانونية بشكل صارم.

سفن "كريوس" تعبر بحر قزوين لنقل الأسلحة

منذ منتصف عام 2023، بدأت سفن "كريوس" في تغيير مساراتها البحرية، لتستخدم طرق بحر قزوين لنقل الأسلحة من إيران إلى روسيا. 

وتشير بيانات تتبع السفن إلى أن سفنًا مثل "Sea Castle" و"Sea Anchor" قد أكملت عدة رحلات عبر هذا المسار. 

ورغم صغر حجم هذه السفن، إلا أن حجم شحناتها يكفي لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية عبر بحر قزوين. ويعمل الأسطول تحت علم بالاو، وهي دولة تتمتع برقابة ضعيفة على شؤون السفن المسجلة تحتها.

الأنشطة التجارية غير الشفافة وتحديات تجارة المقايضة

لا يزال حجم الأسلحة المنقولة عبر أسطول حسين شمخاني غير دقيق، حيث يتم إخفاء بعض الشحنات لتجنب ترك آثار ورقية. 

ورغم ذلك، يُقال إن الشبكة التي يديرها شمخاني تسيطر على أسطول كبير من ناقلات النفط وسفن الشحن. 

وتشير هذه الأنشطة إلى علاقة تعاون متزايدة بين إيران وروسيا، وهي شراكة تقلق الحكومات الغربية، التي تعتبرها تهديدًا للأمن الدولي.

التحقيقات الأمريكية في الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار

من جانبه، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار تمتد إلى ما هو أبعد من منطقة الشرق الأوسط. 

وتدعم هذه الأنشطة النظام الإيراني في إطار سياسة المقايضة مع روسيا، مما يزيد من القلق الغربي بشأن تأثير هذا التعاون على الأمن الأوروبي والدولي.

search