الخميس، 26 ديسمبر 2024

04:19 ص

صفحة تثير الجدل بفتوى "الأخ غير ملزم بالإنفاق على شقيقته الفقيرة"

أسامة قابيل

أسامة قابيل

أثارت فتوى دينية حالة من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الأخيرة، بسبب مساسها بمفهوم الرحمة وصلة الرحم، وتعارضها - وفق الكثيرين - مع المواريث.

فتوى مثيرة للجدل

الفتوى المثيرة للجدل نشرتها صفحة دينية شهيرة على موقع “فيسبوك”، التي يبث من خلالها عدد من الشيوخ فتاواهم في أمور الدين والدنيا، إلا أن فتوى لأحد الشيوخ، أمس، ردًا على سؤال تلقاه، أثارت غضب المتابعين.

وكان طالب الفتوى توجه إلى الصفحة بسؤال مضمونه: "هل يجب على الأخ أن ينفق على أخته إذا كانت غير متزوجة وليست موظفة ووالدها متوفى؟".

ليرد الشيخ:" ليس بواجب، لكن إن كانت فقيرة فهي أولى بزكاتك، والنفقة عليها عمومًا مستحبة استحبابًا أكيدًا لأنها صدقة وصِلة".

قبل أن يسأل آخر مستفسرًا عن الإجابة: "في الحالة دي نفقتها واجبة على مين لو سمحت؟"، فرد عليه الشيخ: "لا إلزام للأخ في الإنفاق عليها، وعليها أن تعمل إن كانت قادرة لتجنب حاجتها، فإن لم تقدر فنفقتها واجبة على المسلمين فرض كفاية، ويجوز لها السؤال عن حاجتها".

تعليقات الجمهور

فيما هاجم الجمهور فتوى الشيخ، ما دعا الصفحة لإغلاق خاصية التعليقات، ليتم بعدها تعديل الرد تفصيلًا، بعد تداوله على نطاق واسع بين الجمهور، وتغيير محتوى الكلام ضمنيًا.

الإسلام دين تكافل

وفي تعليق على هذه الفتوى، قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر: إن الإسلام دين تكافل وقد حرص على بناء إنسان مصونة كرامته، وقد وضع ضوابط للإنفاق، سواء في القرآن أو السُنة.

وأضاف قابيل في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن النفقة على الأخت أو الأخ الفقراء واجبة إذا كان الأخ غنيًا وقادرًا على ذلك، مستشهدًا بقوله تعالى: "فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا" (الإسراء: 26)، وحديث سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، في خطبة الوداع: "خيركم خيره لأهله" (رواه البخاري).

بر وصلة رحم

وأشار إلى أن النفقة على الأخت أو الأخ في بعض الأحوال، تدخل ضمن البر وصلة الرحم التي أكد عليها الشرع، لكن بشروط، منها أن تكون الأخت فقيرة وغير قادرة على العمل أو توفير احتياجاتها الأساسية، أو من ذوي الهمم، وأن يكون لدى الأخ مالا زائدا عن حاجته وحاجة أسرته.

وأضاف أن الأخ لا يكون ملزمًا بالإنفاق على أخته إذا كان غير قادر ماديًا، أو إذا كانت الأخت متزوجة وزوجها قادر على الإنفاق عليها.

الصدقة على ذي القربة

وأما فيما يتعلق بأجر من ينفق على أخته، فقال: "النفقة على الأخت من أعظم الأعمال التي يحبها الله، لأنها تشمل البر والرحمة وصلة الرحم، ومن فعل ذلك ابتغاء وجه الله يؤجر عليه أجرًا عظيمًا"، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله" (رواه البخاري ومسلم)، مشيرًا إلى أن الأخت الفقيرة تدخل في إطار المسكين الذي يُثاب على الإنفاق عليه.

ولفت إلى أن الصدقة على ذي القُربى لها أجر عظيم ومضاعف، لأنها تحقق أجرين: أجر الصدقة وأجر صلة الرحم، مستشهدًا بحديث النبي الكريم: "الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة" (رواه الترمذي)، بالتالي فإن إعانة الأقارب المحتاجين تأتي في مقدمة أعمال الخير، خاصة إذا كانت النية خالصة لله.

ووجه قابيل رسالة إلى كل أخ وأخت: "الإسلام دين الرحمة والتكافل، وما أجمل أن يكون الأخ سندًا لأخته أو العكس في حال تعثر حال أحدهما، فهذا من أسباب رضا الله والتوفيق في الدنيا والآخرة".

search