السبت، 28 ديسمبر 2024

07:02 ص

وهم أم واقع.. مدينة تنجو من كوارث بفضل "الكائنات الفضائية"

سكان مدينة تامبيكو

سكان مدينة تامبيكو

A A

يزعم سكان مدينة تامبيكو، الواقعة على الساحل الشرقي للمكسيك والتي يبلغ عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة، أن مدينتهم محمية بفضل قاعدة فضائية تحت الماء تُعرف باسم "أموباك"، ويعتقدون أنها تقع قبالة سواحل المدينة، وفقًا لما نشرته صحيفة “ذا صن”.

شواهد حديثة على النشاط الفضائي

في عام 2023، زعم السكان المحليون، رصد أجسام طائرة على شكل صحون تحلق فوق القاعدة المزعومة، وتُظهر صورا التقطها أحد أفراد طاقم منصة نفطية، مجموعة من الأجسام الغريبة المضيئة بألوان كهرمانية متوهجة.

أسطورة "أموباك"

يشير السكان المحليون إلى أن هذه القاعدة الفضائية، التي يُعتقد أنها تنتج طائرات وأجسامًا مجهولة، هي السبب وراء حمايتهم من الكوارث الطبيعية على مدار 57 عامًا، فمنذ عام 1967، لم تشهد المنطقة أي إعصار أو فيضان، بعد أن كانت معروفة بتعرضها للعواصف المدارية والأعاصير.

مزاعم حول الكائنات الفضائية

بحسب المحققين في الظواهر الفضائية، فإن القاعدة الفضائية المزعومة بُنيت على يد كائنات غريبة يبلغ طولها نحو  3 أمتار تقريبًا، وتتميز ببشرة نحيفة وفاتحة، وتُوصف القاعدة بأنها متعددة الأبعاد وغير مرئية للعين البشرية، وتقع بالقرب من شاطئ ميرامار.

صورة تخيلية للقاعدة

خوان كارلوس رامون لوبيز دياز، رئيس جمعية الأبحاث العلمية حول الأجسام الطائرة المجهولة في ولاية تاماوليباس، يدعم هذه النظرية منذ عقود، ويزعم أنه زار القاعدة في "رحلة فلكية تأملية"، ويعتقد أنها بُنيت خصيصًا لحماية سكان تامبيكو.

الجذور التاريخية للأسطورة

ظهرت فكرة وجود قاعدة فضائية لأول مرة عام 1967 عندما نشرت صحيفة “إل سول دي تامبيكو”، تقريرًا بعنوان "أطباق طائرة فوق تامبيكو". نقل التقرير شهادة رجال شرطة محليين أكدوا رؤيتهم تسعة أجسام مجهولة الهوية في السماء قبل إعصار مدمر ضرب المدينة.

الأثار المدمرة لإعصار جانيت عام  1955

ومنذ ذلك الحين، أشار السكان إلى أن تغييرات غامضة في الطقس. فقبل عام 1967، تعرضت المدينة لأربع عواصف كبيرة بين عامي 1933 و1966، لكن بعد مشاهدات الأجسام الغريبة، توقفت الكوارث الطبيعية عن ضرب المنطقة.

أحداث غامضة تعزز الاعتقاد

في عام 1988، كان من المتوقع أن يضرب إعصار مدمر المنطقة، لكنه غيّر اتجاهه فجأة مبتعدًا عن الساحل. وتكرر الأمر عام 2013، حين اقتربت العاصفة الاستوائية "كارل" من المدينة لكنها غيرت مسارها بشكل مفاجئ، لتتفادى المنطقة دون أضرار تُذكر.

يعتقد السكان المحليون، أن الكائنات الفضائية تستخدم تقنيات كهرومغناطيسية متقدمة لحماية المدينة من الأعاصير والعواصف. وقد أدى ذلك إلى ترسيخ أسطورة "أموباك" في الوعي الجمعي للسكان.

العلماء يدحضون الأسطورة

من جانبها، رفضت الدكتورة روزاريو روميرو، عالمة المناخ بالجامعة الوطنية المكسيكية، فكرة التدخل الفضائي، وعزت الاستقرار المناخي في المنطقة إلى مجرد "موجة حظ". وأضافت: "لقد نسي السكان الفيضانات والعواصف الضعيفة التي أصابت المنطقة، مثل العاصفة ألبرتو عام 2013، والتي لم تلحق أضرارًا جسيمة بالمدينة".

تأثير الأسطورة على الثقافة المحلية

رغم رفض العلماء لهذه المزاعم، يتمسك السكان المحليون باعتقاداتهم، ووصل تأثير الأسطورة إلى حد تصميم بعض المطاعم والمحلات التجارية بما يتماشى مع فكرة الكائنات الفضائية.

كما أطلقت الحكومة المحلية، على الشاطئ الذي يُعتقد أن القاعدة الفضائية تقع تحته اسم "بلايا بروتيجيدا"، أي "الشاطئ المحمي". 

كما اعتمدت حدثًا سنويًا يُقام في آخر ثلاثاء من شهر أكتوبر، يُعرف بـ"يوم المريخيين"، حيث يجتمع السكان لشكر الكائنات الفضائية على حمايتهم.

بين الأسطورة والواقع

يرى المؤرخ المحلي ماركو فلوريس أن العديد من سكان تامبيكو يدركون أن الأسطورة قد تكون غير حقيقية، لكنهم يتمسكون بها لأنهم يريدون شيئًا يؤمنون به.

وأضاف في تصريح لصحيفة الجارديان: “إذا لم يقدم لنا العلم تفسيرًا، سنلجأ إلى السحر، فالخيال دائمًا أكثر جاذبية من الواقع”.

search