الخميس، 03 أبريل 2025

12:32 ص

الغاز القاتل ينهي حياة أسرة والابن الوحيد ينجو بالصدفة بحلوان (صور)

ضحايا سخان الغاز

ضحايا سخان الغاز

"الغاز القاتل".. ذلك العدو الصامت الذي يخطف الأرواح دون سابق إنذار، يواصل تحويل المنازل الآمنة إلى مسارح كوارث مؤلمة.

في القاهرة الكبرى، وبالتحديد في حلوان، حصد تسرب الغاز أرواح 3 أشخاص من أسرة واحدة، ولم ينجُ سوى شاب صغير عاد ليجد منزله وقد تحول إلى ذكرى مؤلمة لأسرته التي رحلت فجأة.

ماذا حدث في عرب غنيم؟

في عرب غنيم بمنطقة حلوان، كانت تعيش أسرة صغيرة مكونة من أربعة أفراد، فتحي، الأب الذي تجاوز السبعين من عمره، موظف متقاعد يدير محل بقالة صغيرًا يكاد يكون نافذة رزقهم الوحيدة.

عُرف فتحي بحكمته وبساطته، وكان دائمًا محل احترام الجميع في الحي، بجانبه كانت زوجته آمال، البالغة من العمر 64 عامًا، التي كرست حياتها لخدمة بيتها وأسرتها، رغم تقدمها في العمر، كانت لا تزال تقوم بأعمال المنزل بحب وإخلاص.  

ابنتهما منى، البالغة من العمر 40 عامًا، كانت الأقرب إلى والدتها، تعمل موظفة في إحدى الشركات وتساعد والدها في إدارة المحل. 

أما الابن الأصغر سيد، البالغ من العمر 15 عامًا، فقد كان في المرحلة الثانوية، شاب طموح يحلم بمستقبل مشرق لعائلته.

غاز السخان 

وبينما تشير عقارب الساعة إلى الحادية عشر صباحًا يوم الحادث، كانت آمال تقوم بغسل الملابس كعادتها، لم تكن تعلم أن سخان الغاز، الذي طالما استخدمته، سيحمل معها نهاية مأساوية، بسبب تسرب غير ملحوظ للغاز، امتلأ المكان تدريجيًا بالدخان السام.

فتحي، الذي كان في الغرفة المجاورة، شعر بتعب غريب عندما حاول مساعدة زوجته، ولكنه لم يستطع المغادرة بسبب استنشاقه الغاز، بعد دقائق، لحقت بهما منى، التي كانت تحاول إنقاذ والديها، لتلقى نفس المصير.

نجأة الأبن 

سيد، الابن الأصغر، كان خارج المنزل لحضور درس خصوصي، عندما عاد في المساء، وجد نفسه وحيدًا بعد أن فقد كل أفراد أسرته، المشهد كان مروعًا، ومع ذلك، لم يستطع إلا أن يحتسبهم شهداء عند الله.  

الناجي الوحيد الشاب سيد 

الحزن يخيم على الأسرة 

في لقاء مع أقارب العائلة اليوم، رفضوا الحديث أو التصوير، قالوا ببساطة: "الحبايب راحوا.. دا قضاء وقدر وخلاص.. واحتسبناهم شهداء". كلمات بسيطة لكنها تحمل ألمًا لا يوصف.

الأسرة أثناء تلقيها العزاء
الأسرة أثناء تلقيها العزاء

الحي الذي كان يومًا ما مليئًا بحيوية الأسرة الصغيرة أصبح اليوم صامتًا، محل البقالة مغلق، وستائر المنزل مسدلة، لكن ذكرياتهم ستظل حاضرة في قلوب كل من عرفهم.

search