الجمعة، 03 يناير 2025

11:55 م

مراكب الصيد الجائر تُهدد البيئة.. ما علاقتها بأسماك القرش؟

مراكب الصيد الجائر

مراكب الصيد الجائر

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

قبل ساعات قليلة من بداية عام جديد، لا تزال ممارسات الصيد الجائر للكائنات البحرية، وتدمير الشعاب المرجانية، تمثل تحديًا خطيرًا للبيئة نظرًا لتأثيرها السلبي على التوازن البيئي.

استنزاف المخزون السمكي 

وحول هذا الأمر قال أستاذ العلوم البيئية الدكتور وحيد إمام، إن عملية الصيد الجائر تعني استنزاف المخزون السمكي في المنطقة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الطرق التي تؤدي إلى استنزاف هذا المخزون، مثل استخدام شباك أو طرق صيد مخالفة، أو الصيد في أوقات غير مسموح بها، حيث يتم وقف الصيد خلال ساعات أو فترات معينة.

وأوضح في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أنه تم إيقاف الصيد في منطقتي البحر الأحمر والبحر المتوسط، خلال أشهر محددة من السنة.

وحول أسباب خروج أسماك القرش إلى الشاطئ ومهاجمتها للأشخاص قال إن الصيد الجائر يؤدي إلى استنزاف الفرائس التي تتغذى عليها أسماك القرش، موضحًا أن هذا الأمر قد يكون أحد الأسباب، على الرغم من أنه في الماضي كان يتم التخلص من الحيوانات النافقة في البحر، مما كان يجذب أسماك القرش نحو الشاطئ.

وأضاف أن التخلص من المواشي النافقة أو الصيد الجائر هما احتمالان لظهورها، وكلاهما قيد الدراسة من قبل وزارة البيئة. 

وأشار إلى أن الوزارة وضعت برنامجًا لدراسة سلوك أسماك القرش في البحر الأحمر وتدريب مختصين للتعامل معها حال ظهورها.

الصيد باستخدام شباك الشنشولا

وأكد أن مسألة الصيد تحتاج إلى تقنين ودراسة شاملة من قبل معهد علوم البحار، مع ضرورة الاستعانة بأساتذة البيئة للوصول إلى حلول علمية لهذه المشكلة، مشددًا على أهمية تحديد الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى تغيير البيئة المائية في المنطقة وتأثيرها على سلوك أسماك القرش.

عودة ممارسات الصيد الجائر

من جانبه حذر الممثل الرسمي لرابطة الأسماك الدولية في مصر هاني صادق، من المخاطر البيئية الجسيمة الناتجة عن عودة ممارسات الصيد التجاري الجائر، رغم صدور قرار سابق من وزارة البيئة بمنع الصيد التجاري لمراكب الشنشولا والتجريف شمال خليج السويس. 

ما هي مراكب الشنشولا؟

و"الشنشولا" هي مراكب صيد متخصصة في صيد أنواع معينة من الأسماك، وتعمل 8 شهور طوال العام بداية من شهر أبريل وحتى أكتوبر، وتخرج هذه المراكب للصيد في الظلام مرتين، حيث تتجمع الأسماك حول الإضاءة التي يطلقها الصيادون.

صادق، قال في منشور له عبر "إكس”، إن تلك المراكب عادت للعمل مؤخرًا في المنطقة السياحية بالغردقة دون أي قيود، مما يشكل خطرًا كبيرًا على البيئة البحرية.

فقر شديد في الإنتاجية

وأوضح صادق أن البحر الأحمر، رغم غناه بالأنواع البحرية، يعاني من فقر شديد في الإنتاجية ولا يمكنه تحمل جهد الصيد الناتج عن العدد الكبير من مراكب الصيد التجاري، خاصة بعد سنوات طويلة من الانتهاكات التي أدت إلى كارثة بيئية.

وأضاف أن مراكب التجريف تؤدي إلى تدمير الشعاب المرجانية واقتلاعها من قاع البحر، مما يضر بالبيئة البحرية بشكل كبير. 

وأشار إلى خطورة وجود هذه المراكب في المناطق السياحية وحول الشعاب المرجانية التي تعتبر مقاصد هامة لرياضة الغطس، وهي مصدر دخل كبير بالعملة الصعبة للدولة.

 أمل عالمي

ولفت إلى أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر تمثل أملًا عالميًا لإنقاذ الشعاب المرجانية بفضل مقاومتها لدرجات الحرارة العالية وتغير المناخ، مقارنة بما يحدث في مناطق أخرى مثل الحاجز المرجاني العظيم، الذي فقد أكثر من 90% من شعابه المرجانية بسبب ظاهرة التبييض.

ما هي ظاهرة التبييض؟

وتحدث ظاهرة التبييض عندما تتعرض الشعاب المرجانية للضغط، ويتجلى والسبب الرئيسي لتبييض الشعاب في الحاجز المرجاني العظيم خلال الصيف، في الإجهاد الحراري الناجم عن ارتفاع درجات حرارة المياه وزيادة الأشعة فوق البنفسجية.

صادق، أشار إلى أن البحر الأحمر كان يساهم بنسبة 3% من الناتج السمكي في مصر، وهي نسبة يعتقد أنها انخفضت بشكل كبير بسبب التدهور البيئي.

search