"الجبهة الوطنية".. سياسة مصر للجميع أم حزب تفصيل؟

كان مؤتمر الإعلان عن تأسيس حزب الجبهة الوطنية، حدثًا سياسيًا هزّ ركود الحياة الحزبية في مصر، وطرح الأسئلة أكثر مما أجاب عنها، في ظل غياب برنامج سياسي واضح، يتعرّف الناس عليه من خلاله، وليس مجرد “حزب تفصيل”، يُضاف إلى قائمة طويلة مما يعُرف بـ"الأحزاب الكرتونية".

لكن المنصة العامرة بأسماء من هنا وهناك أثناء تدشين الحزب الجديد، تدفعنا لمحاولة الوقوف على الأسباب الحقيقية لانطلاق حزب أغلب المنضمين إليه محسوب على السلطة، أو على الأقل موجود فيها، وما اسم وزير الإسكان السابق عاصم الجزار ببعيد.

تحت شعار “مصر للجميع”، رفع حزب الجبهة الوطنية، أول راية للإعلان عن نفسه، في ظل وجود منافسين كُثُر، بعضهم استحوذ على المشهد السياسي في مصر، كحزب “مستقبل وطن” و"حماة الوطن"، لكن دعونا نستطلع آراء قادة أحزاب سياسية عتيدة في العمل السياسي في مصر، بشأن توقعاتهم لمستقبل الحزب الناشئ.

رئيس حزب الكرامة، محمد سامي، قال إنه لا يمكنه وضع أي تنبؤات بشأن الحزب الجديد، سواء بالسلب أم الإيجاب، لافتًا إلى أن القراءة بسيطة فهي محاولات ليكون ضمن الأحزاب التي سمت نفسها بـ"الأحزاب الموالية".

أيام أو شهور وسنحكم عليه

وأوضح سامي لـ"تليجراف مصر"، أن مصير حزب الجبهة الوطنية سيكون مثل أشقائه من الأحزاب، متسائلًا باستنكار: “أنا مش فاهم الآن.. ما مصير حزب مستقبل وطن وحماة الوطن؟”.

وأشار رئيس حزب الكرامة، إلى أنه سينتظر أن يطرح الحزب الجديد رؤاه، فكلها أيام أو ربما شهور قليلة وسيكون من السهل الحُكم عليه، لكنه يخشى أن يكون من صنيعة السلطة، لافتًا في الوقت ذاته إلى احترامه الكامل للكوادر المعلن عنها في تأسيسه.

لا مانع من تعدد الأحزاب

من جانبه، قال رئيس حزب التجمع، سيد عبدالعال، إنه مع حرية تأسيس الأحزاب وتعددها، وهذا ما نص عليه الدستور، موضحًا أن النظام السياسي في مصر قائم على التعددية الحزبية، لذا فلا مانع من تكوين حزب جديد.

عبدالعال أضاف في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن الحُكم على الحزب الجديد سيكون بعد خروج برنامجه السياسي إلى النور في مؤتمر صحفي، حينئذ يمكن إبداء الرأي بشأن الحزب، مختتمًا حديثه: “من حيث المبدأ.. نرحب بأي حزب جديد”.

من “مستقبل وطن” إلى “الجبهة الوطنية”

فيما قال رئيس حزب العربي الديمقراطي الناصري، محمد النمر، إن من حق أي مجموعة تتوافق أفكارها مع بعضها البعض، أن تؤسس حزبًا، وأن ينافسوا في الحياة السياسية، فهذا حق دستوري لا خلاف عليه.

وأضاف النمر: عند مراجعة أسماء الهيئة التأسيسية لحزب الجبهة الوطنية، نجد أن كلها يدور في دائرة واحدة، “كلها أسماء تتنقل من شكل إلى شكل بنفس الفكر ونفس المنطق، اتنقلت من “مستقبل وطن” إلى “الجبهة الوطنية”، هنا لا يوجد تغيير في الحياة السياسية.

وأشار إلى الدولة يجب عليها أن توفر الدعم لكل الأحزاب السياسية عمومًا، فمسألة أخذ موقف من أحزاب المعارضة مثلًا ليست من مصلحة الدولة، مشددًا على أنه يقصد هنا “الدولة" وليس "الحكومة”، لأن الأخيرة تصنع الأشكال الموائمة لها، مختتمًا حديثه بأن مصر حاليًا بحاجة لنظام سياسي يدافع عن الدولة ضد التهديد الداخلي والخارجي.

العبرة بالأداء وليس البيانات

رئيس حزب الوفد، عبدالسند يمامة، قال: حتى الآن لم نر أي شيء ملموس من حزب الجبهة الوطنية الجديد، فهو لا يزال في طور التأسيس، ومن المعروف أن الحزب يضم شخصيات ذات مناصب وبعض رجال الأعمال الذين شاركوا في تأسيسه، لكن العبرة ليست فقط بالأسماء أو البدايات.

يمامة أكد أيضًا أن العبرة الحقيقية تكون بالأداء والعمل الملموس، فالجميع يمكنه إصدار بيانات والتحدث بكلام كبير، لكن المواقف والأفعال هي التي تكشف القوة الحقيقية لأي حزب سياسي، نحن في انتظار أن يظهر الحزب الجديد دوره وتأثيره على أرض الواقع.

الجزار: لا نسعى لتحقيق الأغلبية البرلمانية

وكيل مؤسسي حزب الجبهة الوطنية، عاصم الجزار، قال أثناء حفل تدشين الحزب، إن الهدف من الحزب هو المشاركة في المبادرات الوطنية التي تسهم في بناء الجمهورية الجديدة، مشددًا على أن المواطن على رأس الأولويات. 

وأضاف الجزار، أن الحزب لا يسعى إلى تحقيق الأغلبية في البرلمان، إذ سيخوض الانتخابات بأكبر تحالف سياسي وطني، مع الأحزاب القائمة، مؤكدًا أن الهدف هو لم الشمل في فترة لا تحتمل الشتات.

وأوضح، أن الحزب لن يكون مجرد رقم في المعادلة السياسية، بل يسعى لإثراء الحياة السياسية والارتقاء بها بما يخدم مصلحة الوطن، مضيفًا: "سنكون على أتم الاستعداد للعمل مع كافة التيارات السياسية والفكرية والوطنية واقتحام المشكلات والأزمات التي قد ينصرف عنها الكثيرون".

جمع توكيلات حزب الجبهة الوطنية

وبدأ حزب الجبهة الوطنية، جمع التوكيلات التأسيسية له في مكاتب الشهر العقاري بعدد من المحافظات، لاستكمال الإجراءات القانونية لتأسيس الحزب، من أجل استيفاء الشروط القانونية اللازمة لإنشاء الحزب الجديد، وفقًا للدستور الذي يشترط جمع 5 آلاف توكيل لتأسيس أي كيان سياسي.

شخصيات بارزة تقود الهيئة التأسيسية للحزب

ومن بين أبرز أعضاء الهيئة التأسيسية للحزب الجديد، وزير الإسكان السابق، عصام الجزار، ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ضياء رشوان، ورئيس البرلمان الأسبق، المستشار علي عبدالعال، ووزير الزراعة السابق، السيد القصير، ورئيس مجلس الدولة السابق، المستشار محمد فرج حسام الدين، ووكيل مجلس النواب، محمد أبو العينين، ووزير الرياضة الأسبق، طاهر أبو زيد، ووزير التنمية المحلية الأسبق، اللواء محمود شعراوي، ورئيس جمعية المؤلفين، الدكتور مدحت العدل، ورجل الأعمال عصام إبراهيم جمعة، ومنسقة شباب الأحزاب والسياسيين، يوستينا رامي، ونقيب المهن التمثيلية، الدكتور أشرف زكي، والإعلامي محمد مصطفى شردي، ورجل الأعمال كامل أبو علي، ومسنق تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، محمد الحمماصي.

عدد الأحزاب في مصر

وبحسب الهيئة العامة للاستعلامات، فإن عدد الأحزاب السياسية في مصر 87 حزبًا، وبهذا يعد “الجبهة الوطنية” الحزب رقم 88.