الثلاثاء، 07 يناير 2025

09:56 م

والد الشاب المُنتحر تحت عجلات المترو يروي تفاصيل المأساة

مترو - أرشيفية

مترو - أرشيفية

في مشهد مأساوي هز محطة مترو جامعة القاهرة صباح اليوم، ألقى الشاب “مازن”، بنفسه أمام القطار، وكان الاكتئاب سيد الموقف الذي دفعه لاتخاذ قرار إنهاء حياته بطريقة صدمت الجميع.

اكتئاب مزمن 

"مازن. م" شاب في الثلاثين من عمره، كان يعمل فني تخطيط في مجال الغزل والنسيج بأحد المصانع الكبرى في القاهرة.

وُصف من قِبل زملائه في العمل بأنه شخص هادئ الطباع، متقن لعمله، لكنه كان يحمل في عينيه دائمًا نظرة حزن، وكأن هناك صراعًا داخليًا يعصف به.

منذ ثلاث سنوات، بدأت حالة “مازن” النفسية في التدهور تدريجيًا، كما روى والده الذي كان الأقرب له في هذه المرحلة لرجال المباحث.

عزلة قاتلة

والده، الذي يعمل نهارًا لسد احتياج الأسرة المادي، كان دائم القلق على ابنه بعد أن لاحظ تغييرات واضحة في سلوكياته، حاول مساعدته بشتى الطرق، فأخذه إلى أطباء نفسيين وألح عليه ليبدأ في تناول الأدوية الموصوفة، لكنه لم يلحظ أي تحسن يُذكر.

ضغوط العمل

كان مازن يعاني من ضغط العمل أيضًا، إذ تطلبت وظيفته ساعات طويلة من التركيز والدقة، ورغم أنه كان يعتبر عمله مصدر فخر، إلا أن طبيعة الوظيفة لم ترحم هشاشته النفسية، لم يجد متنفسًا حقيقيًا للتعبير عن آلامه، ولم يستطع بناء شبكة دعم قوية من الأصدقاء أو الأقارب، أصبح انطوائيًا بشكل كبير، حتى أنه كان يتجنب الحديث مع زملائه.

نهاية مأساوية

صباح اليوم، توجه مازن كعادته إلى محطة مترو القاهرة ليستقل القطار المتجه إلى عمله، ووفقًا لشهود عيان، بدا هادئًا في البداية، لكنه فجأة تحرك بسرعة وألقى بنفسه أمام القطار القادم، المشهد كان صادمًا لكل من كان حاضرًا، خاصة أن تصرفه جاء دون سابق إنذار.

الأب، الذي هرع إلى مكان الحادث فور إبلاغه، كان في حالة صدمة لكنه لم يُظهر أي شكوك حول وجود دوافع جنائية.

اكتئاب حاد

وأدلى الأب بأقواله أمام رجال المباحث قائلًا: "ابني كان بيعاني من اكتئاب شديد، وكان دائم الشكوى.. وأكتر من مرة قال لي إنه تعبان من الحياة.. حاولت أساعده، لكن الظاهر إنه خلاص مقدرش يكمل". 

تشريح الجثة

النيابة أمرت بتشريح الجثة لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة وتفريغ كاميرات المراقبة بالمحطة للتأكد من عدم وجود أي شبهة جنائية.

search