الأحد، 05 يناير 2025

12:07 ص

160 سنة.. حكاية البريد المصري من "البوسطة الأوروبية" إلى العصر الرقمي

البريد المصري

البريد المصري

روان عبدالباقي

A .A

160 عامًا مرت على واحدة من أقدم مؤسسات مصر وأعرقها “البريد المصري” الذي تأسس 1865 في عهد الخديوي إسماعيل عندما أنشأ رجل إيطالي في الإسكندرية، يدعى “كارلو ميراتى”، إدارة بريدية لتصدير واستلام الخطابات المتبادلة مع البلدان الأجنبية، وكان يتولى تصدير وتوزيع الرسائل نظير أجر، ونقل الرسائل بين القاهرة والإسكندرية تحت اسم “البوسطة الأوروبية”، واحتلت هذه البوسطة مكانة مهمة.

ما قصة البريد المصري؟

وبعد وفاة “كارلو ميراتي” عام 1842، خلفه ابن أخته ويدعى “تيتوكيني”، الذي شعر بأهمية المشروع وأشرك معه فيه صديقه “موتسى” ونهض بالمشروع حتى وطده على أقوى الأسس، واحتلت هذه البوسطة مكانة هامة وظلت تباشر نقل وتوزيع مراسلات الحكومة والأفراد، وكان الجمهور عظيم الثقة بالبوسطة الأوروبية.

وفقا للصفحة الرسمية للهيئة العامة للاستعلامات، فإنه عند افتتاح أول خط حديدي بين الإسكندرية وكفر العيس سنة 1854 أنشأت الشركة مكاتب بريد لها في القاهرة والعطف ورشيد، ثم أنشأت في سنة 1855 مكتبين في دمنهور وكفر الزيات، وعندما امتد الخط الحديدي أنشئت مكاتب جديدة في كفر الزيات فالقاهرة عن طريق طنطا وبنها وبركة السبع.

وانتهزت شركة البوسطة الأوربية هذه الفرصة واستخدمت خطوط السكة الحديد في نقل إرساليات البريد بين القاهرة والإسكندرية وبالعكس بموجب عقد مدة خمس سنوات اعتبارا من يناير 1856 وكان هذا بمثابة امتياز باحتكار نقل البريد في الوجه البحري لأنه نصّ على غرامة لشركة البوسطة الأوروبية توقّع كل من يضبط متلبسا بنقل رسالة لأحد الأفراد.

البوسطة الأوروبية

وكان الخديوي إسماعيل أول من سعى إلى “تمصير البريد”، لأنّ الشركة كانت مملوكة لإيطاليين، ويديرها جياكومي موتسي، وكان عدد مكاتبها لا يتعدى الـ19 مكتبًا في أنحاء الجمهورية، وكانت تسمّى البوسطة الأوروبية، وتهدف إلى تقديم خدمة مراسلات الجاليات الأجنبية في مصر داخل البلاد وخارجها منذ العام 1840. 

وأمر الخديوي إسماعيل بشراء الشركة في عام 1865 وأبقى على مديرها الإيطالي لإدارتها، بعدما أعطاه لقب رتبة البكوية، ليتضاعف عدد مكاتب البريد إلى 28 مكتبًا، وشعر الخديوي إسماعيل بأهمية البوسطة الأوربية وقام بشرائها من ”موتسى” بعد وفاة شريكه “تيتو كينى” في 29 أكتوبر 1864 وعرضت الحكومة المصرية على ”موتسى” وظيفة مدير عام البريد، وفي 2 يناير 1865 نقلت ملكية البوسطة الأوربية إلى الحكومة المصرية ويعتبر هذا اليوم يومًا تاريخيًا للبريد المصري وعيدًا للبريد كل عام.

العصر الذهبي للبريد

كان القرن العشرين هو العصر الذهبي للبريد على الرغم من اختراع الهاتف نظرًا لارتفاع سعر المكالمات الهاتفية وعدم وجود الهواتف بالبيوت، وكذلك لازدياد البريد الشخصي ونقله بالشحن الجوي الذي انتظم في كل دول العالم حتى ظهرت بدايات البريد الإلكتروني على شبكة أربانت “الإنترنت حاليًا”.

وبمرور السنوات، استطاع البريد المصري أن يعيد هيكلة خدماته، بما يتناسب مع احتياجات المواطنين من جهة، وبما يواكب التقدم السريع في تكنولوجيا المعلومات من جهة أخرى؛ طبقًا للخطة القومية التي وضعتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتنفذها الهيئة القومية للبريد، والتي تهدف إلى تطوير وميكنة نظم العمل بجميع مكاتب البريد على مستوى الجمهورية.

عدد مكاتب البريد

وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قالت إنه ارتفع إجمالي عدد مكاتب البريد على مستوى الجمهورية ليصل إلى 4527 مكتب بريد من بينها 80 كشك بريدي و130 سيارة متنقلة. كما ارتفع عدد مكاتب البريد المطورة لتصل إلى 3840 مكتب بريد. وبلغ عدد المعاملات التى تمت داخل مكاتب البريد نحو 253.4 مليون معاملة خلال عام 2023 صعودا من 184.7 مليون معاملة خلال 2022.

وحققت هيئة البريد 4 مليارات و422 مليون جنيه، صافى أرباح بمعدل نمو لصافى الربح وصل إلى 21% بإجمالي إيرادات للخدمات يصل إلى 5 مليارات جنيه بمعدل نمو 21% وبلغت إيداعات صندوق التوفير 266 مليار و379 مليون جنيه.

search