الأحد، 05 يناير 2025

05:19 م

موقف استثنائي.. كيف يتفاعل علي جمعة مع طلاب العلم؟

الدكتور علي جمعة

الدكتور علي جمعة

محمد سامي الكميلي

A .A

قال أستاذ الإعلام بجامعة حلوان، الدكتور محمد فتحي، إن خطبة الجمعة اليوم شهدت لقاءً مميزًا مع الدكتور علي جمعة، الذي أظهر نموذجًا استثنائيًا في التواصل والتفاعل مع طلاب العلم والمجتمع بمختلف أطيافه، حيث استقبل ما يقرب من ثلاثين طالبًا من أرض الصومال، قدموا للاستماع إلى دروسه والاستفادة من علمه الموسوعي.

وأضاف فتحي، في منشور عبر صفحته على “فيسبوك”، أن الدكتور علي جمعة لم يكتفِ بالموعظة التقليدية، بل فتح قنوات حوار مع الحاضرين بأسلوب إنساني، حيث داعب طفلًا صغيرًا، وناقشه عن الجيل "ألفا"، مشيرًا إلى تحديات التواصل مع هذا الجيل وعناده في التربية، وأكد أهمية مواكبة المتغيرات الزمنية في التعامل مع الأجيال الجديدة، متحدثًا عن ضرورة فهم علوم التربية وتطبيقاتها الحديثة.

وتابع: دروس علمية وموسوعية بدأ الدكتور جمعة درسه بمناقشة الكلمات على وزن "فعول" وتنظيمها في قصيدة مبتكرة من تأليف الشيخ محمد وسام، معلنًا مكافأة لكل من يحفظها، ثم انتقل إلى موضوع أجر الزارع وأهمية الاتفاق وعمارة الأرض البور، وشرح كيفية معالجة الأراضي المليئة بالأملاح وإعادتها للإنتاج الزراعي.

قضايا تستدعي التفكير

وأثار أستاذ الإعلام بجامعة حلوان، عددًا من القضايا المحورية حول دور الخطاب الديني في العصر الحديث، حيث تساءل:

- هل يمتلك الدعاة أدوات ووسائل حوار فعّالة للتواصل مع مختلف الشرائح، خاصة الجيل "ألفا"؟

- كيف يمكن تطوير الخطاب الديني ليشمل الجوانب التربوية والتكنولوجية والذكاء الاصطناعي، بحيث يكون معاصرًا وفعّالًا؟

- هل لدينا استراتيجية واضحة ومتكاملة لتطوير الخطاب الديني على المدى القريب والبعيد؟

الدعوة لمراجعة شاملة 

وأكد أستاذ الإعلام، أهمية تعليم الدعاة علوم التربية وتطوير مهاراتهم بما يتناسب مع تطورات العصر، كما أشاد بمبادرات مثل أكاديمية الداعية المعاصر بإشراف الدكتور عمرو الورداني، لكنه تساءل: هل يكفي ذلك؟ وهل يتابع المسؤولون هذه الجهود حتى تؤتي ثمارها؟

واختتم حديثه بدعوة الجميع، كآباء ومواطنين ومفكرين، للتفكير بجدية في مستقبل تعاملنا مع الدين، وإرساء منظومة قيم تحصن الأجيال القادمة من التطرف والمغالاة، وتساعدهم على إدراك دينهم كقيمة أساسية للحياة والمجتمع، "نحتاج إلى استراتيجيات حقيقية وواقعية، ورؤية واضحة تضع الأهداف موضع التنفيذ، بعيدًا عن الخطابات الشعبوية التي لا تقدم الأمم ولا تؤسس لمستقبل طيب لأبنائنا".

search