الخميس، 09 يناير 2025

09:19 ص

"أنا هعملك مفاجأة".. كلمات منال الأخيرة ضحية الخطأ الطبي بالمنوفية

صورة منال و زوجها

صورة منال و زوجها

جهاد جاد المولى

A .A

كانت منال الرياني، البالغة من العمر 40 عامًا، تعيش حياة أسرية مستقرة مع زوجها وأطفالها الثلاثة الذكور. 

ولكن حلمها بإنجاب فتاة دفعها إلى اتخاذ قرار إزالة وسيلة تحديد النسل "اللولب".

رحلة إلى الطبيبة النسائية.. بداية الكارثة

توجهت منال إلى طبيبة نساء شهيرة بمحافظة المنوفية لإجراء بسيط يتمثل في إزالة اللولب. 

العملية التي عادةً ما تستغرق دقائق قليلة استمرت لأكثر من نصف ساعة، وسط محاولات الطبيبة التي انتهت بقولها: "لا أجد اللولب، اذهبي إلى طبيب آخر".

العودة إلى المنزل.. صدمة زوجية وحالة طبية حرجة

عادت منال إلى المنزل وهي شاحبة ومغمورة في دمائها، لتفاجئ زوجها بحالتها الحرجة. 

أسرع الزوج بنقلها إلى المستشفى، حيث تبين بعد إجراء عملية استكشاف وجود مضاعفات خطيرة وأخطاء طبية جسيمة. 

شملت هذه الأخطاء:

  • ثقب في القولون أدى إلى تسمم الدم.
  • ثقب في الرحم.
  • أضرار في الأمعاء.

20 يومًا من المعاناة تحت الأجهزة

دخلت منال في غيبوبة نتيجة هذه المضاعفات واستمرت تحت الأجهزة لمدة 20 يومًا، لكن حالتها الصحية لم تتحسن، وفارقت الحياة وسط حزن عائلتها.

فتح تحقيق رسمي.. وتحويل الجثمان للطب الشرعي

تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، ونُقل الجثمان إلى الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة. وأظهرت الأدلة الأولية أن الأخطاء الطبية، مثل الثقوب في القولون والرحم، هي السبب المباشر للوفاة.

إهمال طبي وأثره على العائلة

تصرف الطبيبة بعدم حكمة وتركها لمنال غارقة في دمائها أدى إلى تفاقم الحالة الصحية للسيدة. الأمر الذي أثار غضب الأسرة وأهل القرية، مطالبين بمحاسبة المسؤولة عن هذه المأساة.

استعداد لوداع أخير

بينما كانت جثة منال في المشرحة بانتظار تقرير الطب الشرعي، كان زوجها وأطفالها يستعدون لوداعها الأخير، حيث أقيم العزاء في قريتهم "برهيم" التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية.

قضية تستدعي المحاسبة

هذه المأساة تسلط الضوء على أهمية الرقابة على الخدمات الطبية ومحاسبة من يتسببون في خسارة أرواح بريئة نتيجة الإهمال أو قلة الكفاءة.

search