بعد انتخاب جوزيف عون.. ما علاقته بحزب الله والدول الغربية؟
جوزيف عون- الرئيسية
سيد محمد
فشل البرلمان اللبناني، خلال ما يفرب من ثلاث سنوات، في انتخاب الرئيس الجديد، لينتخب اليوم بأغلبية الأصوات، جوزيف عون، قائد الجيش السابق الذي بنى صورة لنفسه كمقاتل للفساد ومحارب لتنظيم داعش.
انعقد مجلس النواب اللبناني اليوم الخميس لانتخاب رئيس جديد، وفي الجولة الأولى، حصل المرشح المتصدر جوزيف عون على 71 صوتاً فقط، وهو ما يتطلب 86 صوتاً للفوز بالمنصب.
وبعد استراحة دامت ساعتين، أجريت جولة ثانية من التصويت، وهذه المرة صوت ممثلو حزب الله وممثلو منظمة أمل لعون، وتم انتخابه بأغلبية 99 صوتا.
أحداث مرتبطة بجوزيف عون
ويرتبط اسم جوزف عون في أذهان اللبنانيين بفضل حدثين بارزين: الأول "فجر الجارود"، المعركة التي قادها بنجاح ضد المئات من مقاتلي داعش عام 2017 في شرق لبنان على الحدود مع سوريا، ثانيًا حربه الطويلة على الفساد في النظام العسكري الذي تمكن من الحفاظ عليه كأحد المؤسسات القليلة الدائمة في بلد يعاني من الانهيار التام، بحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.
ومنذ توليه قيادة الجيش عام 2017، أطلق عون حملة واسعة النطاق لمحاربة الفساد داخل المؤسسة العسكرية، والتي طالت عددا كبيرا من العسكريين.
وساهمت صورة عون كمناضل ضد الفساد بشكل كبير في تشكيل شخصيته كشخصية موثوقة تلعب دورا ينقذ البلاد من الانهيار.
وبعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020، حولت الدول الصديقة للبنان مساعداتها إلى الجيش، بدعوى أنها لا تثق إلا بالجيش في توزيع المساعدات، ولذلك فإن كل المساعدات التي تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، كانت موجهة للجيش مباشرة وكانت تحت تصرف عون وتحت إدارته المباشرة.
ويبدو أن المؤسسة العسكرية تمكنت من إدارة الأموال بشكل جيد ولا يوجد نقص في الأموال بسبب الفساد، وعلى الرغم من الدعم واسع النطاق، يواجه عون تحديًا دستوريًا كبيرًا.
وينص الدستور اللبناني على "فترة تهدئة" مدتها سنتين من نهاية الوظيفة العليا قبل الالتحاق بالمنصب العام، ويشترط تغيير هذا القسم موافقة أغلبية ثلثي أعضاء البرلمان.
ولا يحدد الدستور اللبناني من أي طائفة سيُنتخب الرئيس، لكن هناك اتفاق على أن يكون من الطائفة المسيحية المارونية، وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون رئيس الوزراء مسلماً سنياً ورئيس البرلمان - مسلماً شيعياً.
القوى الإقليمية والدولية الداعمة
كما بينت القناة الثانية الإسرائيلية، أن عون (60 عاماً) يتلقى دعماً من الولايات المتحدة ودول الخليج (خاصة السعودية) ويتمتع بدعم دولي بعيد المدى، بما في ذلك الدول الغربية، وكذلك دول الخليج، تعتبره مرشحًا جديرًا تمكن من إدارة الجيش اللبناني في فترة صعبة، خاصة خلال الأزمة الاقتصادية، مع رفع رواتب الجنود.
في هذا السياق، أشار وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، إلى أن السعودية تفضل انتخاب جوزيف عون لهذا المنصب، كما عبّر وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن هذا الموقف خلال لقاءاته مع مسؤولين لبنانيين.
وبحسب تقارير، أجرى الموفد السعودي، الأمير يزيد بن فرحان، محادثات مع القيادات اللبنانية لتعزيز هذا الخيار، لكن الطرح لم يلقَ إجماعًا من مختلف الأطراف السياسية اللبنانية، وترى الرياض دعمها لترشيح جوزيف عون كجزء من جهودها لتعزيز الاستقرار في لبنان، خاصة أنه شخصية عسكرية تحظى بتقدير واسع.
والتقى عون حزب القوات اللبنانية المسيحي، الذي أدار زعيمه سمير جعجع، الليلة الماضية مع أحزاب المعارضة وأعلنوا قرار دعم ترشيح قائد الجيش جوزف عون أيضاً.
التعاون بين الحزب والجيش في فجر الجرود
ويحظى عون بتوافق حزب الله رغم دعمه من الجهات المناوئة له، إلا أن منصب الرئاسة لم يكن التوافق الأول بين الجانبين، حيث توافقا في عملية فجر الجرود، والتي كانت أحد أسباب الرصيد الشعبي للعماد عون، وكانت من أبرز العمليات العسكرية التي نفذها الجيش اللبناني في أغسطس 2017 لتحرير المناطق الحدودية الشرقية للبنان، مثل جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك، من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.
وتولى الجيش قيادة العملية مستخدمًا أسلحة متطورة وتقنيات حديثة، إضافة إلى دعم استخباراتي داخلي وخارجي، وبالتوازي مع الجيش، شن حزب الله عمليات عسكرية ضد داعش على الجانب السوري من الحدود بالتعاون مع الجيش السوري.
ورغم عدم وجود تنسيق رسمي معلن بين الجيش اللبناني وحزب الله، إلا أن الجهود الميدانية المشتركة ساعدت في تضييق الخناق على داعش من الجانبين، واعتبر البعض أن التنسيق الضمني بين الجيش وحزب الله كان ضرورة فرضتها الظروف الأمنية، بينما رآه آخرون تحديًا لاستقلالية المؤسسات الرسمية.
التوافق في السباق الرئاسي
وطوال السباق الرئاسي، أبدى حزب الله دعمه لزعيم تيار المردة سليمان فرنجية، لكنه أعلن أمس سحب ترشيحه حتى “لا يصبح عائقاً في انتخاب رئيس الجمهورية”، بعد أن توافرت الشروط، وأعرب عن تأييده لترشيح جوزيف عون للمنصب.
وفي هذا الإطار، أكد مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله، وفيق صفا، أن الحزب لا يمانع ترشيح جوزيف عون للرئاسة، مما يعكس قبولًا واضحًا لهذا الطرح.
كما أشارت تقارير إعلامية إلى أن جوزيف عون أجرى لقاءات مع ممثلين عن حزب الله وحركة أمل، ما يدل على وجود تواصل وتنسيق مع هذه القوى السياسية.
ومن مجمل هذه التطورات، يبدو أن العلاقة بين جوزيف عون وحزب الله تسودها أجواء إيجابية وتفاهم، خاصة في ظل المستجدات السياسية الأخيرة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية اللبنانية.
وأفادت قناة الجديد اللبنانية بإجراء لقاء بين وفد من البرلمانيين المحسوبين على حزب الله وحركة أمل الشيعية وعون، وأعرب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عن تفاؤله بانتخاب رئيس للجمهورية، مشددا على أهمية هذه الخطوة بالنسبة للبلاد.
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
حلول عسكرية محتملة.. كيف يتعامل ترامب مع نووي إيران؟
09 يناير 2025 09:56 م
مزاعم السحر بالكرة.. "بحة" ينحس الزمالك وحكاية الأهلي مع أرجل الخنازير
09 يناير 2025 04:44 م
هوليوود ومسرح أوسكار تحت تهديد النيران.. لوس أنجلوس تحترق
09 يناير 2025 07:05 م
نوادر بـ"الكوم".. جولة فى سوق الخردة بالمنوفية
09 يناير 2025 06:27 م
أكثر الكلمات انتشاراً