السبت، 11 يناير 2025

12:19 ص

ليست المنازل فقط.. حرائق كاليفورنيا تدمر الصحة النفسية للأمريكيين

حرائق لوس أنجلوس

حرائق لوس أنجلوس

سيد محمد

A .A

أسفرت حرائق الغابات بولاية كاليفورنيا الأمريكية عن خسائر هائلة، شملت تدمير آلاف المباني ومقتل خمسة أشخاص على الأقل.

الأضرار لم تقتصر على الممتلكات والأرواح، حيث يشير الخبراء إلى أن الآثار النفسية لتلك الحرائق قد تكون أعمق وأطول أمدًا، بحسب شبكة إيه بي إس الأمريكية.

التأثير النفسي على السكان

وبحسب الدكتورة سارة لوي، من كلية ييل للصحة العامة، فإن الكوارث الطبيعية مثل حرائق الغابات تترك بصمة نفسية كبيرة على المتضررين، خصوصًا من فقدوا منازلهم أو أحبائهم. ومع الوقت يمكن أن تظهر مشاكل نفسية مثل القلق، الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). 

وتشدد “لوي” على أن العناية بالصحة العقلية يجب أن تحظى بنفس القدر من الاهتمام الذي يُمنح للإصابات الجسدية.

المخاطر غير المباشرة

حتى المناطق البعيدة عن مواقع الحرائق ليست بمنأى عن التأثير؛ فالدخان الكثيف الناتج عن الحرائق يمتد لمئات الأميال، ما يؤثر على الصحة النفسية للسكان بسبب تدني جودة الهواء. 

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة إيموري في 2024 أن التعرض لدخان الحرائق يرتبط بزيادة في حالات القلق والاكتئاب، خاصة بين النساء وكبار السن.

رجال الإطفاء في دائرة الخطر

رجال الإطفاء، الذين يكونون في الخطوط الأمامية لهذه الكوارث، يواجهون تحديات نفسية استثنائية. وأظهرت دراسة أن 20% منهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، مقارنة بنسبة أقل بكثير بين عامة السكان. 

هذا الإجهاد النفسي المزمن يتفاقم بسبب طبيعة عملهم المليئة بالمخاطر، وضغط التعامل مع الأزمات بشكل يومي.

سبل الدعم

ويتفق الخبراء على ضرورة توفير خدمات الصحة النفسية في المناطق المتضررة بشكل عاجل، مع التأكيد على أهمية دعم المتضررين نفسياً ومساعدتهم على التكيف مع الصدمة. لكن نقص الأخصائيين النفسيين في الولايات المتحدة يمثل تحديًا رئيسيًا أمام تحقيق هذا الهدف.

أزمة إنسانية

حرائق كاليفورنيا ليست مجرد كارثة بيئية، بل هي أزمة إنسانية تؤثر بعمق على الصحة النفسية للمجتمع. والتعامل مع تداعياتها يتطلب استجابة شاملة تشمل الدعم النفسي لضمان تعافي المتضررين ومساعدتهم على استعادة حياتهم الطبيعية.

search