شركات التأمين الأمريكية تواجه أزمة كبرى.. حرائق كاليفورنيا كلمة السر
شركات التأمين الأمريكية
هددت حرائق الغابات في لوس أنجلوس الاقتصاد المحلي والصحة العامة والبنية التحتية في ولاية كاليفورنيا، لتضيف عبئا جديدًا على سوق التأمين المتأزم.
وكشفت هذه الحرائق عن تصاعد الخسائر المادية، وضغط شركات التأمين، وتأثيرات تغير المناخ، ما زاد التساؤلات حول قدرة السوق على تحمل الكوارث المتكررة.
وتساءل الخبراء عما إذا كانت الإصلاحات الراهنة كافية لإيقاف هذا النزيف المالي، أم أن تحديات أعظم تنتظر قطاع التأمين في كاليفورنيا؟
وشهدت شركات التأمين انسحابًا ملحوظًا من كاليفورنيا مع تزايد الحرائق، حيث توقفت شركة State Farm عن تجديد وثائق التأمين في المناطق عالية المخاطر مثل باسيفيك باليساديس.
وقدرت قيمة الممتلكات المهددة في هذا الحي الراقي بنحو 5.9 مليار دولار، مما دفع السكان للاعتماد على خطة FAIR الحكومية التي تقدم تغطية محدودة بتكاليف مرتفعة.
ودمرت خمسة حرائق منفصلة في لوس أنجلوس آلاف المنازل والشركات، ما أدى إلى تفاقم الأزمة المالية في حي باسيفيك باليساديس.
وتوقعت تقارير اقتصادية أن تصل الخسائر المالية الناجمة عن هذه الحرائق إلى مليارات الدولارات، مما يهدد استقرار سوق التأمين الحكومي ويجعل التأمين بعيد المنال للكثير من السكان.
ورأى المسؤولون وشركات التأمين بارقة أمل في الإصلاحات الجديدة التي تتيح رفع أسعار التأمين لمواكبة مخاطر المناخ، لكن تصاعد الحرائق أثار شكوكًا حول جدوى هذه الخطوات.
وأوضحت الصحف الأمريكية أن خطة FAIR لا تزال حلًا اضطراريًا للسكان، لكنها ليست مستدامة، نظرًا لمحدودية التغطية وارتفاع الأقساط.
خسائر شركات التأمين الأمريكية
وقدرت تقارير مؤسسات مالية كبرى مثل “موديز” و"جي بي مورجان" أن خسائر حرائق الغابات المؤمن عليها بعشرات المليارات، ما يزيد من الضغط على شركات التأمين التي تراجعت سبع منها عن إصدار وثائق جديدة في الولاية خلال العامين الماضيين.
وأجبرت الخسائر المتصاعدة العديد من السكان على اللجوء إلى خطة FAIR، التي ارتفع الاعتماد عليها بنسبة 85% في حي باسيفيك باليساديس وحده، لكن مع تجاوز التكاليف احتياطيات الخطة البالغة 200 مليون دولار، يواجه النظام خطر الانهيار.
وعندما تتجاوز مطالبات الحرائق موارد خطة FAIR، تتحمل شركات التأمين الخاصة تغطية العجز الأولي، مما يؤدي إلى زيادات كبيرة في أقساط التأمين، حيث ترك هذا النظام السكان تحت ضغوط مالية متزايدة وشركات التأمين أمام معضلة الاستمرار أو الانسحاب.
خطة FAIR وسقف التغطية
وحددت خطة FAIR سقف التغطية عند 3 ملايين دولار، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية متوسط تكاليف المنازل في الأحياء الراقية مثل باسيفيك باليساديس، حيث ترك هذا العديد من السكان أمام أعباء مالية هائلة في مواجهة إعادة البناء بعد الحرائق.
وأكد الخبراء أن تصاعد الكوارث المناخية يزيد تعقيد العلاقة بين شركات التأمين والجهات التنظيمية، بينما تسعى الأخيرة لخفض التكاليف للسكان، تضطر الشركات لرفع الأسعار لتعويض المخاطر، مما قد يؤدي إلى تهجير السكان من المناطق المهددة واستنزاف المجتمعات.
وقدر محللون خسائر حرائق لوس أنجلوس الأخيرة بأكثر من 150 مليار دولار، ما جعلها الكارثة الأكثر تكلفة في تاريخ كاليفورنيا، ووضعت هذه الأرقام سوق التأمين أمام تحديات غير مسبوقة تهدد استقراره.
وشهدت أسهم شركات التأمين الأمريكية انخفاضًا حادًا يوم الجمعة 10 يناير الجاري، على خلفية تقديرات الخسائر المرتفعة الناجمة عن حرائق الغابات.
وبدأت الشركات في إعادة النظر في استراتيجياتها في كاليفورنيا، التي تعاني من أزمات تنظيمية ومناخية متشابكة.
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
لماذا مُنحت الضبطية القضائية لـ281 موظفًا بالكهرباء؟
12 يناير 2025 09:49 م
قفزت 2.4% في أسبوع.. هل تواصل أسعار الفضة الصعود بـ2025؟
12 يناير 2025 11:17 م
31 تريليون جنيه تحويلات عبر إنستاباي.. ما علاقة المصريين بالخارج؟
12 يناير 2025 05:52 م
سندات خزانة بقيمة 15.5 مليار جنيه.. لماذا تجذب المستثمرين؟
12 يناير 2025 09:01 م
أكثر الكلمات انتشاراً