الأربعاء، 15 يناير 2025

06:52 ص

منها الاستعانة بإسرائيل.. سيناريوهات تعامل ترامب مع ملف إيران النووي

ترامب وإيران

ترامب وإيران

سيد محمد

A .A

كشفت صحيفة “فوريون بوليسي” الأمريكية، أن السؤال المثير للجدل حاليًا هو كيف سيتعامل ترامب مع الملف النووي الإيراني والسيناريوهات المطروحة من أجل ذلك.

مع تشكيل الإدارة الأمريكية الجديدة، يُحاول الخبراء في السياسة الخارجية تحليل توجهات دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المُنتخب، تجاه إيران بناءً على تصريحاته وتعييناته في البيت الأبيض، وفقًا للصحيفة.

وقالت صحيفة "فوريون"، “إن ترامب يُعد من أكثر الرؤساء شفافية، فكلماته تكشف غالبًا نواياه، رغم أن قرارات الأعداء والحلفاء تؤثر على خططه”.

وفي مقابلة أجريت معه في أكتوبر الماضي، قال ترامب: "أود أن أرى إيران تنجح، الشيء الوحيد هو أنهم لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي".

ويفتح هذا التصريح ثلاث احتمالات في تلك الأزمة، فإما صفقة شاملة تتعلق بكل القضايا مع إيران (برنامجها النووي، وكلاؤها، وبرنامجها للصواريخ الباليستية)، أو صفقة ضيقة تُركز فقط على برنامجها النووي، أو ضربة عسكرية لتدمير البرنامج.

التحليل الاستراتيجي

ووفقًا للصحيفة، فإنه بينما يختلف مسؤولون أمريكيون حول ترامب، بشأن طريقة التعامل مع ملف إيران، إلا أنه من المتوقع أن يعتمد الأخير في سياسته الأولى على التوفيق بين رغبته في إبرام صفقة وشعوره بالإهانة الشخصية من محاولات إيران اغتياله.

مهما كان النهج، سيتطلب كلا الخيارين زيادة كبيرة في الضغط على إيران، عبر فرض عقوبات جديدة، وطردها من المنظمات الدولية التي تنتهك أهدافها، وتكثيف التدريبات العسكرية المشتركة مع إسرائيل.

وزادت "فوريون"، بأنه سواء اختار ترامب مسار الصفقة أو الانتقام، فإن قراره سيحدد سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران وينعكس على المنطقة بأكملها، ولكن عليه حال رغبته في تحقيق النجاح طويل الأمد، أن بعمل على تأمين صفقة شاملة تشمل البرنامج النووي والنفوذ الإقليمي الإيراني.

فكرة الاتفاق المحدود بشأن الأسلحة النووية فقط

فكرة إبرام اتفاق يقتصر على البرنامج النووي الإيراني، مع تقديم إعفاءات من العقوبات التي يمكن أن تستخدمها إيران لإعادة بناء حماس وحزب الله، أصبحت غير منطقية اليوم، إذ تقلّصت قدرة حماس في غزة بشكل كبير مقارنة بما كانت عليه قبل 7 أكتوبر 2023.

كما تراجعت القدرات السياسية والعسكرية لحزب الله في لبنان، وإيران الآن في أضعف حالاتها منذ الثورة الإيرانية عام 1979.

احتمال تصعيد ترامب تجاه إيران

إذا ركّز ترامب على الانتقام الشخصي من محاولة إيران اغتياله، فقد يختار مهاجمة إيران مباشرةً، وقد يؤدي ذلك إلى تكثيف الجهود الأمريكية لتقويض تهديدات الحوثيين في اليمن، بالتنسيق مع الجهود الإسرائيلية ضد الجماعة.

ومع ذلك، فإن بعض الخبراء يرون أن عرض ترامب التفاوض مع إيران لوقف دعمها للحوثيين لن يؤدي إلا إلى تأجيل الهجمات دون حل جذري للمشكلة.

القلق الخليجي من السياسة الأمريكية

الصحيفة أكدت أن السعودية والإمارات، اللتان كانتا من أبرز داعمي حملة "الضغط الأقصى" خلال ولاية ترامب الأولى، أصبحتا اليوم في موقف مختلف تمامًا.

إذ يسعى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، وهو هدف يتطلب استثمارات أجنبية مستقرة، وأي تصعيد مع إيران قد يعرض هذا الهدف للخطر.

أما دولة الإمارات، فقد تبنت دبلوماسية واقتصادية متقدمة لتقليل التوترات مع طهران، ما يشير إلى تحول كبير في سياساتها.

ولإقناع الحلفاء الخليجيين بدعم حملة جديدة ضد إيران، سيحتاج ترامب إلى تقديم ضمانات أمنية ملموسة، قد يشمل ذلك اتفاقيات دفاعية شبيهة بالمعاهدات مع اليابان وكوريا الجنوبية بالنسبة للسعودية، أما الإمارات، فقد تكتفي بتعهدات دعم عسكرية وتجهيزات متقدمة نظرًا لقدراتها العسكرية المتميزة.

نجاح إسرائيل في تقليص النفوذ الإيراني

خلال الأشهر الستة الماضية، حققت إسرائيل نجاحات كبيرة ضد حزب الله، ما أدى إلى سلسلة من الأحداث أبرزها إسقاط نظام الأسد في سوريا وقطع "الجسر البري" الذي يربط إيران بحزب الله، تلك الأحداث وفّرت فرصة نادرة للبنان لتعزيز سيادته، وفقًا للصحيفة الأمريكية.

الاستعانة بإسرائيل

بينمت كشفت أنا براسكي، المحللة السياسية الإسرائيلية، أن الأمل الإسرائيلي الكبير، والتوقع الرئيسي من الرئيس الأمريكي المُنتخب، هو إيران، خاصة الملف النووي الإيراني وطرق توديعه، مشيرة إلى أنه في إسرائيل يتوقعون تنسيقًا كاملًا مع البيت الأبيض، وأي شيء أقل من ذلك لن يكون كافيًا أو مفيدًا. 

وأوضحت براسكي، في مقالها بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن ترامب لا يتوقع أن ينسى محاولتي إيران لاغتياله خلال الحملة الانتخابية، وينوي اتخاذ الملف النووي الإيراني كمشروع، وفي تلك القضية يرى نفسه المُنقذ الذي سينقذ العالم الغربي من التهديد النووي الإيراني.

وأشارت براسكي، إلى أن إسرائيل بحاجة إلى الدعم الأمريكي من أجل محاربة أعداءها، لكن في النهاية، من يقوم بالعمل هم جنود جيش إسرائيل، الذين يقاتلون حماس وحزب الله والحوثيين، - وفقًا لها- لذا فإن المساعدة الأمريكية مهمة، لكن القرارات التي يجب اتخاذها سيتم إجراؤه في تل أبيب.

سياسة «الضغط الأقصى»

بينما أوضح تقرير آخر لصحيفة معاريف، أن كيث كيلوج، المُوفد المريكي الخاص، الذي عينه ترامب للحرب الأوكرانية -ورغم أن إيران ليست مجال مهمته المباشرة- إلا أن كيلوج الذي تم تعيينه مبعوثًا خاصًا للرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا وروسيا، يريد استعادة سياسة «الضغط الأقصى». 

وأشار التقرير إلى أن نية كيلوج للدول التي طبقتها إدارة ترامب عام 2018، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي (JCPOA)، كان الغرض من تلك السياسة الضغط على إيران، من خلال إضعاف اقتصادها، لإجبارها على إعادة التفاوض، الذي سيشمل قيودًا إضافية على البرنامج النووي، وسيمتد أيضًا لبرنامج الصواريخ الباليستية وأنشطة إيران الإقليمية، وقد أعلن بالفعل أنه ينوي العودة لتلك السياسة التي انتهجها بولايته السابقة. 

وقال كيلوج، في مؤتمر للمعارضة الإيرانية، عقد في باريس: "علينا أن نعيد سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران، بهدف جعلها دولة أكثر ديمقراطية". 

وشدد كيلوج، في كلمته، على أن الضغوط على إيران يجب ألا تشمل الإجراءات العسكرية فحسب، بل أيضًا العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية.

search