البكالوريا.. نظام جديد لـ جباية الأموال أم نقلة للتعليم؟
وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف
محمد سامي الكميلي
لا يزال نظام البكالوريا الذي طرحته وزارة التربية والتعليم بديلا عن الثانوية العامة، في صدارة الموضوعات المثيرة للجدل، لا سيما بين خبراء التعليم وأولياء الأمور، وذلك قبل انطلاق أولى جلسات الحوار المجتمعي، اليوم؛ لمناقشة نظام "البكالوريا المصرية"، بديل الثانوية العامة، المقرر تطبيقه على طلاب الصف الأول الثانوي اعتبارًا من العام الدراسي المقبل.
وتعقد وزارة التعليم، جلسات حوار مجتمعي، بحضور وزراء سابقين وأعضاء المجلس الأعلى للجامعات لإعادة هيكلة المنظومة التعليمية بما يتماشى مع احتياجات العصر.
الحكومة وافقت مبدئيًا على تطبيق نظام البكالوريا، يوم الأربعاء الماضي في اجتماعها الأسبوعي، الذي يتضمن دراسة 14 مادة موزعة على السنوات الثلاث، مع إتاحة فرصتين للطالب خلال كل عام دراسي لدخول الامتحانات في مايو ويوليو/أغسطس. إذ تكون المحاولة الأولى مجانية، بينما تُفرض رسوم قدرها 500 جنيه للمحاولة الثانية على المادة الواحدة.
خطط الوزير يشوبها المشكلات
انتقد أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، الدكتور محمد عبدالعزيز، نظام البكالوريا الجديد بديل الثانوية العامة، معتبرا النظام المقترح ليس تطويرًا، بل مجرد تغيير في المقررات التعليمية وآليات العملية التعليمية.
وأوضح أن مقترح وزير التربية والتعليم لم يكن أساسه التطوير، زاعمًا أن خطط الوزير يشوبها الكثير من المشكلات وتفتقد الثقة؛ فهذا التغيير يعد الثاني للثانوية العامة، الأول كان في أغسطس الماضي، والثاني في يناير 2025.
عدم وجود حيادية في المناقشات المجتمعية
وأكد عبدالعزيز لـ“تليجراف مصر”، أن نظام البكالوريا الجديد، ما هو إلا تغيير للمقررات الدراسية، مستنكرًا إجراء جلسات حوار مجتمعي، كون الحوارات لا بد أن تجرى مع خبراء من خارج وزارة التربية والتعليم؛ لضمان وجود الحيادية، وهذا لن يحدث- على حد قوله- فالحوار المجتمعي اقتصر على خبراء الوزارة، لذلك لا يٌعد حوارا ولا مناقشة، على حد قوله.
رسم الامتحان للمرة الثانية ضد تكافؤ الفرص
أما عن الشق المادي وتحديد 500 جنيه رسوم امتحان كل مادة للمرة الثانية، أكد أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، أن هذا ضد تكافؤ الفرص، وسيساهم في زيادة الدروس الخصوصية، وليس كبحها، لأن المقتدر ماديًا يمكنه دخول الامتحانات مرة ومرات.
من جانبها، قالت عضو مجلس النواب، النائبة سميرة الجزار، إن نظام البكالوريا يسمح للطالب التحسين، لكن بمقابل مادي 2000 جنيه على الـ4 مواد التي يتضمنها النظام.
وأشارت سميرة الجزار في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إلى أن هذا يخالف المادة رقم 21 من الدستور، والتي تنص على: “تكفل الدولة استقلال الجامعات والمجامع العلمية واللغوية، وتوفير التعليم الجامعي وفقًا لمعايير الجودة العالمية، وتعمل على تطوير التعليم الجامعي وتكفل مجانتيه في جامعات الدولة ومعاهدها”.
البيزنس المقنن
وتابعت عضو مجلس النواب: “أخشى أن يصبح الهدف من تطبيق النظام الجديد هو الربح وتحويل حاجة الطلاب وأولياء الأمور لبيزنس ولكن مقنن هذه المرة”، مشيرة إلى أن محاولات الوزير التي يتبناها في الثانوية العامة تبدو مفتقدة للدراسة والتمحيص.
رفض المقابل المادي
عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، الدكتورة حنان حسني، علقت على نظام البكالوريا الجديد بديل الثانوية العامة، قائلة إن إتاحة الفرصة للمرة الثانية أمام الطالب لدخول الامتحانات، في حال رغبته في ذلك إذا حصل على مجموع لا يلبي طموحه في المرة الأولى، تعد فكرة ممتازة، لكن دون دفع أي مقابل مادي في المادة الواحدة.
وأكد عضو مجلس النواب، الدكتور فريد البياضي، أن هناك عدم جاهزية من قبل المعلمين لتطبيق النظام الجديد، متسائلًا: “هل لدينا الكفاية العددية من المعلمين المدربين للتعامل مع هذا النظام، وكيف سيتم تدريبهم في وقت قصير”.
وناشد البياضي، بتوضيح الخطط الزمنية والاستعدادات اللازمة لضمان جاهزية المدارس والمعلمين لهذا التحول الجذري، مشددا على ضرورة أن يكون التعليم مشروعًا وطنيًا وقوميًا، وأن تصل موازنة التعليم لـ8% من الاستحقاق الدستوري، وأن يكون هناك إنفاق جيد على التعليم”.
الدروس الخصوصية في نظام البكالوريا
الخبير التربوي الدكتور مجدي حمزة، رأى أن نظام البكالوريا ليس يقضي على أزمة الدروس الخصوصية، لكن من الممكن أن يقلصها، مشيرًا إلى أن البكالوريا ستقضي على رهبة الثانوية العامة.
وانتقد حمزة، جعل مادة التربية الدينية في نظام البكالوريا مضافة للمجموع لطلاب الصف الثالث الثانوي فقط، معللًا أنه من الأفضل أن تكون أساسية منذ التعليم الأساسي، لتُعلم القيم الدينية السمحة بشكل معمق للطلاب.
وتابع: جعل التربية الدينية في الصف الثالث الثانوي كمادة مضافة للمجموع، سيجعلها مادة للمذاكرة فقط، من أجل الحصول على الدرجة النهائية، وهنا سيفقد الطالب مفهوم الدين وفحواه، على عكس إذ دُرس منذ التعليم الأساسي.
وأضاف أن من سلبيات نظام البكالوريا الجديد أيضًا، هو عدم تدريس اللغة العربية واللغة الإنجليزية، في الصف الثالث الثانوي، مشيرًا إلى أن هذا سيعود بالسلب على الطالب إذ التحق بكليات لغوية، مثل الألسن والآداب والإعلام.
توزيع المواد في البكالوريا
الصف الأول الثانوي؛ يشمل دراسة 7 مواد رئيسية هي؛ التربية الدينية، اللغة العربية، التاريخ المصري، الرياضيات، العلوم المتكاملة، الفلسفة والمنطق، واللغة الأجنبية الأولى، بالإضافة إلى مادتين خارج المجموع: اللغة الأجنبية الثانية والبرمجة وعلوم الحاسب.
الصف الثاني الثانوي
وفي الصف الثاني الثانوي، يدرس الطالب 4 مواد، منها 3 مواد أساسية؛ اللغة العربية، التاريخ المصري، واللغة الأجنبية الأولى، أما المادة الرابعة، فهي مادة تخصصية يختارها الطالب حسب مساره:
- مسار الطب وعلوم الحياة: اختيار بين الرياضيات أو الفيزياء.
- مسار الهندسة وعلوم الحاسب: اختيار بين الكيمياء أو البرمجة.
- مسار الأعمال: اختيار بين المحاسبة أو إدارة الأعمال.
- مسار الآداب والفنون: اختيار بين علم النفس أو اللغة الأجنبية الثانية.
الصف الثالث الثانوي
والصف الصف الثالث الثانوي، يتضمن 3 مواد رئيسية: التربية الدينية، ومواد تخصصية تختلف حسب المسار:
- مسار الطب وعلوم الحياة: الأحياء والكيمياء (مستوى رفيع).
- مسار الهندسة وعلوم الحاسب: الرياضيات والفيزياء (مستوى رفيع).
- مسار الأعمال: الاقتصاد والرياضيات (مستوى رفيع).
- مسار الآداب والفنون: الجغرافيا والإحصاء (مستوى رفيع).
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
محمد علي خير: الانشغال بمصير مجدي يعقوب في الآخرة "مسألة لا تفيد"
14 يناير 2025 11:40 م
جردتها من ملابسها.. 4 قرارات بشأن طفلة عذبتها زوجة والدها بالمنوفية
14 يناير 2025 10:55 م
إبراهيم عيسى: لا يوجد دولة "شبه دينية" قادرة على صناعة الحرية
14 يناير 2025 10:48 م
المتضررون من قانون الأحوال الشخصية يطالبون بمراعاة الأب الأرمل
14 يناير 2025 10:36 م
لسوء الطقس غدًا.. تأخير امتحانات نصف العام بالإسكندرية
14 يناير 2025 10:32 م
مجدي يعقوب الأبرز.. إعادة تشكيل المجلس الاستشاري لعلماء وخبراء مصر
14 يناير 2025 09:51 م
عبدالغفار: وزارة الصحة تتحمل تكلفة الدراسات العليا للمرشحين من جانبها
14 يناير 2025 09:28 م
الصحة تكشف تفاصيل جديدة عن فيروس الميتانيمو البشري HMPV
14 يناير 2025 08:43 م
أكثر الكلمات انتشاراً