الأربعاء، 02 أبريل 2025

05:38 ص

هل يُحاسب المسلم على هواجسه؟.. الإفتاء تجيب

دار الإفتاء المصرية

دار الإفتاء المصرية

هدير يوسف

A .A

في إطار التساؤلات المتنوعة التي ترد إلى دار الإفتاء المصرية، كان أحد الأسئلة التي أثارت اهتمام الكثيرين يتعلق بمحاسبة الإنسان على الأفكار والهواجس السلبية التي قد تخطر بباله، وقد جاء السؤال بالنص التالي: "هل يؤاخذ الإنسان على الأفكار والهواجس السلبية التي تخطر بباله؟".

لا يؤاخذ بها العبد

أجابت دار الإفتاء بأن مجرد حدوث الهواجس والخواطر السلبية في ذهن الإنسان لا يُحاسب عليها، حيث لا يؤاخذ العبد بها. 

وأضافت أن المؤاخذة تكون على السلوك السلبي الظاهر فقط. 

كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم".

الهواجس والخواطر

وتابعت دار الإفتاء قائلة إن من يعاني من الهواجس والخواطر السلبية في ذهنه عليه مراجعة المختصين في شؤون النفس للحصول على الدعم والإرشاد المناسب.

السعي والعزم

وأوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أن المسلم يُحاسب على السعي وليس على الحركة فقط. فالسعي يعبر عن الحركة المقرونة بالعزم والنية والهدف المحدد مسبقًا.

مراتب القصد

كما أضاف الدكتور علي جمعة في لقاء مسجل أن مراتب القصد تتعلق بما يدور في باطن الإنسان، وهي لا تُحاسب إلا على النية فقط. وشرح أن ما يدور في نفس المسلم ينقسم إلى خمسة مراحل: الهاجس، الخاطر، حديث النفس، الهم، والعزم. وأوضح أنه لا يُحاسب المسلم إلا على العزم، الذي يتضمن قصدًا وعزمًا على تنفيذ الفعل.

شرح المراحل الخمسة

وأشار إلى أن الهاجس هو فكرة تمر في ذهن الإنسان بشكل عابر، مثل أن يتصور زجاجة خمر بشكل عابر، ولكن إذا ثبتت هذه الصورة في ذهنه، تتحول إلى خاطر. والخاطر هو ما ثبت في ذهنه من صور معينة.

أما إذا تحدث الإنسان مع نفسه عن هذه الصورة، مثل التساؤل عن الفائدة من تصور زجاجة الخمر، فإن هذا يعتبر "حديث نفس"، وقد تكون النفس أمارة بالسوء أو نفسًا لوامة. والهم هو أن الشخص يبدأ في الميل إلى فعل المعصية في قلبه، وإذا قرر نية فعلها، فهذا يُعتبر عزمًا.

search