الأربعاء، 15 يناير 2025

05:57 م

بعد خسائر 250 مليار دولار.. هل تهب نيران لوس أنجلوس من جديد؟

منازل مدمرة جراء حرائق لوس أنجلوس

منازل مدمرة جراء حرائق لوس أنجلوس

خاطر عبادة   -  

A .A

حالة قلق تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية بسبب تحذيرات من هبوب رياح عاتية على منطقة لوس أنجلوس، ما يزيد من خطورة الحرائق المرعبة التي تشهدها المدينة منذ السابع من يناير الماضي وحتى الآن، والتي وصفت بأنها الأكثر خسارة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

ومع تحذير خبراء الأرصاد الجوية بالولايات المتحدة، من تعرض شمال لوس أنجلوس للإصابة بحالة طقس خطيرة، حيث يستعد السكان لأوامر إخلاء جديدة بسبب التخوف من عودة انتشار حرائق الغابات مجددًا.

بدأت القصة، يوم الثلاثاء الماضي الموافق 7 يناير الجاري، عندما هبت رياح سانتا آنا على غابات لوس أنجلوس وكاليفورنيا والتي بلغت سرعتها سرعة الأعاصير، وأدت إلى إشعال واحدة من أعنف حرائق الغابات التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية.

250 مليار دولار خسائر

ودمرت الحرائق أكثر من 12 ألف مبنى، وتشير التقديرات إلى أن تكلفة الأضرار بلغت نحو 250 مليار دولار، وهو ما يجعله تلك الحرائق الأكثر تكلفة في تاريخ أمريكا، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.

حرائق لوس أنجلوس أدت إلى وفاة 24 شخصًا بمنطقتي إيتون وباليساديس، كما دمرت أكثر من 17 ألف فدان، بجانب إجلاء نحو 300 ألف آخرين ممن تعرضت منشآتهم للحرق أو اقتربت منها النيران، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

انتشار سريع للحرائق

وواجهت مدينة لوس أنجلوس وأجزاء من مقاطعة فينتورا إلى الشمال، تحذيرات من خطر اندلاع حرائق شديدة حتى اليوم الأربعاء، حيث حذر المسؤولون من خطر كبير لانتشار الحرائق السريع بسبب رياح سانتا آنا، التي تصل سرعتها إلى 75 ميلًا في الساعة.

ووفقًا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز، فإن وصف "حالة الطقس الخطيرة بشكل استثنائي" نادرًا ما يستخدم، وقد صممه خبراء الأرصاد الجوية للإشارة إلى "أقصى درجات التطرف"، ومن المتوقع أن تصل الرياح إلى قوة الإعصار في بعض المناطق.

وتلك هي المرة الرابعة خلال الأشهر الأخيرة، التي تواجه فيها لوس أنجلوس وضعًا مناخيًا خطيرًا بشكل استثنائي، وكانت التحذيرات الثلاثة السابقة قد أسفرت عن حرائق غابات كبيرة.

منازل ساحلية مدمرة في حي باليساديس 

أوامر إخلاء جديدة

ويوم أمس الثلاثاء، تم تحذير 84800 شخص من احتمال إصدار أوامر بإخلاء منازلهم بسبب خطر انتشار  الحرائق، في حين ظل 88 ألف شخص آخرين تحت أوامر الإخلاء الحالية.

وقال مسؤولون إن 25 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم بسبب الحرائق، لكن من المتوقع أن يرتفع هذا العدد، كما تم الإبلاغ عن اختفاء ما لا يقل عن 30 شخصًا.

كما انقطعت الكهرباء عن أكثر من 75 ألف منزل، معظمها في مقاطعة لوس أنجلوس، صباح الثلاثاء، لكن شركة جنوب كاليفورنيا إيديسون حذرت ما يقرب من نصف مليون عميل يوم الإثنين من أن الكهرباء قد تنقطع مؤقتًا عنهم بسبب الرياح العاتية.

الوضع الحالي لحرائق لوس أنجلوس

فيما يلي آخر تطورات الوضع بشأن انتشار حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا، حتى الآن: 
يلتهم حريق باليساديس مساحة 23700 فدان وتم احتواء 17% فقط. 
أشعل حريق إيتون مساحة 14.100 فدان وتم احتواء 35% منه. 
دمروحريق هيرست نحو 800 فدان وتم احتواؤه بنسبة 97%.

تم احتواء حريق أوتو الجديد، الذي اندلع مساء الإثنين في فينتورا، بالكامل، ولم يتم فرض أي أوامر إخلاء.

أحد أفراد فرق البحث والإنقاذ 

تلوث مياه الشرب

مع استمرار اندلاع الحرائق في مختلف أنحاء لوس أنجلوس، أعلنت العديد من شركات المرافق العامة في المناطق الأكثر تضررًا بالحرائق أن مياه الشرب التي تستخدمها غير آمنة حتى تثبت الاختبارات المكثفة العكس.

ويقول الخبراء إن المواد الكيميائية السامة الناجمة عن الحرائق قد تتسرب إلى أنظمة مياه الشرب التالفة، وحتى الترشيح أو الغليان لن يساعد.

وأعلن حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، يوم الثلاثاء، أنه وقع على أمر تنفيذي لتسريع جهود التعافي للطلاب والأسر النازحة بسبب حرائق لوس أنجلوس، وهي الخطوة التي قد تكون جزئيًا استجابة للإحباط السياسي المستمر بسبب بطء إعادة فتح المدارس في أجزاء من كاليفورنيا خلال ذروة جائحة كوفيد-19.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الثلاثاء أن المناطق المدرسية في باسادينا ولوس أنجلوس أفادت بأن مئات المعلمين والموظفين فقدوا منازلهم في الحرائق.

اعتقال 50 شخصًا

أعلنت شرطة لوس أنجلوس، اعتقال نحو 50 شخصًا بتهمة النهب وتسيير طائرات بدون طيار في مناطق الحرائق وانتهاك حظر التجوال وجرائم أخرى.

وكان ملايين من سكان جنوب كاليفورنيا في حالة من التوتر مع توقعات بطقس خطير يؤجج حرائق الغابات في المنطقة يوم الأربعاء، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.

وقال رئيس شرطة لوس أنجلوس، جيم ماكدونيل، إن ثلاثة أشخاص من بين هؤلاء اعتقلوا للاشتباه في إشعال الحرائق، بعد أن شوهدوا وهم يشعلون حرائق صغيرة تم إخمادها على الفور.

وأكد أن جميعهم كانوا بعيدين عن مناطق الكوارث، ولم تحدد السلطات سبب أي من الحرائق الكبرى.

فيما قال المدعي العام لمقاطعة لوس أنجلوس، ناثان هوشمان، إن من بين تسعة أشخاص متهمين بالنهب، مجموعة سرقت جائزة إيمي من منزل تم إخلاؤه.

وظل أكبر مصدر للقلق هو الرياح الشديدة، والآن بدعم من رجال الإطفاء من ولايات أخرى وكندا والمكسيك، تم نشر أطقم لمهاجمة اشتعال الحرائق أو الحرائق الجديدة.

كانت قوة مكافحة الحرائق أكبر بكثير مما كانت عليه قبل أسبوع، عندما بدأت الموجة الأولى من الحرائق في تدمير آلاف المنازل فيما قد يصبح كارثة الحرائق الأكثر تكلفة في البلاد.

وقال روبرت لونا، قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس: "ليس كل شيء على ما يرام بعد، لا يزال الوضع خطيرًا للغاية خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة".

أخبار متعلقة

search