كوارث يناير.. في مثل هذا اليوم غرقت بوسطن في العسل الأسود
غرق بوسطن في العسل الأسود
تعيش الولايات المتحدة الأمريكية حاليًا حالة كارثية، حيث تشهد منطقة لوس أنجلوس ومحيطها في ولاية كاليفورنيا حرائق غابات مدمرة، وفي هذا السياق، يذكر التاريخ أن أمريكا شهدت كارثة أخرى مدمرة في نفس التاريخ تقريبًا، ولكن قبل مائة عام، وهي كارثة فيضان "العسل الأسود" بولاية بوسطن.
في ظهيرة الخامس عشر من يناير عام 1919، كانت منطقة نورث إند في بوسطن تعج بالحياة، حيث خرج السكان للاستمتاع بالطقس الدافئ والمشمس على غير المعتاد، إلا أن الهدوء سرعان ما تحول إلى فوضى عارمة حين سُمع صوت تدفق منخفض، ظنه الكثيرون صوت قطار قريب، ولكن خلال دقائق، أدرك الجميع أنهم أمام كارثة حقيقية، حيث انفجر خزان ضخم مملوء بـ2.3 مليون جالون من العسل الأسود الصناعي، ليطلق موجة لزجة اجتاحت المنطقة بقوة مدمرة، وفقًا للصفحة الرسمية لمدينة بوسطن.
إهمال خزان العسل
تم بناء الخزان عام 1915 على ارتفاع 50 قدمًا بجانب السكك الحديدية المرتفعة في بوسطن بواسطة شركة Purity Distilling Company، لكن سكان المنطقة كانوا يدركون هشاشة هذا الخزان، إذ لاحظوا تسرب العسل الأسود من جدرانه، وبدلاً من إصلاح المشكلة، اكتفت الشركة بطلاء الخزان باللون البني لإخفاء التسرب.
لاحقًا، أكد المهندسون أن جدران الخزان كانت رقيقة جدًا وغير قادرة على تحمل ضغط الكميات الهائلة من العسل الأسود، إلى جانب تأثرها بتركيبها الكيميائي الذي جعلها عرضة للتصدع.
انفجار خزان العسل
في يوم الكارثة، أدت مجموعة من العوامل، منها ضعف البناء والتغير المفاجئ في درجة الحرارة، إلى تمزق الجدران، مما تسبب في انفجار مدمر، أدى إلى اندفاع موجة العسل الأسود بسرعة 35 ميلاً في الساعة، لتسحق المباني وتطيح بقطار عن مساره، وتدمر محطة إطفاء، وتقتل 21 شخصًا، وتصيب 150 آخرين.
جهود إنقاذ مأساوية
تحولت منطقة نورث إند إلى ساحة دمار كبيرة، حيث غمر العسل الأسود الأنقاض، مما صعب عمليات الإنقاذ، ومع ذلك هرع رجال الشرطة وطلاب البحرية والصليب الأحمر إلى المكان في محاولة للعثور على ناجين، حينها لقي العديد من العمال والسكان مصرعهم، من بينهم أطفال خرجوا للاستمتاع بالجو المعتدل، ورجال إطفاء كانوا موجودين في محطتهم التي انزاحت أساساتها بسبب العسل.
تنظيف بوسطن من العسل
استغرق تنظيف العسل الأسود من الشوارع وقتًا طويلاً، واضطر العمال إلى استخدام المياه المالحة من الميناء لتفكيك المادة اللزجة، كان قارب الإطفاء Engine 31، الذي تضرر مركزه في الفيضان، جزءًا أساسيًا من جهود التنظيف.
تحقيقات الحادث
رغم التحذيرات السابقة بشأن ضعف الخزان، حاولت الشركة المالكة في البداية الادعاء بأن الانفجار كان نتيجة مؤامرة، إلا أن التحقيقات القضائية أثبتت أن السبب كان إهمالًا في صيانة الخزان وفي عام 1925، صدر حكم قضائي يحمل الشركة المسؤولية عن الكارثة.
شكلت مأساة فيضان العسل الأسود نقطة تحول في تنظيم الصناعات بالولايات المتحدة، حيث بدأت قوانين جديدة تُلزم المهندسين بتوقيع المخططات، والتفتيش الصارم على المشاريع الإنشائية.
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
لعمل ياميش رمضان.. طرق بسيطة لتجفيف الفاكهة في المنزل
15 يناير 2025 06:46 م
الذكاء الاصطناعي يدخل "غرفة الولادة" مع سيدة حامل في بريطانيا
15 يناير 2025 05:06 م
"عاوزة عروسة لابني".. فرنسية تقع فريسة لـ براد بيت وأمه وتخسر ثروتها
15 يناير 2025 04:07 م
سكان "إيرامورا" يشيعون "جنازة السيد قط" في معرض الكتاب
15 يناير 2025 03:40 م
أكثر الكلمات انتشاراً