ثورة الزرايب!
لا تهدأ ولا تكل ولا تمل وتخصص أموالاً طائلة للوصول إلى الهدف المكلفة به وتحارب الوقت من أجله .. "زرايب" الإعلام المضاد التي تعمل بكل إخلاص شيطاني للتخديم على مخطط المحفل لإعادة تشكيل وتخطيط العالم الجديد وحكمه من على كرسيّ عاصمته "مصر" .. الحلم الأبدي الذي يحاربون من أجله منذ عقود طويلة والتي تقف فيه "مصر" حجرا عثرة صعبة التفتت للعبور من فوقه، ففي كل مرة تقترب قوى المحفل تعود مهشمة الرأس من شدة صلابة هذا الحجر العنيد.
سلاح الإعلام هو السلاح الرئيسي للحروب الجديدة والذي تعتمد عليه تماماً قوى الشر للسيطرة على الوعي وتزييفه وتوجيهه فتعيد تشكيل الصورة أمامه بما يخدم أهدافها وفقاً للسيناريو الذي كتبته وأعدته مسبقاً وتتحرك من خلاله، وأمام ذلك تصرف كل غالٍ ونفيس على الآلة الإعلامية وتطويرها بكل الأشكال واستغلال كل الإمكانيات المتاحة والمستحدثة لخدمة أغرضها.. وفي كل هذا التطور المهني والتكنولوجي والذي يعتبر سلاحاً فتاكاً إلا أنه ما زالت تديره في هذه المعركة عقول "زرايبي"!
ثورة جديدة تستميت "زريبة" الإعلام المضاد في التسويق لها أسمتها "ثورة المفاصل" هدفها الرئيسي هو إعادة قطيعهم إلى الحكم مرة أخرى ولأن العقلية تنتمي لمكانها فتصدر المشهد أحد أعلامها ليتحدث باسمها وينشر تخطيطاتها ويوجه قطعان الخرفان التابعة للتحركات المطلوبة ويصبح بطلها على موقع "إكس" ممثل فاشل فشل في البطولة على الشاشة قبل أن يصبح بطلاً لفيديوهات التعذيب للمواطنين في ميدان التحرير في أحداث فوضى 2011 وبطلاُ بدعم مشبوه أمام ممثلين من الكيان العدو ليعود ببطولته داعياً لفتح مصر فتتأكد ضاحكاً أنك أمام "ثورة زرايب"!
ولأنه كما يقول المثل الشعبي الساخر "ما يكركب الزريبة إلا البهيمة الجديدة" خرج مجرم هارب إلى سوريا منضم مع المرتزقة للفصائل المسلحة الحرة من مخلفات تنظيم "داعش" التي وضعت يدها على الدولة السورية بسياسة الأمر الواقع وقام قائدها بمنحه رتبة "عقيد" في جيش المرتزقة ليعلن عن قيادة الثورة المزعومة عبر الإعلام الموزاي في الـ"سوشيال ميديا" ويعلن هدفها صراحة بإخراج جميع أعضاء الجماعة الإرهابية من السجون وتوليهم السلطة في مصر في مشهد عبثي يجلب الضحك حتى البكاء وهو ما سبب "كركبة" في السيناريو المرسوم لتصدير تجربة السطو على الدولة السورية بشكل حالم مطمئن و"مرهمة" الشعوب العربية المتابعة لإعادة تدوير التجربة بعد فشلها سابقاً بعنوان "الربيع العربي" بسبب سُعار الجماعة الإرهابية وتسبب في وضع قائد تلك المليشيات الجالس على الكرسي السوري في وجه المدفع والكشف مبكراً عن صفحات السيناريو المخبأة مما اضطرهم للتضحية به واعتقاله وإخفائه بعدما تسبب بتهديداته بزيادة حماسة وصلابة الحجر المصري وإعادة التهديد إليه وإلى قاداته!
هذا المشهد العبثي الدائر والذي يطل في كل عام مع حلول ذكرى الوجه الممسوخ في 25 يناير يثبت ويؤكد أن الأموال مهما رُصدت بلا حساب فهي تحتاج لعقول قادرة على تحقيق أهدافها لكن لحسن الحظ أن العقول كلها المستخدمة في التخديم على المخطط الشيطاني قدرتها محدودة عند “النباح”.. ويظل السؤال المهم والخطير يطرح نفسه بقوة...
هل لديك إعلاماً قوياً يستطيع المخاطبة ومواجهة الإعلام الشيطاني المضاد؟
الإجابة قاطعة حاسمة ومجسمة “لا”.. فأنت لا تملك إعلاماً من الأساس بالرغم من امتلاكك للعقول المؤهلة لتنفيذ توجهاته في مواجهة الإعلام المضاد بما يمتلكه من مجموعات من القطيع الأغبياء إلا أنك لا تملك لساناً إعلامياً نافذاً ومؤثراً يستطيع الجذب والالتفاف حوله، فللأسف الشديد يظل الاعتماد على نفس الوجوه التي فقدت صلاحيتها منذ 2011 ووضعها الشارع في قائمة سوداء متلونة آكلة على كل الموائد.. وجوه فاقدة للمصداقية لا تصل منها للشارع أية رسالة حتى وإن كانت صحيحة لتبقى نافذتك الإعلامية الوحيدة قادمة من قناة عربية بلسان يحمل اسمك ولكنه يطل من الخارج فهنا ثغرة إعلامية خطيرة لا تقل في خطورتها عن الثغرة في حرب أكتوبر!
الحقيقة أن ملف الإعلام هو ما يحتاج فعلاً لثورة وعاجلة فالوضع العام بهذا الملف هام وغاية في الخطورة.. ونعيد التحذير.. غاية في الخطورة.. يجب صناعة كوادر إعلامية جديدة تحمل الانتماء الوطني وتصنع مصداقية لدى الشارع ومن خلالها تصله الرسائل المطلوبة.. وجوه إعلامية حقيقية صفحتها بيضاء يثق بها المشاهد الذي أصبح ينفر من تلك الوجوه التي تحمل بين صفحاتها الكثير من الخذلان في المواقف الصعبة والحساسة.. المشاهد أصبح في أمس الحاجة لوجوه إعلامية يشعر أنها منه ومعه ليست لها سوابق عليه.. يجب اتخاذ خطوات سريعة وناجزة فإعلامي الـ "سكريبت" فقد فاعليته تماماً والتطورات السريعة المتلاحقة من حولنا تلزمنا أن نكون على نفس القدر من السرعة.. بل المطلوب في الأصل قدراً من الاستباقية.
من استطاع عمل الصعب بعدما كان حلماً فقد المشاهد الأمل في تحقيقه وبني كياناً إعلامياً إخبارياً بجودة وقوة قناة "القاهرة الإخبارية" أصبحت واجهة صادقة للأخبار أنهت بها عصر التضليل الإعلامي.. هو نفسه القادر على السهل بتصعيد كوادر إعلامية تحمل من المصداقية التي تستطيع بها مخاطبة وتوجيه الشارع في صالح الوطن.
الإعلام هو السلاح الرئيسي لكل المعارك الدائرة التي نخوضها رغماً عنا في الحروب الجديدة ونعيد التحذير .. الوضع غاية في الخطورة.. فإلى من يهمه الأمر...
هل سنظل بهذا الوضع طويلاً في معمعة هذه الحروب الطاحنة منزوعي السلاح؟!
الأكثر قراءة
مقالات ذات صلة
موليوود المحطة!
29 يناير 2025 09:16 م
منى وهدير والأسفلت!
20 يناير 2025 03:51 م
مي فاروق .. وأم صورم!
08 يناير 2025 07:17 م
عودة الإمبراطور.. تحدي طارق نور بقيادة المتحدة
11 ديسمبر 2024 06:46 م
أكثر الكلمات انتشاراً