الجمعة، 17 يناير 2025

07:46 ص

"التبني" ينقذ طفلة من برد الخيام في غزة.. ماذا فعل رامي وإيمان؟

رامي وزوجته والطفلة

رامي وزوجته والطفلة

23 عامًا قضاها رامي وإيمان في عش الزوجية، كثيرًا ما حلما بأن يرزقهما الله بابن أو ابنة، لكن القدر لم يشأ، واكتفى الثنائي بمشاعر الحب التي جمعت بين قلبيهما، قبل أن يتخذا قرارًا هو الجمل في حياتهما.. قرر الزوجان تبني طفلة من غزة فقدت عائلتها في الحرب.. تفاصيل الحكاية في السطور التالية:

منذ فترة، اتخذ الفلسطينيان رامي وإيمان قرارًا غيّر مجرى حياتهما وحياة طفلة صغيرة، حيث انطلقا في رحلة للتبني والبحث عن أنيس لمسيرتهما، وكان من شروط التبني ألا يكون للأبوين أي أطفال وهو ما جعلهما مؤهلين لهذه المسؤولية النبيلة، وعليه توجهت أنظارهما الباحثة إلى مؤسسة لرعاية الأطفال الأيتام في غزة حيث يختلط الأمل بالألم.

وأعلن رامي تبنيه الطفلة التي فقدت والديها في ظروف الحرب القهرية عبر منشور له بموقع “فيسبوك”: “أصدقائي وأهلي، أحب أن أشارككم خطوة مميزة في حياتي أنا وزوجتي، أنا تبنيت طفلة فقدت أهلها بالحرب لتكون جزءًا من عائلتي وتملأ حياتي حبًا ودفئًا”.

وانهالت التعليقات على قرار الثنائي بالترحاب والمباركة من المتابعين، مشيرين إلى شجاعة وإنسانية الثنائي في تبني الطفلة رغم الظروف المحيطة، داعين الله أن تكون خير ابنة لهما.

جانب من التعليقات

لماذا هذه الطفلة بالذات؟

رامي قال لـ“تليجراف مصر”: “اخترنا طفلة صغيرة لأننا أردنا أن نبدأ معها من البداية، نرعاها ونبذل جهدنا في تربيتها”، مضيفًا: “لم تكن لدينا مشكلة في تبني طفل بأي عمر، فقد كانت خطوة التبني هذه لوجه الله، واتباعًا لوصية نبينا الكريم بكفالة اليتيم”.

كانت الظروف المحيطة مأساوية، الحرب التي لا ترحم جعلت الأطفال يعيشون في خيام بعد أن فقدوا عائلاتهم ومنازلهم، وكذلك قصة هذه الطفلة الصغيرة فقد فقدت والديها في الحرب، وانتهى بها المطاف في قرية بمدينة رفح تعاني البرد القارس داخل الخيام، لكن لحسن حظها فتح لها رامي وزوجته باب منزلهما وقلبهما الدافئ لاستقبالها في حياتها الجديدة.

ظروف حياة الطفلة

وأضاف رامي: "أنا في السابعة والأربعين من عمري، وزوجتي تصغرني بعامين تقريبًا، أردنا أن نؤنس حياتنا الباقية ونملأها بحب يمنحنا القوة والاستمرار، ومع اختيرارنا الطفلة الصغيرة ورؤية الحالة القاسية التي تعيش بها، لم نتحمل فكرة أن تعيش في ظروف كهذه، في خيام تعصف بها الرياح وتقتلها برودة الشتاء، قررنا أن تكون معنا، في منزل دافئ يحميها ويمنحها فرصة لحياة أفضل".

رغم أن إجراءات التبني لم تكتمل بعد بسبب حالة الحرب والطوارئ التي تسيطر على القطاع، فإن رامي وإيمان أخذا الطفلة معهما لتعيش في بيتهما. “لم نكن نستطيع الانتظار أكثر، فهي كانت تعاني ظروفًا قهرية، وكان الخوف على حياتها يدفعنا للإسراع في إنقاذها”.

الأمل يكبر مع كل يوم

مع كل لحظة تمر، تكبر الطفلة بين أحضان والديها الجديدين، أصبح منزل رامي مليئًا بأصوات الأنس والحياة، ورغم الصعوبات، يجد رامي وايمان في هذه الطفلة بركة وعزاء لحياتهما، فهي الآن ابنتهما التي سيمنحانها ما تستحق من الحب والرعاية.

وفي غضون شهر، ستكتمل إجراءات التبني رسميًا، لكن بالنسبة لرامي وإيمان، الطفلة أصبحت بالفعل جزءًا من حياتهما، وأصبحت هي شعاع الأمل الذي أنار عتمة أيامهما.

search