"الأسرى" و"فيلادلفيا" يهددان اتفاق وقف الحرب.. هل يرضخ نتنياهو؟
غزة
محمد لطفي أبوعقيل - هدير يوسف
وسط ضغوط دولية مكثفة لإنهاء التصعيد في غزة، يبرز ملف الأسرى الفلسطينيين وبعض البنود كانسحاب جيش الاحتلال من محور فيلادلفيا، كعقبة تهدد التوصل لاتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.
ورغم الوساطات الدولية التي تقودها مصر وقطر بدعم أمريكي، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو مترددًا في حسم هذا الملف، حيث أعلن نتنياهو، أن اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس لم يكتمل بعد، وأن العمل جار على تحديد تفاصيله النهائية.
وكشف مسؤول إسرائيلي مطّلع على المفاوضات، طلب عدم الكشف عن هويته لـ "سكاي نيوز عربية"، أن التركيز في هذه التفاصيل ينصب على تحديد قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، مؤكدًا أن أي اتفاق يتطلب موافقة مجلس الوزراء برئاسة نتنياهو.
لن يتمكن من التهرب
وقال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يتمكن من التهرب من التوقيع على الصفقة، لافتا إلى الضغوط الكبيرة التي مارستها إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عليه.
وأضاف الرقب في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن هناك العديد من الجولات المكوكية التي جرت بين الدوحة وتل أبيب لإقناع نتنياهو بالموافقة على الاتفاقية.
ضغوط داخلية
وأوضح أن نتنياهو تعرض لضغوط من وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، اللذين أبديا معارضة للصفقة، لكنه حصل على تعهد منهما بعدم الانسحاب من الحكومة، وهو ما كان مهمًا بالنسبة له.
وأشار الرقب إلى أن القضايا الخلافية بشأن ملف الأسرى الفلسطينيين لم تُحسم بعد، حيث لا يزال هناك جدل حول تحديد من سيبقى في السجون ومن سيتم الإفراج عنه.
التصعيد حتى اللحظات الأخيرة
وبيّن أن نتنياهو غالبًا ما يتبع أسلوب التصعيد حتى اللحظات الأخيرة، مشيرا إلى أن الطيران الإسرائيلي قصف غزة مساء أمس، أثناء الاحتفالات بالهدنة، ما أدى إلى استشهاد نحو 70 شخصا حتى صباح اليوم.
وأكد الرقب أن الاحتلال مستمر في سياسة القتل العمد في غزة بطرق مختلفة، كما يسعى خلال المفاوضات للحصول على مكاسب حتى اللحظة الأخيرة. وأضاف أن الكنيست سيصوت على الصفقة صباح الأحد المقبل، وبعد ذلك ستتجه الأمور نحو التنفيذ.
وفيما يتعلق بإمكانية الانسحاب من تنفيذ الصفقة، أوضح الرقب أن هناك ضامنين دوليين يشرفون على تنفيذ الاتفاق، من بينهم الولايات المتحدة الأمريكية وقطر ومصر.
وختم حديثه بالقول إن جميع الاحتمالات واردة، وقد تنهار الهدنة عند الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية، والتي تتضمن تبادل الضباط والجنود. ومع ذلك، يبذل الوسطاء جهوداً كبيرة لتجاوز العقبات وتحقيق الصفقة.
وقف إطلاق النار
من جانبه، قال الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، محمد فوزي، إن هناك خطة تفصيلية تم الاتفاق عليها لوقف إطلاق النار داخل قطاع غزة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وأوضح أن المتغير الأساسي في هذه المفاوضات، كان دخول الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، على خط الوساطة، حيث مارس ضغوطًا كبيرة على الأطراف المعنية، وخاصة الحكومة الإسرائيلية، للقبول بوقف إطلاق النار.
توسيع اتفاقيات أبراهام
وأضاف فوزي في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن هذه الجهود تأتي في إطار حسابات ترامب المتعلقة باستكمال مشاريعه الإقليمية، مثل توسيع اتفاقيات أبراهام وتعزيز التطبيع بين إسرائيل وبعض دول المنطقة، إضافة إلى خططه لتحجيم النفوذ الإيراني.
وأشار إلى أن المفاوضات الراهنة أفضت إلى وضع خطط تفصيلية تتضمن ثلاث مراحل لتحقيق وقف إطلاق نار مستدام وشامل في قطاع غزة. وكان من المقرر عقد اجتماع للحكومة الإسرائيلية مع "الكابينيت" اليوم، إلا أنه تم تأجيل الاجتماع إلى غدا الجمعة.
التأجيل يعود لعدة أسباب
وأوضح أن تأجيل الاجتماع يعود إلى عدة أسباب، أبرزها؛ الخلافات والغموض بشأن ملف الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، حيث ترفض الحكومة الإسرائيلية إطلاق سراح بعض الأسماء من قدامى الأسرى الفلسطينيين.
وأشار إلى أن التأجيل مرتبط بمواقف بعض الوزراء المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، حيث لوّح الأخير بالانسحاب من الحكومة في حال إتمام الصفقة، في محاولة للضغط على نتنياهو لاستمرار الحرب.
وأكد الباحث أن هذه الضغوط دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى تأجيل إقرار الصفقة، لكنها لم تُلغي الموافقة عليها بشكل نهائي.
التصديق لعدة اسباب
وأضاف: "من المرجح أن تصدّق الحكومة الإسرائيلية على اتفاق وقف إطلاق النار لعدة اعتبارات، أولها، الضغوط الكبيرة التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب على حكومة نتنياهو، وثانيها، الضغوط الداخلية التي يواجهها نتنياهو من المعارضة الإسرائيلية وأسر الجنود المحتجزين في غزة".
كما أشار إلى أن نتنياهو أجرى مؤخرًا تغييرات في الحكومة، من بينها ضم جدعون ساعر وزيرًا للخارجية، ما ساعده على تأمين أغلبية داخل الكنيست لضمان استقرار حكومته في حال انسحاب بعض الأحزاب المتطرفة.
وختم الباحث بأن هذه العوامل مجتمعة تُرجح كفة التصديق على اتفاق وقف إطلاق النار، حتى لو تأخرت الموافقة النهائية من الحكومة الإسرائيلية.
نتنياهو سيضطر للرضوخ
يرى خبير العلاقات الدولية، الدكتور طارق البرديسي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيضطر للرضوخ هذه المرة، ليس استجابةً لضغوط أهالي الأسرى والمحتجزين، بل نتيجة الضغوط الكبيرة التي مارسها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب.
وأوضح أن ترامب أرسل مبعوثًا خاصًا لنتنياهو، مؤكدًا رغبته في إتمام الصفقة والإفراج عن الرهائن قبل موعد التنصيب الرئاسي في 20 يناير.
وأضاف البرديسي لـ"تليجراف مصر" أن هذه المرة تختلف عن المحاولات السابقة، حيث تراجع نتنياهو عن الاتفاقيات سبع مرات سابقًا، لكنها المرة الثامنة التي يبدو فيها الأمر مختلفًا بسبب تدخل ترامب وضغوطه المباشرة.
شبكة أمان سياسية
وأكد أن وزيري المالية والأمن القومي، سموتريتش وإيتمار بن غفير، لن يتمكنا من ممارسة ضغوط فعالة على نتنياهو أو تهديده، إذ يمتلك الأخير شبكة أمان سياسية تضمن بقاء حكومته الائتلافية مستقرة.
كما شدد على أن الضغوط التي يمارسها ترامب تجعل هذه الجولة من المفاوضات استثنائية.
تلعب دورًا أصيلًا
وأشار البرديسي إلى أن مصر تلعب دورًا أصيلًا في هذه المفاوضات، فهي ليست مجرد وسيط نزيه، بل تمتلك مكانة دولية راسخة.
وأكد أن الدولة المصرية تتمتع بقوة استراتيجية كبيرة في المنطقة، مستندة إلى تاريخها العريق، وثقلها السياسي، وخبراتها الكبيرة في مجال التفاوض والوساطة.
وأوضح أن هذه الجهود تعزز مكانة مصر الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن المقترحات والأفكار المطروحة في هذه المفاوضات تحمل بصمة مصرية واضحة، ما يعكس الدور المحوري الذي تلعبه في تحقيق الاستقرار ودفع عجلة السلام في المنطقة.
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
بينهن جثة هامدة.. أبرز 5 أسيرات إسرائيليات ستشملهم صفقة التبادل (صور)
17 يناير 2025 11:44 م
وقف الموت أهم من تبادل الأسرى.. ماذا يقول الفلسطينيون في اتفاق الهدنة؟
17 يناير 2025 11:35 م
"اقتباس قرأني" على طاولة نتنياهو للموافقة على صفقة تبادل الأسرى
17 يناير 2025 08:07 م
طالبت موسكو بتحريره.. من هو "ترابونوف" الأسير الروسي لدى حماس؟
17 يناير 2025 07:51 م
أسيرة محررة بعد 7 أكتوبر: الاحتلال يهددنا ونخشى إعادة اعتقالنا (خاص)
17 يناير 2025 06:33 م
من أغنام المنوفية لأحلام السعودية.. عم سعيد وزوجته: شقينا 45 سنة ونفسنا نزور الكعبة
17 يناير 2025 06:04 م
أسعار الكتب الخارجية الترم الثانى 2025
17 يناير 2025 04:20 م
خطة الحكومة للعودة لتصدير الغاز.. ما علاقة مستحقات الشركات الأجنبية؟
17 يناير 2025 02:11 م
أكثر الكلمات انتشاراً