كواليس "المهمة المستحيلة".. 10 دقائق تفصل بين الحرب والسلام في غزة
اتفاق وقف إطلا النار في غزة
تمخضت مفاوضات ماراثونية امتدت لأشهر، بوساطة أطراف دولية من قطر ومصر والولايات المتحدة، تم التوصل أخيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
ورغم عدم التقاء المفاوضين وجهًا لوجه، فإنهم تواجدوا جميعًا في مبنى واحد بالدوحة، حيث بلغت وتيرة المحادثات ذروتها في الأيام الأخيرة، بحسب تقرير نشرته BBC.
كواليس اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
كاد الاتفاق بين الطرفين أن ينهار في اللحظة الأخيرة، فيما كانت الاستعدادات جارية لعقد مؤتمر صحفي يعلن فيه رئيس الوزراء القطري عن الاتفاق.
وبحسب التقرير، فإن المفاوضات استمرت حتى عشر دقائق قبل المؤتمر الصحفي، وهكذا تمّ ترتيب الأمور في اللحظة الأخيرة.
على الرغم من تشابه الإطار العام لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في 15 يناير الجاري، مع مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي طرحه في مايو 2024، إلا أن ديناميكيات المحادثات شهدت تحولًا جذريًا في منتصف ديسمبر، خاصة بعد الضربة الموجعة التي تلقتها حماس في مقتل زعيمها يحيى السنوار.
هل قبلت حماس شروط إسرائيل لتطبيق الهدنة؟
ويشير التقرير إلى أن مسؤول كبير في إدارة بايدن أكد أن "تغير المعادلة أثر بشكل كبير على حسابات حماس"، فيما أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن حماس كانت "تملي شروطها" قبل مقتل السنوار والعمليات الإسرائيلية ضد حلفائها، إلا أنها أصبحت أقل تشددًا في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وفي ظل مساع حثيثة لتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، زار وفد أمريكي رفيع المستوى برئاسة مستشار الأمن القومي جيك سوليفان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 12 ديسمبر، وركّز الاجتماع الذي استمر عدة ساعات، على "المعادلة الإقليمية الجديدة" وسبل الانتقال من وقف إطلاق النار في لبنان إلى جولة جديدة من المحادثات المكثفة حول غزة.
بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
وفي تطور لافت، دخل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على خط المفاوضات، حيث أرسل مستشاره رسالة إلى الوسطاء أكد فيها رغبته في التوصل إلى اتفاق قبل تنصيبه، فيما أعرب مسؤول في حماس عن تفاؤله بجهود وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنها تبدو “أكثر جدية" هذه المرة.
ولفت المسؤول إلى أن ترامب يضغط على الطرفين لتحقيق الاتفاق، حيث حذر حماس من "عواقب وخيمة" في حال عدم إطلاق سراح الرهائن، فيما يضغط على نتنياهو الذي اعتبره “معرقلًا للصفقة".
وفي تطور لافت خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، تراجعت حماس عن مطلبين رئيسيين، هما: الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة في المرحلة الأولى، والالتزام الإسرائيلي الرسمي بوقف إطلاق النار الكامل.
وتعمقت الأزمة في 6 يناير، عندما رفضت إسرائيل، وفقًا لمسؤول فلسطيني، العرض الذي قدمته حماس بشأن الرهائن الـ 11.
وردت حماس بإرسال قائمة إلى وسائل الإعلام، تتضمن أسماء وأعمار 34 رهينة إسرائيليًا، وبعد يومين، عثر داخل غزة على جثة أحد هؤلاء الرهائن - يوسف الزيادي.
متى يبدأ وقف إطلاق النار في غزة؟
وأشارت القائمة إلى استعداد حماس للإفراج عن جنود الاحتياط في المرحلة الأولى، الأمر الذي اعتبر أنه محاولة لإحراج نتنياهو وحشد عائلات الرهائن للضغط عليه للقبول بالصفقة.
فيما يرى المحللون أن هذا التطور يعتبر مؤشرًا على أن حماس لم تتراجع عن موقفها، رغم التنازلات التي قدمتها.
محادثات القرب.. تفاصيل الاجتماع الأخير
في مبنى واحد بالدوحة، التقى الوفدان الإسرائيلي والفلسطيني بشكل غير مباشر فيما عُرف بـ "محادثات القرب"، حيث كان وفد حماس في الطابق الأول ووفد إسرائيل في الطابق العلوي، بينما كان الوسطاء ينقلون رسائل وخرائط بينهما.
وشهدت هذه المحادثات اجتماعات ممتدة حتى الساعات الأولى من الصباح، وتخللتها لقاءات منفصلة مع كبار الشخصيات من قطر ومصر، من بينهم رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وتركزت المناقشات في مراحلها النهائية على قضيتين رئيسيتين: قوائم الإفراج عن الرهائن والسجناء، ومواقف انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة.
ومع تصاعد الضغوط في 9 يناير عقد اجتماع ماراثوني في الدوحة ضمّ مبعوثي ترامب وبايدن والمفاوض المصري، واستمر لثماني ساعات.
ماذا قال مبعوث ترامب لنتانياهو؟
وفي خطوة حاسمة، تم إرسال ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، إلى تل أبيب للقاء نتنياهو في 11 يناير الجاري، في مهمة أثبتت فيما بعد أنها محورية في إنجاز الاتفاق، رافضًا تأجيل لقائه مع رئيس وزراء إسرائيل إلى ما بعد السبت، في مخالفة للعرف السائد.
وبحسب التقرير، فإن اللقاء شهد انتقادات لاذعة لنتنياهو، حيث حمّله مبعوث ترامب مسؤولية التأخير في إنجاز الاتفاق، ناقلًا رسالة واضحة من الرئيس المنتخب: "ترامب يريد اتفاقًا - والآن قم بإنجازه".
وأكد مسؤول إسرائيلي أن الاجتماع كان "مهمًا للغاية"، حيث ساهم في دفع الحكومة الإسرائيلية إلى وضع تحفظاتها جانبًا.
وأكد مسؤول في حماس أنه "لا يمكن التوصل إلى الاتفاق دون ضغوط الإدارة الجديدة بقيادة ترامب"، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي لعبه مبعوث الرئيس المنتخب.
إطلاق سراح الرهائن في غزة
ومع تزايد التوقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق وشيك، دخلت المحادثات مراحلها النهائية، حيث تركّزت المناقشات على "الترتيبات واللوجستيات" المتعلقة بإطلاق سراح الرهائن وانسحاب القوات الإسرائيلية.
ووفي منعطف دراماتيكي للمفاوضات، نشب خلاف حول آلية عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، حيث أصرّت إسرائيل على تفتيش العائدين ومركباتهم، فيما رفضت حماس هذا الإجراء.
ولتجاوز هذه العقبة، اقترح الوسطاء أن تتولى فرق فنية قطرية ومصرية عمليات التفتيش، وهو ما وافقت عليه الأطراف، منهية واحدة من آخر نقاط الخلاف المتبقية.
ومع تجهيز المنصة للإعلان عن الاتفاق، تحوّلت "الصفقة المستحيلة" إلى واقع ملموس، مُبشّرة ببداية جديدة لإنهاء الأزمة.
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
جحيم من هاواي إلى كاليفورنيا.. هل يواجه ترامب "غضب الطبيعة"؟
18 يناير 2025 11:37 م
غدًا العودة.. قصص 5 مجندات إسرائيليات ستُفرج حماس عنهم (صور)
18 يناير 2025 11:01 م
مصر والقضية الفلسطينية.. دور استراتيجي منذ بداية الحرب حتى الهدنة
18 يناير 2025 06:37 م
رمز نسوي.. من هي خالدة جرار أبرز أسماء أول دفعة من صفقة الأسرى؟
18 يناير 2025 05:46 م
أكثر الكلمات انتشاراً