الأربعاء، 02 أبريل 2025

08:13 ص

بعد 471 يوما من الموت.. غزة تعود إلى الحياة

احتفالات الفلسطينيون بوقف إطلاق النار في غزة

احتفالات الفلسطينيون بوقف إطلاق النار في غزة

أخيرا يتنفس الفلسطينيون الصعداء، بعد معاناة من أطول عدوان وحشي في تاريخهم الحديث، فبعد 471 يوما من الإبادة والرعب والفقد والجوع وليالي طويلة بلا نوم، خرج آلاف الفلسطينيون إلى الشوارع من بين الأنقاض يكبرون ويهللون.

الشمس تشرق من جديد

خرج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في أنحاء قطاع غزة مع بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس أمس الأحد، حيث خرج البعض للاحتفال، بينما ذهب آخرون لزيارة قبور أقاربهم، وسارع كثيرون إلى العودة إلى منازلهم.

قالت آية، وهي نازحة من مدينة غزة تعيش في دير البلح بوسط قطاع غزة منذ أكثر من عام، لوكالة رويترز عبر تطبيق للدردشة: "أشعر وكأنني وجدت أخيرا بعض الماء للشرب بعد أن ضللت طريقي في الصحراء لمدة 15 شهرا، أشعر بأنني على قيد الحياة مرة أخرى".

وقال زياد عبيد لصحيفة نيويورك تايمز، وهو موظف حكومي من غزة نزح عدة مرات أثناء الحرب: "لقد زالت صخرة عن صدري، لقد نجونا".

وأضاف "اليوم، أستطيع أن أتنفس الأكسجين مرة أخرى".

ولا تزال ريما دياب، وهي ربة منزل في وسط غزة، غير قادرة على تحديد مكان زوجها، مدرب الخيول، الذي قالت إنه تم اقتياده للاستجواب في إسرائيل في ديسمبر 2023 ولم تسمع عنه منذ ذلك الحين.

وقالت دياب "أشعر بالارتياح لأن إراقة الدماء تقترب من نهايتها، لكن قلبي يتألم، غيابه أمر لا يمكن تصوره".


"لا أصدق أنني نجوت"


وقالت المعلمة أسماء مصطفى من مدينة غزة، والتي تعيش الآن مع ابنتيها في مخيم النصيرات للاجئين لصحيفة الإندبندنت البريطانية: "لقد تركت قلبي في الوطن، في الشمال، كنت أوشوش في قلبي كل يوم: سأعود إلى الوطن".

وأضافت "فقدت كل شيء: سيارتي، منزلي، وظيفتي، أموالي، لا أتناول الطعام بشكل جيد، ولا أنام جيدًا، ولا أشرب الماء النظيف، وبالكاد أجد الطعام.. لا أصدق أنني نجوت.. أشعر وكأنني كتبت سطرًا في تاريخ فلسطين".

وروى سكان غزة إن الرجال والنساء والأطفال بكوا وغنوا ووزعوا الحلوى وبدأوا في حزم أمتعتهم للعودة إلى منازلهم المدمرة، وبحلول فترة ما بعد الظهر، بعد بدء وقف إطلاق النار رسميًا، كانت الحالة المزاجية في مختلف أنحاء القطاع مبهجة.

وخرج العاملون في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح للمشاركة في الاحتفالات. وقالوا إن المستشفى لم يستقبل أي إصابة منذ أكثر من عشر ساعات، وهي أطول فترة زمنية دون دخول المستشفى منذ بدء الحرب.

وقال ناصر، من دير البلح "أنا سعيد للغاية لأنني لم أعد مضطر للقلق في الليل بشأن كيفية الحفاظ على سلامة أطفالي، لكنني لا أعرف نوع الحياة التي يمكنني أن أمنحهم إياها الآن.

search