الثلاثاء، 21 يناير 2025

04:00 م

الكعب العالي يحكم البيت الأبيض.. هل يصبح ترامب "جوز الست"؟

ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

رغم وجود صورة تقليدية للسيدة الأولى على مر السنين، فإن ميلانيا ترامب، زوجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سعت إلى كسر هذا النمط، ليس فقط بفضل حضورها اللافت، بل أيضًا بآرائها المثيرة للجدل وقراراتها الجريئة ذات الرؤية المستقلة.

ميلانيا ترامب.. الزوجة المتسلطة

ميلانيا ترامب، التي يراها البعض "زوجة متسلطة" تحاول فرض سيطرتها على البيت الأبيض حتي لو تعارض هذا مع سياسات الولايات المتحدة، تصف نفسها بـ"المرأة المستقلة"، وتأبى أن يقتصر دورها فقط على "زوجة الرئيس"، بحسب تصريحات أدلت بها لقناة "فوكس نيوز".

وفي الوقت الذي يعيش العالم على صفيح ساخن، يتخوف البعض من أن يصبح البيت الأبيض في قبضة " السيدة الأولى"، ويصير دونالد ترامب "جوز الست"، لا سيما بعد الصدام الأول بين الزوجين قبل أيام من عملية التنصيب الرسمية، بسبب تصريحات الأخيرة حول دعمها قضية الإجهاض، وقرار الأم في تحديد مصير أبنائها، على النقيض تمامًا من رأي زوجها في هذه القضية، بحسب تقرير نشرته “أسوشيتد برس”.

دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب

هل تحكم السيدة الأولى البيت الأبيض؟

وعلى مدى أكثر من مئة عام، كانت أغلب السيدات الأوائل داعمات للرؤساء من خلف الستار، وكانت إليانور روزفلت، السيدة الأولى الأمريكية في الفترة من 1933 إلى 1945 التي دعمت زوجها فرانكلين روزفلت سببًا كبيرًا في تحول جوهري لدور زوجة الرئيس ومشاركتها السياسية.

رغم  تشكل صورة نمطية لدور السيدة الأولى في الولايات  المتحدة على مر  السنين، فإن هذا الدور يظل غير محدد دستوريًا، ما يمنح السيدات الأوليات مساحة واسعة من الحرية في تحديد  كيفية شغل هذا المنصب.

ميلانيا ترامب في حفل زفافها

الدور الخفي لميلانيا ترامب

فبينما تفضل بعضهن التركيز على دعم الرئيس وتأدية الواجبات التقليدية، تختار أخريات الانخراط في قضايا اجتماعية أو سياسية، مستفيدات من نفوذهن لدعم أهدافهن الخاصة، وهذا ما تنوي ميلانيا ترامب تحقيقه، بحسب الخبراء.

وكشف التقرير أن ميلانيا ترامب تخشى انتقادات الصحافة ووسائل الإعلام، إذ ترى أنها لم تتلق المعاملة التي تستحقها في ولايتها الأولى، وكانت عرضة للانتقادات بسبب سياسات زوجها، لكن خبراء آخرين يقولون إن السيدة الأولى ستتبع سياسة مختلفة بعض الشيء هذه المرة.

مهام السيدة الأولى في البيت الأبيض

تشير رئيسة موظفي مكتب “لورا بوش" سابقًا، أنيتا ماكبرايد، التي تدير الآن مبادرة السيدات الأوليات في الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة، إلى أن ميلانيا ترامب تمثل جيلًا جديدًا من السيدات الأوليات اللاتي يرفضن الخضوع للتوقعات التقليدية.

وتضيف ماكبرايد، "ستحدد ميلانيا ما تريد القيام به، وستعيد صياغة دور السيدة الأولى بما يتناسب مع شخصيتها وأولوياتها،  متجاوزة القيود التقليدية  لهذا  المنصب".

وتقول إن جيل بايدن، التي خلفت السيدة ترامب في ولايته الأولى، خالفت أيضًا التقاليد، لتصبح أول امرأة تواصل مسيرتها المهنية خارج البيت الأبيض أثناء عملها كسيدة أولى.

دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب وابنهما بارون

من هي زوجة دونالد ترامب؟

ولدت ميلانيا ترامب، 54 عامًا، في سلوفينيا، وبدأت العمل كعارضة أزياء في الـ 16 من عمرها، والتقت بدونالد ترامب في حفل أسبوع الموضة في عام 1998، عندما كانت تبلغ من العمر 28 عامًا. وفي ذلك الوقت، كان زوجها قد انفصل مؤخرًا عن زوجته الثانية مارلا مابلز.

تزوجا في عام 2005، ورزقا بابنهما بارون في عام 2006، وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، بقيت ميلانيا في نيويورك مع ابنها وسعت إلى الحفاظ على خصوصيتها، فظلت بعيدة عن الأضواء إلى حد كبير.

رسائل خفية تحملها زوجة دونالد ترامب

في يونيو 2018، أثارت ميلانيا ترامب جدلًا واسعًا بسبب جاكيت ارتدته في زيارة لرؤية الأطفال المهاجرين المنفصلين عن والديهم، والتي حملت عبارة "أنا حقًا لا أهتم، هل تهتم أنت؟" محفورة على الظهر، الأمر الذي اعتبره البعض حينذاك "رسالة خفية"، لكنها أوضحت فيما بعد في بيان لها أنها لا تكترث بأي انتقاد يوجه لها، ولم يمنعها ذلك من القيام بما تؤمن به".

ميلانيا ترامب ترتدي جاكيت مكتوب عليه “أنا حقًا لا أهتم، هل تهتم أنت؟”

ميلانيا ترامب والعمل الخيري

وعلى صعيد العمل الخيري، استخدمت منصتها لإطلاق مبادرة "كن الأفضل"، التي ركزت على رفاهية الأطفال واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هذه المبادرة تعرضت أيضًا لانتقادات شديدة، حيث سلط المنتقدون الضوء على استخدام ترامب لوسائل التواصل الاجتماعي وكيف أنها لم تتطابق أحيانًا مع رسالة الحملة المناهضة للتنمر.

خطاب الوداع لدونالد ترامب

وألقت خطاب الوداع الأخير عندما تركت منصبها في يناير2021، بعد أقل من أسبوعين من أعمال الشغب في الكابيتول التي شهدت اقتحام حشود للمبنى في محاولة لمنع التصديق على فوز جو بايدن في الانتخابات، بعد أن زعم زوجها أن التصويت كان مزورًا.

وقالت السيدة ترامب للأميركيين حينذاك قبل تنصيب بايدن: "العنف ليس هو الحل أبدًا".

ميلانيا ترامب

محاولة اغتيال دونالد ترامب

اختارت ميلانيا ترامب البقاء في الخلفية بينما كان زوجها يخوض حملته الانتخابية لكسب المزيد من القوة، ورغم أنها حضرت حفل إطلاق حملته لانتخابات 2024، فضلًا عن الليلة الختامية للمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في الصيف، فإنها ابتعدت عن مسار الحملة الانتخابية.

ساندت السيدة الأولى زوجها أثناء محاولة الاغتيال التي تعرض لها في يوليو الماضي، ووصفت المهاجم بأنه "وحش"، وحثت الأمريكيين على "الارتقاء فوق الكراهية والغضب والأفكار الساذجة التي تشعل العنف".

فيلم وثائقي لزوجة الرئيس الأمريكي

ووجهت انتقادًا لاذعًا للديموقراطيين ووسائل الإعلام في تأجيج أجواء سامة، وتمكين المتربصين بزوجها.

وبعد شهر واحد، أصدرت مذكراتها، فيما تخطط لفيلم وثائقي جديد، كما قالت إنها تخطط لإحياء فيلم Be Best، على الرغم من الانتقادات التي تلقتها من قبل.

وسيتناول الفيلم الوثائقي "الحياة اليومية لميلانيا ترامب، وما هي المسؤوليات التي تقع على عاتقها"، بما في ذلك الانتقال إلى البيت الأبيض وتأسيس فترة ولايتها، إذ يعتبر هذا الفيلم هو الأول من نوعه بالنسبة لسيدة أولى، فيما تروي قصتها هذه المرة بشروطها الخاصة.

search