الخميس، 23 يناير 2025

02:10 ص

مصطفى رفعت.. أسطورة الشرطة المصرية في معركة الإسماعيلية

البطل مصطفي رفعت رحمة الله عليه

البطل مصطفي رفعت رحمة الله عليه

في كل عام، ومع احتفالات مصر بعيد الشرطة، تعود إلى الأذهان واحدة من أعظم الملاحم الوطنية التي سطّرها رجال الشرطة في مواجهة الاحتلال البريطاني يوم 25 يناير 1952، تلك المعركة التي أصبحت رمزًا للصمود والتضحية، وشهادة على بطولات رجال آمنوا بوطنهم حتى النهاية.

وبين أبطال هذا اليوم الخالد، يبرز اسم اليوزباشي مصطفى رفعت، الذي جسّد بشجاعته وإصراره معنى الانتماء الحقيقي للوطن، من ساحات معركة الإسماعيلية إلى ميدان العمل الوطني، تظل مسيرة رفعت شاهدة على عظمة رجال الشرطة المصرية ودورهم في حفظ كرامة الأمة.

كان رفعت أحد أبطال تلك الملحمة التي صمدت فيها قوات الشرطة ببنادقها الخشبية أمام القوة البريطانية المدججة بالأسلحة. 

تلقى خلال المعركة اتصالًا هاتفيًا من وزير الداخلية فؤاد سراج الدين، حيث أكد له بإصرار: "لن نستسلم يا فندم، وسنظل في مواقعنا".  

مسيرته المهنية

بدأ مصطفى رفعت مسيرته الدراسية ضمن بعثة تعليمية إلى إنجلترا عام 1951، وبعد عودته عمل مدرسًا بكلية الشرطة، تطوّع لتدريب المقاومة في منطقة القناة مع زميليه صلاح دسوقي وصلاح ذو الفقار، ليشارك في إعداد أبطال المقاومة الشعبية.  

بعد معركة الإسماعيلية، اعتقل رفعت بأوامر من القائد البريطاني أكسهام، الذي أبدى إعجابه ببطولته رغم عزله من عمله في الشرطة، لاحقًا، أعاده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى الخدمة ومنحه وسام الجمهورية، ليستكمل مسيرته في وزارة الداخلية، وصولًا إلى منصب مساعد أول وزير الداخلية.  

دوره في أحداث

في عام 1981، كُلّف رفعت بالتعامل مع أزمة "الزاوية الحمراء"، حيث اختفى لثلاثة أيام أثناء متابعته للأحداث، ليؤكد دائمًا أن حماية الوطن هي رسالته الأولى.  

وفاته وحزنه على الوطن 

بعد مسيرة حافلة بالعطاء، توفي مصطفى رفعت في 13 يوليو 2012.

مصطفى رفعت ليس مجرد اسم في سجلات التاريخ؛ بل هو رمز للشجاعة الوطنية التي ستظل خالدة في ذاكرة المصريين، خاصة في عيد الشرطة الذي يُجسد تضحيات رجال حملوا أرواحهم على أكفهم من أجل وطنهم.

search