الخميس، 06 فبراير 2025

03:08 ص

تعريب مناهج الأزهر.. خطوة لتعزيز الهوية أم عزلة عن العالم؟

تعريب مناهج الأزهر

تعريب مناهج الأزهر

محمد حسن - محمد لطفي أبوعقيل

A .A

أثار قرار رئيس جامعة الأزهر، الدكتور سلامة داوود، بشأن تعريب جميع المقررات الدراسية في كليتي الطب والصيدلة، جدلا كبيرا داخل الأوساط العلمية والطبية.

قرار داوود أشعل النقاش حول تأثير هذه الخطوة على جودة التعليم الطبي في مصر، ومدى مواءمتها للمعايير العالمية.

لم تنتظر الجامعة كثيرا، إذ دفع الجدل المثار حول القرار إلى تراجع الجامعة بعد ساعات من إصدارها القرار، حيث أكدت أن المسألة لا تزال قيد الدراسة لمعرفة مدى قابلية التطبيق من عدمه والنظر لتلبية احتياجات الطلاب.

الجامعة قالت في بيانها: “الذي يتم حاليا هو دراسة علمية متأنية حول إمكانية تعريب العلوم الطبية، ومدى قابلية ذلك للتطبيق، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الأبعاد الأكاديمية والتقنية والتطبيقيَّة لضمان تحقيق أفضل معايير التعليم الطبي، وتلبية احتياجات الطلاب والمجتمع على حدٍّ سواء”.

وقال بيان المركز، إن أي قرارات تتعلق بهذا الشأن ستصدر بعد الانتهاء من الدراسات والمناقشات العلمية اللازمة بما يخدم المصلحة العامة، وأن جامعة الأزهر ملتزمة دائمًا بتطوير العملية التعليمية بما يواكب التقدُّم العلمي ويلبي تطلعات الطلاب والمجتمع.

وعلى الرغم من تراجع الجامعة عن القرار، إلا أن النقاش لم يهدأ، وانقسمت الآراء بين معارض يراه عائقا أمام التواصل العلمي مع العالم، ومؤيد للقرار باعتباره استعادة للهوية.

مواقف رافضة وتعليقات حادة

أعربت النائبة جيهان البيومي، عضو لجنة التعليم في مجلس النواب، عن رفضها الشديد للقرار، واصفة إياه بأنه "غير منطقي ويصعب تطبيقه".

وأضافت لتليجراف مصر: "كيف يمكن لطلاب جامعة الأزهر أن يواجهوا هذا العبء، بينما جميع كليات الطب في العالم تعتمد اللغة الإنجليزية؟ هل نحن في مصاف الجامعات العالمية لنستغني عن الاقتباس العلمي؟".

بدوره، قال الدكتور أبوبكر القاضي، أمين صندوق نقابة الأطباء، إن تعريب مناهج الطب يحتاج إلى دراسة دقيقة، مؤكدا أن الطب علم عالمي يعتمد على اللغة الإنجليزية كلغة أساسية.

وأضاف القاضي في تصريحاته لـ “تليجراف مصر”، هل سيتم الاعتراف بشهادة الطب باللغة العربية أم لا، كما أننا لا نعرف ما هي إيجابيات وسلبيات تعريب المناهج.

وتابع أن كل الأبحاث الطبية على مستوى العالم بلغة واحدة وهي اللغة الإنجليزية، مشيرا إلى أنه يجب دراسة هذا المقترح بتأني حيث أنه يمكن أن نصبح منعزلين عن العالم ونحن يجب أن نكون على إطلاع وتواصل مع العالم وما هو جديد في عالم الطب.

ولفت إلى أنه لا يدعم هذا القرار، لأن الأجهزة الطبية والأبحاث والدراسات العلمية الطبية كلها باللغة الإنجليزية، مشيراً إلى أنه لإنشاء طبيب قادر على التواصل مع العالم ومبدع ولديه اطلاع على ما وصل إليه الطب لا يمكن أن يدرس المهنة بلغة منفصلة عن لغتها العالمية.

نقد علمي ومخاوف من العزلة

رأى الدكتور ثروت يوسف الغلبان، أستاذ ورئيس قسم دراسات المعلومات بجامعة طنطا، أن تعريب مناهج الطب والهندسة في الأزهر يعد اتجاها للخلف.

واعتبر خلال منشورا له على فيس بوك أن هذه الخطوة تعكس انفصال عن مسار المعرفة العالمية، مضيفا: "القرار يعني مخاصمة صريحة للعلم الحديث، ويهدد بخلق جيل طبيب غير قادر على التنافس عالميا".

وعلق الكاتب الصحفي خالد منتصر على قرار تراجع الأزهر عن القرار عبر صفحته فيس بوك قائلا: "الأزهر تراجع عن قرار تعريب الطب بعد الفضح الفيسبوكي، لا تستهينوا بكلماتكم ولن تكون هناك دولة داخل الدولة طول ما إحنا واعيين ومصحصحين ورافضين للتغييب".

آراء مؤيدة 

على الجانب الآخر، رأى بعض المؤيدين أن القرار خطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز الهوية العربية.

وكتب عبدالله صبحي الشقرة عبر "فيسبوك": “مشروع تعريب الطب في الأزهر إنجاز رائع  الغرب أخذوا علوم الطب من العرب وترجموها، والآن نعيد الأمر لجذوره”.

أما رائد العبد، فأشاد بالمقترح، مشيرا إلى أن العديد من الدول تدرس الطب بلغاتها الأم مثل ألمانيا وفرنسا والصين، مضيفا عبر فيسبوك: "علينا أن نتخلص من عقدة النقص ونؤمن بأننا قادرون على تطوير علومنا بلغتنا".

search