أديب متنكر في عالم.. أحمد مستجير شخصية معرض الكتاب 2025

إذا أخذت جولة في تاريخ الدكتور أحمد مستجير، لن تتعجب من اختيار اسمه ليكون شخصية الدورة الـ56 في معرض القاهرة الدولي للكتاب، إذ استطاع هذا الرجل الريفي أن يجمع بين الشعر والعلم والأدب حتى أصبح نموذجًا للتفوق في مجالين متباينين.

فدعنا نلقي نظرة على تاريخ العالم المصري، شخصية معرض الكتاب في 2025، في السطور التالية..

عالم وشاعر وأديب

وفقًا لما نشرته الهيئة العامة للاستعلامات عن مستجير، فإنه وُلد في 1 ديسمبر 1934، بقرية الصلاحات مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، ورحل عن عالمنا في 17 أغسطس 2006، عن عمر يناهز 72 عامًا في أحد المستشفيات بالنمسا.

جاء ذلك بعد إصابته بجلطة شديدة في المخ، إثر مشاهدته لأحداث التدمير والمذابح التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين والأطفال في لبنان، وبين هذا وذاك هناك رحلة ممزوجة بدقة العلم وجمال الشعر والأدب ليترك لنا إرثًا لازالت أصداءه تتردد حتى الآن.

في المرحلة الثانوية اهتم الطالب أحمد مستجير بكتب البيولوجيا، ليلتحق بعدها بكلية الزراعة جامعة القاهرة، ويحصل على البكالوريوس عام 1954، ثم ماجستير تربية الدواجن من كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1958، ودبلوم وراثة الحيوان من معهد الوراثة من جامعة إدنبرة عام 1961، ودكتوراة في وراثة العشائر من معهد الوراثة جامعة إدنبرة عام 1963، وزمالة الأكاديمية العالمية للفنون والعلوم.

الأديب المتنكر

وبعد رحلة من الدراسة، بدأت رحلة التدريس، حيث عمل مستجير مدرسًا بكلية الزراعة جامعة القاهرة سنة 1964، وأستاذًا مساعدًا عام 1971، ثم أستاذًا سنة 1974، ثم أصبح عميدًا لذات الكلية من سنة 1986 إلى سنة 1995، ثم أستاذًا متفرغًا بها حتى وفاته.

كما أنه كان عضوًا في 12 هيئة وجمعية علمية وثقافية، منها: مجمع الخالدين، الجمعية المصرية لعلوم الإنتاج الحيواني، الجمعية المصرية للعلوم الوراثية، اتحاد الكُتاب، لجنة المعجم العربي الزراعي، مجمع اللغة العربية بالقاهرة، زميل الأكاديمية العالمية للفنون والعلوم بسان فرانسيسكو.

“أديب متنكر في صورة عالم”، هكذا عُرف الدكتور أحمد مستجير، بسبب إسهاماته المتعددة في الحياة العلمية والأدبية، تاركًا بصمة واضحة في تاريخ ترجمة العلوم العربية وإرث علمي وأدبي لا يُقدر بثمن.

من بينها: (التحسين الوراثي للحيوان، مقدمة في علم تربية الحيوان، دراسة في الانتخاب الوراثي في ماشية اللبن، التحسين الوراثي لحيوانات المزرعة، النواحي التطبيقية في تحسين الحيوان والدواجن".

وأما في بحور الشعر: ”الأدلة الرقمية لبحور الشعر العربي، هل ترجع أسراب البط "ديوان شعر"، في بحور العلم "جزأين"، وعلم اسمه السعادة".

“رجل ريفي فلاح”

وترجم مستجير العديد من المؤلفات في العلوم والفلسفة، من بينها: "قصة الكم المثيرة، والربيع الصامت، طبيعة الحياة، الانقراض الكبير، عقل جديد لعالم جديد، الطريق إلى دوللي".

أيضًا: “المشاكل الفلسفية للعلوم النووية، صراع العلم والمجتمع، صناعة الحياة، الشفرة الوراثية للإنسان، الجينات والشعوب واللغات، الطريق إلى السوبر مان، الوراثة والهندسة الوراثية بالكاريكاتير”.

وفي لقاء تليفزيوني قديم، مع الإعلامية منى الشاذلي، قال العالم أحمد مستجير: “أنا راجل ريفي فلاح، وبفتخر بأصولي، ودخلت كلية الزراعة حبًا في مدرس الأحياء، وحبيت علم الوراثة”.

وتابع: "اكتشفت أن علم الوراثة هو العلم الحقيقي لاستمرار الحياة، وإذا مكنش هدف كل باحث أنه يسعد الإنسان، يبقى بحثه مالوش لازمة".

جوائز وأوسمة

الشاعر فاروق شوشة قال عنه: “أحمد مستجير مزيج من التراث الرومانسي في الشعر الذي عرفه في شبابه، والتراث الواقعي في الشعر الذي التحق به، وواكبه باعتباره أحد شعراء الستينيات”.

وحصل “مستجير” على العديد من الأوسمة والجوائز، مثل جائزة الدولة التشجيعية للعلوم الزراعية عام 1974، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1974، جائزة أفضل ترجمة علمية عام 1993، جائزة الإبداع العلمي عام 1995، وجائزة أفضل كتاب علمي لعام 1996.

أيضًا: “جائزة الدولة التقديرية للعلوم الزراعية عام 1996، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (للمرة الثانية) عام 1996، جائزة أفضل كتاب عام 1999، جائزة أفضل عمل ثقافي عام 2000، جائزة مبارك للعلوم التكنولوجية المتقدمة عام 2001، وجائزة أفضل كتاب عام 2003"، وفي الرابع من يوليو 2006 قدمت له ديوان العرب درع المجلة تقديرًا لجهوده العلمية والأدبية.