الأحد، 07 يوليو 2024

03:04 ص

"كن يسوع المسيح".. الكتلة العربية تتوعد بايدن بالهزيمة

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

مع وجود كتلة عربية لا يستهان بها في الولايات المتحدة، يواجه بايدن خطرا كبيرا في الانتخابات الرئاسية القادمة بسبب مواقفه المساندة لتل أبيب في حربها الأخيرة ضد غزة، خصوصا وأن الكتلة العربية كانت إحدى أهم تحالفاته في الانتخابات السابقة وكانت سببا من الأسباب التي أدت إلى نجاحه على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

يعلم بايدن حجم الكتلة التصويتية الكبرى لدى الأمريكان العرب وخصوصا المسلمين منهم، ما اضطره في الانتخابات الماضية لمغازلة الناخبين المسلمين بحديث عن الرسول الكريم، وهي سابقة أولى لم تحدث من رؤساء أمريكا من قبل، كما تعهد حل قضايا مثل الروهينجا ورفع الحظر عن لجوء المسلمين لأمريكا.

وفق المنظمات المدنية الأمريكية، فإن عدد الأمريكيين من أصول عربية يقدر بأكثر من 3.8 مليون مواطن أغلبهم من بلاد الشام (سوريا ولبنان وفلسطين) مع وجود عدد كبير من الأمريكيين اليمنيين والعراقيين والسودانيين، وتتميز ولاية ميشيغان بأنها الحاضن الأكبر للعرب وكانت لاعبا رئيسيا لفوز ترامب وأيضا فوز بايدن في الانتخابات الماضية، مع انتشار مجتمعات عربية أمريكية مهمة أخرى عبر كاليفورنيا وفلوريدا وتكساس وبنسلفانيا و إلينوي ونيويورك وفرجينيا.

غضب عربي أمريكي

قد يؤدي الغضب الأمريكي العربي والمسلم الأمريكي من تعامل الرئيس بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس إلى تعريض إعادة انتخابه للخطر في غالبية الولايات المتأرجحة عام 2024.

يقول موقع “axios” أن هذا الغضب يشكل حالة أخرى يواجه فيها بايدن انشقاقات محتملة من الجماعات الديمقراطية ذات الأغلبية، والتي ساعدته في عام 2020 على الإطاحة بالرئيس السابق ترامب، الخصم المحتمل لبايدن مرة أخرى في العام المقبل.

كما هو الحال مع الناخبين الشباب، يواجه بايدن احتمال الاضطرار إلى تخصيص الوقت لإنقاذ جزء من قاعدته بالإضافة إلى مغازلة الناخبين المتأرجحين.

بحسب “Axios”، فإن نتائج انتخابات عام 2020 في الولايات التي يقطنها العرب المسلمين كانت حاسمة لترجيح كافة بايدن، وأن الأمر كان سيختلف كثيرا إذا عزف عدد منهم عن الإنتخابات أو صوّتوا للمرشح المضاد.

على سبيل المثال في ميشيغان،  فاز بايدن عام 2020 بفارق 154 ألف صوت. وتشير تقديرات التعداد السكاني إلى أن عدد السكان العرب الأمريكيين في الولاية يبلغ نحو 278 ألف نسمة على الأقل.

فاز بايدن بولاية أريزونا بأغلبية 10500 صوت. ويقدر عدد السكان العرب الأمريكيين في ولاية جراند كانيون بنحو 60 ألف نسمة. وحصل على جورجيا بأغلبية 11800 صوت. ويبلغ عدد السكان العرب الأمريكيين هناك ما لا يقل عن 57000 نسمة.

 

خسر بايدن أصواتنا

يقدر مكتب الإحصاء أن هناك نحو مليوني عربي أمريكي في الولايات المتحدة؛ ويقول المعهد العربي الأمريكي إن العدد أقرب إلى 3.8 مليون. ويبلغ عدد السكان الأمريكيين المسلمين - الذين يمكن أن يشملوا الأمريكيين العرب والأمريكيين السود والأمريكيين الآسيويين - نحو 3.45 مليون نسمة، وفقًا لمركز بيو للأبحاث.

أسامة السبلاني، ناشر صحيفة الأخبار العربية الأمريكية، يقول “لقد خسر بايدن صوتنا، وسترون ميشيغان وجورجيا تتغيران” وفق “abc news”. وتعد صحيفة الأخبار العربية الأمريكية أكبر وأقدم صحيفة عربية في الولايات المتحدة، ومقرها في ديربورن بولاية ميشيغان، وناقله للصوت العربي.

محاولات للاستمالة

مع تصاعد القتال في غزة، استضاف كبار موظفي البيت الأبيض جلسة استماع مع موظفين مسلمين وعرب وفلسطينيين، حسبما صرح مسؤول كبير في البيت الأبيض لموقع “Axios”.

قال المسؤول الكبير في البيت الأبيض إن بايدن التقى أيضًا القادة الأمريكيين العرب للاستماع إلى أفكارهم، وإن تلك المحادثات مستمرة. قال بايدن إنه يود أن يرى التعداد السكاني لعام 2030 يشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كفئة ديموغرافية حتى تتمكن حكومة الولايات المتحدة من جمع بيانات أفضل عن الأمريكيين العرب.

أضاف السبلاني "ما لم يتحوّل بايدن إلى يسوع المسيح ويعيد بعض الفلسطينيين من بين الأموات، فإننا لا ندعمه. فلقد انتهى الأمر". 

وفق “بي بي سي”، يقول المعهد العربي الأمريكي، إنه منذ بداية الصراع، انخفض دعم العرب الأمريكيين للحزب الديمقراطي من 59% في عام 2020 إلى 17% فقط.

ستكون هذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من 30 عامًا التي لا يكون فيها الديمقراطيون الحزب المفضل لدى الناخبين الأمريكيين العرب. ومن غير الواضح ما إذا كانت الحرب في الشرق الأوسط ستكون قضية حاسمة في انتخابات عام 2024. لكن العديد من الأميركيين العرب يقولون إن هذه الفكرة ستظل حاضرة في أذهانهم.

search