الخميس، 30 يناير 2025

08:01 ص

إعلامي كولومبي: وقوف بيترو بوجه ترامب خطوة نحو السيادة الوطنية (خاص)

ترامب وبيترو- أرشيفية

ترامب وبيترو- أرشيفية

سيد مصطفى

A .A

علق ديفيد جونزاليس، الإعلامي والصحفي الكولومبي، على التوتر الأخير بين بوجوتا وواشنطن حول أزمة المهاجرين الكولومبيين، موضحًا أن هناك تباينًا في الآراء داخل كولومبيا بشأن موقف حكومة الرئيس غوستافو بيترو تجاه سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لا سيما فيما يتعلق بملف المهاجرين.

انقسام كولومبي حول خطوة بيترو

في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، أوضح جونزاليس أن البعض يرى أن حكومة بيترو افتقرت إلى خطة واضحة للتعامل مع ترامب، وهو ما أدى إلى تعريض الاقتصاد الكولومبي لمخاطر كبيرة.

من جهة أخرى، أكد الإعلامي الكولومبي أن مؤيدي بيترو يعتبرون محاولاته للدفاع عن كرامة المهاجرين الكولومبيين الذين تعرضوا للترحيل من الولايات المتحدة خطوة إيجابية تسعى لحماية حقوقهم الإنسانية.

خطوة نحو تحقيق السيادة الوطنية

وأضاف جونزاليس أن هناك من يرى أن موقف بيترو، المتمثل في الوقوف بوجه سياسات واشنطن، يُعتبر خطوة جادة نحو تحقيق السيادة الوطنية، خاصةً وأن الولايات المتحدة ظلت تاريخيًا تلعب دورًا كبيرًا في التدخل بشؤون دول أمريكا اللاتينية، وهذا الجدل يعكس الانقسام السياسي داخل كولومبيا بين تيارين: أحدهما يخشى على الاستقرار الاقتصادي، والآخر يشيد بمحاولات التحرر من النفوذ الأمريكي.

الاتفاق الأخير

وأشار جونزاليس إلى أن التوترات الأخيرة بين البلدين انتهت باتفاق تم التوصل إليه عبر مفاوضات ناجحة، حيث وافقت الولايات المتحدة على تحسين معاملة المهاجرين الكولومبيين المرحّلين.

وأضاف أن رغم هذه التوترات، تبقى الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر لكولومبيا، مشيرًا إلى أن العقوبات التي هدد ترامب بفرضها كانت ستشكل خطرًا كبيرًا على الاقتصاد الكولومبي. ويعكس الاتفاق توازنًا بين السعي لحماية المصالح الاقتصادية وتعزيز حقوق المهاجرين.

ملف الهجرة بعد الاتفاق

واستبعد جونزاليس حدوث مواجهة مباشرة بين ترامب وبيترو بشأن ملف الهجرة في المستقبل القريب، لكنه أشار إلى احتمال تصاعد التوترات على المدى المتوسط، ولفت إلى أن الرئيس غوستافو بيترو يعمل على تشكيل تحالف إقليمي من دول أمريكا اللاتينية لمعالجة أزمة الهجرة.

وأشار إلى أن هذا التحالف، الذي يُعرف باسم مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (CELAC)، سيتولى بيترو رئاسته خلال العام الجاري، مما يمنحه فرصة للعب دور محوري في تنسيق الجهود الإقليمية لمعالجة قضية الهجرة.

استراتيجية عدوانية تجاه دول أمريكا اللاتينية

وأوضح جونزاليس أن السياسات التي انتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أظهرت عدائية تجاه دول أمريكا اللاتينية، حيث ركز بشكل خاص على بنما والمكسيك، وهذا النهج قد يؤدي إلى مواجهات مع قادة تلك الدول الذين يتبنون سياسات تدعم السيادة والاستقلال.

وأشار أيضًا إلى أن دعم الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو للقضية الفلسطينية أكسبه خصومًا في الولايات المتحدة، مما يزيد من تعقيد العلاقات بين حكومته والإدارة الأمريكية، خاصة في ظل التوترات السياسية المستمرة بين الجانبين.

الأزمة بين كولومبيا وأمريكا

شهد يوم الأحد تطورًا بارزًا في العلاقات بين كولومبيا والولايات المتحدة على مدى قرنين من الزمن، ومع تصاعد أزمة الهجرة كقضية محورية، دخل الرئيسان غوستافو بيترو ودونالد ترامب في مواجهة دبلوماسية، حيث تبادلا الاتهامات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أعقبها فرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية التي أثارت قلقًا واسعًا في السوق الكولومبي.

بدأت الأزمة عندما رفض الرئيس بيترو استقبال طائرتين تحملان مهاجرين كولومبيين مرحّلين، في إطار برنامج أمريكي تعهد به ترامب لمكافحة الهجرة غير الشرعية.

حل الأزمة

وفي خطاب رسمي، أعلن مستشار الرئيس الكولومبي، لويس جيلبرتو موريللو، عن تجاوز المأزق مع الحكومة الأمريكية.

وأوضح أن وفدًا رسميًا، يضم المستشار والسفير غارسيا بينيا، سيتوجه إلى واشنطن لعقد اجتماعات رفيعة المستوى لمتابعة الاتفاقيات الناتجة عن التفاهم المشترك بين الجانبين.

وأضاف موريللو: "سوف نستمر في استقبال الكولومبيين الذين يعودون كمرحلين، مع توفير ظروف إنسانية تليق بهم وضمان حقوقهم، وقد وجه الرئيس غوستافو بيترو بتجهيز الطائرة الرئاسية لتسهيل عودة المواطنين الذين كان من المفترض أن يصلوا اليوم ضمن رحلات الترحيل، وستظل كولومبيا متمسكة بالحوار الدبلوماسي لضمان حقوق مواطنيها، وحماية مصالحها الوطنية، وتعزيز كرامتهم".

search