الجمعة، 31 يناير 2025

06:58 ص

تهجير الفلسطينيين خلال 77 عاما.. عشم "صهيوني" في جنة سيناء

تهجير الفلسطنيين من غزة

تهجير الفلسطنيين من غزة

محمد سامي الكميلي

A .A

لا يزال تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، حلم يراود الاحتلال الإسرائيلي منذ 1948، فمن حين للآخر تتجدد الفكرة، سواء جاءت على لسان إحدى القيادات الإسرائيلية، أو نظرائهم الأمريكيين، مثل الرئيس دونالد ترامب، أخيرا، عندما اقترح بالتزامن مع التوصل لاتفاقية وقف إطلاق النار، نقل سكان من غزة إلى مصر والأردن.

رد مصري حاسم 

وبعد ساعات من حديث ترامب، أعلنت وزارة الخارجية، تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، مشددة على أنها تظل القضية المحورية بالشرق الأوسط، وأن التأخر في تسويتها وفي إنهاء الاحتلال وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة.

وأعربت في بيان، عن استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، رافضة أي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواءً كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وبما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.

موقف الرئيس السيسي تجاه التهجير

وفي شتى المناسبات التي ظهر فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رفض فكرة تهجير الفلسطينيين رفضًا بينًا من أراضيهم إلى سيناء، مؤكدًا أن سبب الرفض هو الحفاظ على القضية الفلسطينية من التصفية وحماية الأمن القومي المصري، ولأن شعب مصر قدم شهداء أبرارًا من أبنائه الكرام في القوات المسلحة والشرطة المدنية، ليدفعوا بدمائهم ثمن حماية سيناء ومصر كلها من الإرهاب والتطرف.

وقال الرئيس السيسي: “إن كان هناك فكرة للتهجير، يوجد صحراء النقب في إسرائيل، ممكن نقل الفلسطينيين إليها، ثم ترجعهم إسرائيل إذا شاءت، إنما نقلهم إلى مصر سيؤدي إلى عمليات عسكرية فضفاضة قد تستمر لسنوات، وإذا طلبت من المصريين الخروج لرفض فكرة التهجير ستروا ملايين يخرجون لرفض الفكرة ودعم الموقف المصري في هذا الأمر”.

موقف الرئيس الراحل مبارك تجاه التهجير

قبل ثورة 25 يناير بـ6 أشهر، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، تهجير الفلسطينيين إلى قطعة أرض في سيناء.

إلا إن عرض نتنياهو، قوبل برفض تام من مبارك، قائلا: "قولتله أنسى الموضوع ده هتبقى مشكلة كبيرة بينا وبينكم.. إنت كدة عايز تبدأ الحرب بينا وبينكم تاني.. الحدود ولا أنا وأتخن مني يقدر يقرب عندها، حسب تسجيل صوتي لمبارك عرضه الإعلامي أحمد موسى عبر قناة صدى البلد.

موقف محمد مرسي

يبقى الإخواني محمد مرسي، الوحيد الذي عرض قطعة أرض بمساحة 1000 كيلومتر، من سيناء على الفلسطينيين، لتوطينهم بها، وذلك حسب تصريحات الرئيس الفلسطيني محمد عباس أبو مازن خلال كلمته أمام المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله، بتاريخ 2 مايو 2018.

وقال أبو مازن: “خلال تولي جماعة الإخوان الحكم، عرض محمد مرسي علينا الحصول على قطعة من سيناء ورفضنا.. وقلت لهم إن الفلسطينيين لن يقبلوا بذلك، ولن يتركوا أرضهم، ولن يعيشوا على أراضي الغير، وكان هذا المقترح إسرائيلي واسمه مشروع جيورا آيلاند، وهدفه تصفية القضية الفلسطينية تمامًا".

وتابع أبو مازن، أن محمد مرسي عاتبه على رفض العرض، وقال له باللهجة المصرية: “وإنت مالك إنت هتاخد أرض وتوسع غزة”، موضحًا أن وزير الدفاع المصري آنذاك أصدر قرارًا بأن أراضي سيناء أمن قومي ووطني وأغلق هذا المشروع.

نتنياهو سيزور ترامب

يتطلع نتنياهو لزيارة ترامب، الأسبوع المقبل، في البيت الأبيض، وفقًا لمسؤولان أمريكيان دون الكشف عن هويتهما، وفقا لقناة الجزيرة.

وإذا تمت هذه الزيارة، سيكون نتنياهو أول من يجتمع مع ترامب في البيت الأبيض منذ تنصيبه، وكذا سيزور مبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، إسرائيل هذا الأسبوع، لترتيب الاجتماع وإجراء محادثات مع نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين.

متى بدأت فكرة التهجير؟

الحديث عن تهجير الفلسطينيين، ليس الأول ولا الأخير، بهذه الكلمات بدأ المؤرخ الفلسطيني عبدالقادر ياسين، حديثه، قائلا إن مشاريع توطين الفلسطينيين في الأقطار العربية متكررة، لا سيما منذ عام 1953، بما عرف حينها بخطة سيناء، وكذلك مشروع الجزيرة شمال سوريا، لتوطين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والعراق، وكذا مشروع جونسون لتوطين الفلسطينيين الموجودين بالضفتين الشرقية والغربية حول نهر الأردن.

وأكد أن هذه الفكرة الصهيونية دائمًا ما تكون برعاية الحليف الأمريكي، إلا أنها مرارًا وتكرارًا ما تستقبل برفض عربي رسمي وشعبي، بحسب تصريحات المؤرخ لـ"الشرق الأوسط".

ومن جانبه، يرى الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج، أن مصر لن تكون طرفًا في أي مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن موقف الشعب المصري يتماشى تمامًا مع موقف قيادته السياسية التي رفضت بشكل قاطع فكرة تهجير الفلسطينيين منذ قديم الزمان.

واعتبر فرج لـ"تليجراف مصر" أن تصريحات ترامب كانت صادمة للشارع المصري والعربي، إذ عدّها البعض محاولة للتخلص من المسؤولية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.

متى عرف الفلسطينيون التهجير القسري؟

الفلسطينيون عرفوا التهجير القسري منذ 1948، مع إعلان قيام “إسرائيل”، لتؤسس الأمم المتحدة، وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في العام التالي، لاستجابة احتياجات ما يقرب من ثلاثة أرباع مليون فلسطيني.

وكذا شهد عام 1953، طرح فكرة تهجير الفلسطينيين مجددًا، وسميت بخطة سيناء، وفي عام 1970، تبنى قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، أرئيل شارون، الذي أصبح لاحقًا رئيساً للوزراء، خطة لتفريغ قطاع غزة من سكانه، ونقل المئات منهم لسيناء ومدينة العريش، اللتين كانتا تحت الاحتلال الإسرائيلي وقتها، ولم تنجح في الاستمرار، وهذا بحسب المؤرخ الفلسطيني.

واستمرت المخططات مع عام 2000، حتى ولاية ترامب الأولى، والتي تحدث فيها عن خطته لتهجير الفلسطينيين تحت مسمى صفقة القرن، إلا أنها قوبلت بالرفض من ملك الأردن عبدالله الثاني.

search