الخميس، 30 يناير 2025

07:05 ص

الذكاء الاصطناعي يهز الأسهم الأمريكية.. طفرة تكنولوجية أم فقاعة استثمارية؟

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

على مدى العامين الماضيين، شكلت تقنيات الذكاء الاصطناعي إغراءات كبيرة لمستثمري الأسهم الأمريكية، حيث ارتفع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 92% منذ بداية 2023، مضيفًا أكثر من 14 تريليون دولار إلى قيمته السوقية. 

ومع ذلك، يبدو أن الرياح قد بدأت في التغير مع ظهور منافسين جدد يشكلون تحديات غير مسبوقة للهيمنة الأمريكية.

طفرة الذكاء الاصطناعي

أعلنت الولايات المتحدة خطط استثمارية بقيمة 500 مليار دولار لتعزيز ريادتها العالمية في الذكاء الاصطناعي، مدعومة بتقنيات من شركات عملاقة مثل إنفيديا وميتا وأوبن إيه آي، ما ساهم في رفع أسواق الأسهم، وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أرقامًا قياسية جديدة.

لكن التحولات الكبرى بدأت بالظهور مع دخول شركة DeepSeek الصينية إلى الساحة، حيث قدمت تقنيات ذكاء اصطناعي قوية وفعالة من حيث التكلفة واستهلاك الطاقة، ما أثار الشكوك حول استدامة الإنفاق الضخم على تقنيات الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات الأميركية الكبرى.

ضغوط على شركات التكنولوجيا

شهد مؤشر ناسداك 100 انخفاضًا بنسبة 3% أمس، وهو أكبر انخفاض له خلال ستة أسابيع، ما أدى إلى فقدان السوق حوالي تريليون دولار من قيمته.

أبرز الخاسرين كانت شركة إنفيديا، التي سجلت أسوأ يوم لها منذ مارس 2020 بخسارة نحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية.

كما شهدت شركات الطاقة مثل Constellation Energy Corp انخفاضات حادة بلغت 21%، متأثرة بتراجع التوقعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

التحدي الصيني

تصدر نموذج الذكاء الاصطناعي لشركة DeepSeek الصينية قوائم متجر تطبيقات "أبل" خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما أثار قلقًا كبيرًا بين المستثمرين الأميركيين. 

وتوقع محللون أن قدرة الشركة على تقديم تقنيات قوية بتكلفة منخفضة قد تعيد تشكيل صناعة الذكاء الاصطناعي بأكملها.

علق المدير الإداري في "Union Bancaire Privée"، سيرن لينغ، قائلاً: "يُظهر DeepSeek أنه من الممكن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قوية وفعالة بتكلفة أقل، ما قد يهدد هيمنة الشركات الأمريكية العملاقة على السوق."

تماسك رغم الضغوط

على الرغم من الضربة القوية التي تعرضت لها شركات التكنولوجيا الكبرى، كانت عمليات البيع في الأسواق منظمة إلى حد كبير، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة تقل عن 1.5%، بينما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.7%.

من جهتها، قللت إنفيديا من أهمية تهديد DeepSeek، وأكدت أن تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي لا يزال يتطلب كميات كبيرة من وحدات معالجة الرسومات التي تنتجها.

تحديات الذكاء الاصطناعي

مع استعداد شركات كبرى مثل آبل ومايكروسوفت للإعلان عن أرباحها، يتزايد التدقيق على التكاليف الرأسمالية الضخمة مقارنة بالعائدات المحدودة. 

ويرى المحللون، أن المنافسة الصينية، إضافة إلى تساؤلات حول جدوى الإنفاق الكبير على الذكاء الاصطناعي، ما قد تعيد تشكيل خريطة الاستثمار في القطاع.

الذكاء الاصطناعي فقاعة أم فرصة؟

تبقى النظرة المستقبلية للذكاء الاصطناعي متباينة، فمن جهة، يشير التراجع الأخير إلى هشاشة السوق واعتمادها على التقييمات المرتفعة، ومن ناحية أخرى، تظل هناك فرص كبيرة للشركات التي تتبنى نهجًا مفتوح المصدر وتقلل من تكاليف التكنولوجيا.

في النهاية، يبدو أن المنافسة بين الابتكارات الأمريكية والصينية ستحدد مستقبل الذكاء الاصطناعي والأسواق العالمية، مع احتمالية إعادة هيكلة كبيرة للنظام الاقتصادي والتكنولوجي القائم.

search