الخميس، 30 يناير 2025

07:32 م

هوليوود تحلق رؤوس أشرار السينما.. لماذا لا يوجد سوبر مان أقرع؟

لماذا يتم اختيار الصلع لتجسيد أدوار الشر؟

لماذا يتم اختيار الصلع لتجسيد أدوار الشر؟

عادة ما تلجأ صناعة السينما العالمية لاختيار بطل ذي شعر جذاب في الأدوار المألوفة للمُشاهد، لكن عندما يتعلّق الأمر بتجسيد شخصية شريرة فإن البطل يظهر بإطلالة الأصلع أو حليق الرأس.

لماذا الصلع؟

السؤال هنا: لماذا تصدّر هوليوود فكرة أن الأبطال التقليديين عادةً ما يكون لديهم شعر صحي، في حين أن الأشرار لا يتمتعون بذلك.

انتقد تقرير لصحيفة “إندبندنت” البريطانية بعنوان "كيف تسهم السينما في تحويل الرجل الأصلع إلى شخصية شريرة؟"، فلجوء السينما لتجسيد الشكل الجميل فقط على أنه أحد مظاهر الجمال والقبول لدى المجتمع، يضر بمعنويات العديد من الأشخاص الذين يعانون تساقط الشعر.

ووفقًا للتقرير، صرح الخبير في مجال الشعر، سبنسر ستيفنسون، بأنه "لا يوجد أبدًا سوبر مان أصلع، فالرجال الصلع هم دائمًا الأشرار".

ورغم وجود استثناءات لهذه القاعدة، فإن التاريخ يُظهر لنا أن أولئك الذين ليس لديهم شعر هم أكثر عرضة لتصويرهم على أنهم أشرار ومنبوذون.

وأضاف ستيفنسون، بشأن ربط أدوار الشر بالصلع، قائلًا: "يعود ذلك إلى أسطورة شمشون والآلهة اليونانية، حيث كان وجود الشعر علامة على الرجولة والقوة، بعبارة أخرى، لا تتضمن معايير الجمال الذكورية التقليدية الصلع، بالتالي فإن غياب الشعر يرتبط بعدم الرغبة أو العيب العام".

وما يفسر تعمُّد صناع السينما اختيار الرجل الأصلع عندما يتم صياغة أدوار شريرة، هي وجود قائمة طويلة من الممثلين الذين حلقوا شعرهم من أجل لعب دور الرجل الشرير، حيث فعل مارلون براندو ذلك في فيلم Apocalypse Now، وفعل ذلك أيضًا هيو جاكمان ليلعب دور الكابتن هوك في فيلم Pan، وحلق جيف بريدجز شعره في فيلم Iron Man، وفقا للتقرير.

ويبدو الأمر أكثر إهانة عندما يضطر ممثل أصلع بطبيعته إلى ارتداء شعر مستعار من أجل لعب دور الرجل الصالح، حيث فعل كوري ستول ذلك بالفعل في مسلسل الخيال العلمي The Strain، لكنه ظل أصلعًا من أجل دور الشرير في فيلم Ant-Man، لا يمكن أن تكون الرسالة أكثر وضوحًا من ذلك.

كما أكد سبنسر ستيفنسون، خبير الشعر، أن الدلالات السلبية المحيطة بالصلع عميقة، وقال "إن تساقط الشعر يرتبط بوصمة عار، فالوعي الذاتي والاكتئاب وانعدام احترام الذات والتعاسة والاستياء والمرارة والحزن، كلها ترتبط بسهولة أكبر بأشرار يسكنون البراكين المجوفة".

ويتساءل: "هل يمكن أن يكون تساقط الشعر سببًا للشر في بعض الحالات؟ "إنه يؤثر سلبًا في ثقة الشخص بنفسه، واحترامه لذاته وهويته"، مضيفًا أن الأمر يشبه سرطان الروح، هؤلاء الأشرار، هؤلاء الرجال الأشرار التعساء، هناك بالتأكيد رابط هنا، أن تساقط الشعر كان له تأثير عليهم في شكل أو آخر".

ليسوا أشرارًا فقط

بخلاف أدوار البطل والشرير التقليدية، فإن تمثيل الشخصيات الصلعاء ليس أفضل كثيرًا، إذ يتم تصوير معظمهم عادةً على أنهم خاسرون أو أغبياء أو غريبو الأطوار أو أشخاص غير مثيرين للسرور عمومًا.

وبالنظر إلى التحفة الكوميدية Tropic Thunder، ارتدى توم كروز، بدلة تظهر جسمه بدينًا وباروكة صلعاء ليصبح مديرًا تنفيذيًا للاستوديو عدوانيًا وغريب الأطوار يُدعى ليز جروسمان، وهي شخصية يُعتقد على نطاق واسع أنها مستوحاة من هارفي وينشتاين.

التأثير على الجمهور

ولكن كيف يؤثر هذا النوع من التمثيل على الجمهور الصلع وخفيف الشعر؟

في دراسة أجرتها مجلة الأمراض الجلدية البريطانية عام 2020، خلصت إلى أن "التصوير السينمائي الذي يظهر الممثلين الذين يؤدون أدوار الأشرار بشعر متساقط، لا يؤدي فقط إلى تفاقم العبء النفسي، بل يثير أيضًا وجهات نظر مجتمعية سلبية".

وأضافت أن الأشخاص المصابين بالثعلبة، وهو اضطراب مناعي ذاتي يسبب تساقط الشعر، يمكن أن يعانوا أيضًا من "قلق اجتماعي شديد واكتئاب، ويُظهرون خوفًا من التصور السلبي من قبل الآخرين".

وما يزيد الطين بلة هو العدد الكبير من المشاهير الذين يخضعون لعمليات زراعة الشعر، ويتناولون الأدوية، بل ويرتدون الشعر المستعار في محاولة لإخفاء حقيقة الصلع.

وقد يظن أي شخص أن الصلع الوراثي عند الرجال نادر للغاية، لكن الحقيقة أن 85% من الرجال يعانون تساقط الشعر بشكل ملحوظ بحلول سن الخمسين.

وقال ستيفنسون، الذي يستشيره عدد كبير من المشاهير البارزين حول علاج تساقط الشعر: "يجب التحدث عن هذا الأمر أكثر، فمن المؤسف أن الدلالات السلبية والوصمة التي تصاحب تساقط الشعر ستظل موجودة دائمًا، لكن كلما تحدث المزيد من الناس والمشاهير عن هذا الأمر، كلما أصبح التمثيل أفضل".

أخبار متعلقة

search