الأحد، 02 فبراير 2025

05:03 ص

بعد سيطرتها على مدينة مهمة في الكونغو.. ما هي حركة "إم 23"؟

حركة "إم 23"

حركة "إم 23"

تتواصل الاشتباكات العنيفة في مدينة غوما شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يسيطر مقاتلو "حركة إم 23" المدعومة من رواندا على معظم المدينة. 

الجماعة المسلحة، التي تتألف بشكل رئيسي من التوتسي الكونغوليين، تمكنت من السيطرة على المطار وأجزاء واسعة من وسط المدينة المهمة بعد شن هجوم خاطف عليها يوم الأحد الماضي.

وفاقم القتال الذي أسفر عن مقتل نحو مئة شخص وخلف آلاف الجرحى، من الأزمة الإنسانية في المنطقة التي تشهد صراعات طويلة الأمد بين جماعات مسلحة مدعومة من أطراف إقليمية، ما يعكس توترات تاريخية مرتبطة بالإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

ما هي حركة "إم 23"؟

تأسست حركة "إم 23" في عام 2012، بعد فشل اتفاقية سلام كانت قد وقعت في 2009 بين الحكومة الكونغولية والمتمردين، وتعتبر الحركة الجناح العسكري لإثنية التوتسي في الكونغو، حيث يعتقد أن لدى قادتها علاقات وثيقة بالحكومة الرواندية، حسبما ذكر موقع “روسيا اليوم”.

ونشأت الحركة في سياق تمرد مسلح ضد حكومة الكونغو، وهو امتداد لتوترات قديمة تعود إلى صراعات شهدتها المنطقة منذ 1996، وتمثل الحركة المظالم التي يشعر بها التوتسي في شمال كيفو، حيث يعتقدون أنهم يتعرضون للتمييز من قبل الحكومة المركزية في كينشاسا.

وبعد سيطرتها على مناطق واسعة من شمال كيفو في عام 2012، هُزمت "إم 23" بشكل كبير في عام 2013، ما دفع العديد من مقاتليها إلى الاستسلام أو الفرار إلى دول الجوار مثل رواندا وأوغندا، لكن عادت بقوة في السنوات الأخيرة، حيث تجددت العمليات العسكرية في 2021 و2022 و2023.

الوضع الراهن

وتجددت الاشتباكات بين الجيش الكونغولي و"إم 23" في نهاية عام 2024 وبداية 2025، حيث تمكنت الحركة من السيطرة على بلدة مينوفا المهمة استراتيجيا، ثم واصلت تقدمها باتجاه بلدة ساكي قرب العاصمة الإقليمية غوما، كما استمرت في التوسع، ما أدى إلى نزوح حوالي ربع مليون شخص مع تفاقم الأوضاع الإنسانية.

ردود الفعل الدولية

وفي هذا السياق، هاجم المتظاهرون سفارات عدة في العاصمة كينشاسا، احتجاجًا على ما اعتبروه تقاعسًا دوليًا في وقف العنف في شرق الكونغو، وكانت السفارات الأمريكية والفرنسية والبلجيكية من بين الأهداف الرئيسية لهذه الهجمات، فيما دعت الأمم المتحدة ودول غربية رواندا لسحب قواتها من المنطقة.

الوضع الإنساني والاقتصادي

تسبّب العنف المستمر في تفاقم الوضع الإنساني بالمنطقة، خاصة مع تدمير المرافق الحيوية وتدمير البنية التحتية، كما تشهد المنطقة تزايد النزاعات حول الموارد الطبيعية الغنية، مثل التانتالوم والقصدير، التي تعد جزءًا من صناعة الإلكترونيات العالمية.

وتستمر الأوضاع في شرق الكونغو في التأثير على استقرار البلاد بشكل عام، مع تزايد المخاوف من تمدد الصراع إلى مناطق أخرى.

search