أرعب إسرائيل لمدة 30 عاما.. من هو محمد الضيف قائد القسام؟
محمد الضيف
سيد محمد
شكل قائد هيئة أركان كتائب القسام، محمد الضيف، هاجسا للاحتلال الإسرائيلي على مدار ثلاثة عقود قضاها مقاتلا جيش الاحتلال حتى بات على رأس قوائم الاغتيال، بفضل جهوده في مقاومة المحتل في معارك مختلفة، كان آخرها “طوفان الأقصى” التي هدفت لـ"تغيير تاريخ المنطقة"، حسب تعبير الضيف، أثناء التخطيط لمعركة السابع من أكتوبر.
“أرهق العدو منذ أكثر من 30 عاما.. فكيف بربكم أن يُذكر محمد الضيف في التاريخ دون لقب الشهيد”.. جملة وردت في خطاب أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، معلنًا استشهاد القائد العام للكتائب القائد محمد الضيف، رفقة عدد من قادة كتائب القسام، أثناء القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.
ويُعد الضيف هو اللقب الأشهر لمحمد دياب إبراهيم المصري (أبو خالد)، وهو القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
المطارد الأول لإسرائيل
يُعد محمد الضيف أحد أبرز القادة العسكريين الفلسطينيين وأكثرهم ملاحقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث أدرج على قائمة المطلوبين منذ عام 1995، بسبب مشاركته في عمليات قتالية ضد الاحتلال، أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين.
وتعرض الضيف، لمحاولات اغتيال عديدة نفذتها أجهزة المخابرات الإسرائيلية، مثل الشاباك والموساد، لكنه نجا منها جميعًا رغم إصابته بجروح خطيرة في إحدى المحاولات. وكانت إحدى أبرز هذه المحاولات عام 2014، عندما قصف الاحتلال منزله، مما أسفر عن استشهاد زوجته وداد عصفورة، وطفليه، فيما بقي هو على قيد الحياة.
وفي عام 2015، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية، الضيف ضمن قائمتها لـ"الإرهابيين العالميين المصنفين".
النشأة والمسيرة
ينتمي الضيف لعائلة فلسطينية لاجئة هجّرت من قرية كوكبا في أراضي 1948، واستقرت في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث نشأ وتلقى تعليمه.
وبدأ محمد الضيف، طريقه في العمل الإسلامي من خلال المساجد، حيث تأثر بما يُعرف بـ"العمل الدعوي"، وكان ناشطًا في الكتلة الإسلامية، الإطار الطلابي لحركة حماس، خلال دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية بغزة.
وانضم الضيف لجماعة الإخوان المسلمين، التي كانت تركز آنذاك على الأنشطة الدعوية والاجتماعية، قبل أن تتحول إلى العمل العسكري بعد تأسيس حركة حماس عام 1987. وقد برع في مختلف الأنشطة، بما في ذلك العمل الاجتماعي والإغاثي، حيث شارك في حملات تنظيف شوارع خان يونس، ودعم المزارعين خلال يوم الحصيدة، بالإضافة إلى أعمال خيرية أخرى.
وحصل محمد الضيف، على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من الجامعة الإسلامية بغزة عام 1988، وكان مسؤولًا عن "اللجنة الفنية" في الكتلة الإسلامية، حيث ساهم في تنظيم الفعاليات الثقافية والاجتماعية.
اللقب والظهور الإعلامي
يعرف باسم الضيف، ويُعتقد أن سبب التسمية يعود إلى تنقله المستمر وعدم استقراره في مكان واحد، مما جعله "ضيفًا" في مواقع متعددة.
صورته غير معروفة منذ سنوات، وتعتمد الاستخبارات الإسرائيلية على صور قديمة له، مثل صورة هويته أو صور التُقطت له أثناء اعتقاله.
حياته الشخصية
تزوج محمد الضيف مرتين، وأنجب عدة أبناء. فقد زوجته وداد عصفورة، وطفليه خلال غارة إسرائيلية عام 2014، فيما بقي له من أبنائه ولد وبنت. في فبراير 2022، نُشر مقطع فيديو يُظهر تخرج ابنيه بهاء وخالد من زواجه الأول.
وفقد الضيف، والديه في أوقات مختلفة، حيث توفيت والدته عام 2011، ووالده عام 2022.
اعتقال الضيف
اعتُقل الضيف لأول مرة عام 1989 خلال حملة إسرائيلية استهدفت قادة حماس، بمن فيهم الشيخ أحمد ياسين، أمضى 16 شهرًا في السجن دون محاكمة، بتهمة الانتماء للجهاز العسكري للحركة، الذي أسسه صلاح شحادة.
خلال اعتقاله، ناقش مع شحادة وزكريا الشوربجي، فكرة تشكيل مجموعة سرية لاختطاف جنود إسرائيليين، على أن تبقى بعيدة عن الهيكل التنظيمي المركزي لحركة حماس، لتجنب اكتشافها في حال التعرض لضربة أمنية.
لاحقًا، وبعد تصاعد نفوذه العسكري، تعرض للاعتقال من قبل السلطة الفلسطينية عام 2000، في صفقة مع إسرائيل تضمنت اعتقاله مقابل منح السلطة سيطرة أمنية على بعض المناطق في القدس. إلا أنه نجح في الفرار مع اندلاع انتفاضة الأقصى في نفس العام، ومنذ ذلك الحين اختفت آثاره.
ورغم الملاحقات الشديدة، حرص الضيف على عدم الدخول في أي مواجهة مسلحة مع أجهزة الأمن الفلسطينية، حفاظًا على عدم إراقة الدم الفلسطيني.
قائد ظلّ.. ورمز للمقاومة
ظل محمد الضيف شخصية غامضة، يُحيط بها الكثير من السرية، ويُعتبر العقل المدبر للعديد من العمليات النوعية ضد الاحتلال، لا يظهر في الإعلام، لكن بياناته الصوتية ورسائله المصورة كانت دائمًا تُشكل تحولات بارزة في مسار الصراع.
وفي كل مرة، ظن الاحتلال أنه نجح في تصفيته، كان الضيف يظهر مجددًا ليؤكد استمراره في قيادة المقاومة. ويُنظر إلى الضيف كأحد أكثر القادة العسكريين قدرةً على التكيف مع الظروف، ما جعله أيقونة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وخارجه.
ويأتي استشهاد الضيف، إلى جانب عدد من القادة البارزين في الجناح العسكري لحركة حماس، وهم؛ مروان عيسى (نائب قائد أركان القسام)، غازي أبو طماعة (قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية)، رائد ثابت (قائد ركن القوى البشرية)، ورافع سلامة (قائد لواء خان يونس).
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
الشبح ورجل الظل.. من سيخلف "الضيف" في قيادة القسام؟
31 يناير 2025 01:51 ص
حزم اجتماعية جديدة.. هل تنقذ المواطن أم يجهضها جشع التجار؟
30 يناير 2025 09:15 م
توقعات إيجابية من "مورجان ستانلي".. ما مصير الجنيه والأسعار؟
30 يناير 2025 09:06 م
"قط الشوارع".. من هو زكريا الزبيدي الأسير الفلسطيني المفرج عنه اليوم؟
30 يناير 2025 09:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً